نيويورك - (رويترز): يروي معتقل في غوانتنامو تحول لشاهد متعاون مع الحكومة الأمريكية أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية استخدمت أساليب من الاعتداءات الجنسية وأشكال تعذيب أخرى أكثر مما ورد في تقرير لمجلس الشيوخ الأمريكي صدر نهاية العام الماضي.
وقال ماجد خان - وهو باكستاني في الـ35 من عمره - إن القائمين على استجوابه سكبوا مياها مثلجة على أعضائه التناسلية، وصوروه عاريا بالفيديو مرتين، ولمسوا «مناطق حساسة» من جسمه مراراً، وعلقوه 3 أيام متواصلة دون نوم. وكل هذه الأساليب لم يرد لها ذكر في تقرير مجلس الشيوخ. وأضاف أن المستجوبين - وبعضهم كانت تفوح منه رائحة الكحول - هددوه بالضرب بمطرقة وبمضرب البيسبول وبالعصي والأحزمة الجلدية. وشهادة خان هي أول رواية تنشر على الملأ من أحد معتقلي تنظيم القاعدة المهمين الذين شهدوا «أساليب الاستجواب المطورة» التي استخدمت في عهد الرئيس السابق جورج بوش عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة. ووردت شهادة خان في ملاحظات دونها محاموه أثناء مقابلاتهم معه على مدى السنوات السبع السابقة، وتقع في 27 صفحة. ووافقت الحكومة الأمريكية على نشر الملاحظات الشهر الماضي أثناء عملية مراجعة رسمية.
وينتظر خان الذي كان مقيداً في مدرسة ثانوية في ماريلاند الحكم عليه بعد أن أقرّ عام 2012 بما وُجه إليه من اتهامات بالتآمر والقتل والتجسس وغيرها.
وفي مقابل العمل كشاهد للحكومة سيحكم على خان بالسجن مدة تصل في أقصاها إلى 19 عاماً تبدأ من تاريخ إقراره بصحة الاتهامات. واعترف خان بتسليم 50 ألف دولار لبعض قيادات تنظيم القاعدة في إندونيسيا. واستخدمت الأموال في ما بعد في تنفيذ عملية تفجير بشاحنة ملغمة عام 2003 في فندق ماريوت في جاكرتا أسفرت عن مقتل 11 شخصاً وإصابة 8. كما اعترف بالتآمر مع خالد شيخ منصور، الذي تقول الولايات المتحدة إنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، لتسميم مصادر المياه وتفجير محطات للغاز، ووافق أن يكون «عميلاً نائماً» للقاعدة في الولايات المتحدة. ويقول تقرير مجلس الشيوخ إن خان ألقي القبض عليه في باكستان، واحتجز في موقع لم يكشف عنه تابع لوكالة المخابرات المركزية من 2003 إلى 2006.
وفي المقابلات مع محاميه، روى خان كيف استقبل استقبالاً حافلاً بالاعتداءات لدى وصوله موقع الاعتقال. وقال «تمنيت لو أنهم قتلوني». وأضاف أنه شعر بآلام مبرحة عند تعليقه عارياً ومتدلي الجسد، وقال إن الحراس وضعوا رأسه مراراً تحت مياه مثلجة. ونقل خان عن مستجوبيه قولهم له «سنعتني بك يا بني، سنرسلك إلى مكان لا يمكنك تخيله».
وامتنع مسؤولون حاليون وسابقون في وكالة المخابرات المركزية عن التعليق على رواية خان.
ويتطابق وصف خان لما مر به مع بعض أسوأ التفاصيل التي وردت في تقرير مجلس الشيوخ الذي جاء نتاج مراجعة استمرت 5 سنوات أجراها موظفون ديمقراطيون بالمجلس لنحو 6.3 ملايين وثيقة داخلية لوكالة المخابرات.
وقبل سنوات من نشر التقرير، شكا خان لمحاميه من أنه تعرض للتغذية القسرية من الشرج.
وعثر محققو مجلس الشيوخ على وثائق لوكالة المخابرات تؤكد أن خان تلقى حقنا شرجية قسريا عبارة عن عجينة من الحمص والمعكرونة. وتصر وكالة المخابرات على أن التغذية عن طريق الشرج كانت ضرورية بعد أن أضرب خان عن الطعام، ونزع أنابيب التغذية التي تم توصيله بها عن طريق الأنف. وقال محققو مجلس الشيوخ إن خان كان متعاونا ولم ينزع أنابيب التغذية. ويقول أغلب الخبراء الطبيون إن التغذية الشرجية ليست لها أي قيمة علاجية، بينما يسميها محاموه اغتصاباً. وقال خان لمحاميه إن بعضاً من أسوأ أساليب التعذيب التي تعرض لها حدثت في جلسة الاستجواب في مايو 2003، عندما جرده الحراس من ملابسه تماماً وعلقوه على عارضة خشبية لمدة 3 أيام، حرم أثناءها من النوم ولم يقدموا له سوى الماء. ويروي خان كيف تم وضع قدميه وساقيه في قيد معدني أشبه بالحذاء الطويل، الذي انغرس في اللحم ومنعه من الحركة، وقال إنه شعر بأن ساقيه ستنكسران إذا سقط.