القلمون - (الجزيرة نت): لم تكن استعانة «حزب الله» الشيعي اللبناني مؤخراً بلواء القلعة الشيعي لنجدته في جرود القلمون بالحدود السورية اللبنانية المؤشر الوحيد على حجم خسائره البشرية الكبيرة هناك، بل إن الحزب بات مرغماً على التخلي عن قبضته الأمنية في مدن القلمون بعد اضطراره إلى سحب أضخم حواجزه هناك لتعويض النقص الحاد في جنوده، حسب تقدير ناشطين. وتراجع التواجد الأمني للحزب في القلمون خلال الفترة الأخيرة نتيجة اضطراره لسحب عدد من قواته، ولجأ الحزب مؤخراً إلى الاستنجاد بلواء القلعة البعلبكي لمساعدته على تعويض النقص في تغطية الحدود اللبنانية السورية.
ويقبع القلمون منذ سقوطه بيد «حزب الله» ونظام الرئيس بشار الأسد في منتصف عام 2014 تحت قبضة أمنية محكمة تجسدت بإقامة عشرات الحواجز الضخمة عند معظم مداخل القرى والبلدات إضافة لحواجز فرعية مشددة على كل الطرقات الفرعية المؤدية إلى معاقل «حزب الله». ويرى مدير تنسيقية يبرود محمد اليبرودي حالة من الضعف الداخلي في صفوف «حزب الله» تجلت في تضحيته بحاجز العجمي الذي يعتبر أكبر صمام أمان لأهم معاقله في حي القاعة اليبرودي وسحبه بعتاده الكامل إلى جرود القلمون. وقال اليبرودي إن «النظام السوري هو من بدأ عملية إفراغ القلمون من التواجد العسكري وذلك بسحب عشرات الحواجز بين بلدات القلمون، وأهمها حاجز أبو فاروق وحاجز مخفر يبرود وذلك لاتساع رقعة الجبهات المفتوحة ضده من قبل كتائب المعارضة في جوبر خصوصاً، والزبداني وريف اللاذقية، ولحاجته الماسة إلى العناصر في ريف إدلب بعد التقدم الكبير الذي حققه جيش الفتح هناك».
واعتبر أن القبضة الأمنية لحزب الله ونظام الأسد داخل القلمون وفي يبرود تحديداً أصبحت هشة ومضعضعة، خاصة بعد تفريغها من الحواجز التي أذاقت أبناء القلمون الويلات في العام الفائت، حسب قوله.
وذكرت وسائل إعلام لبنانية موالية لـ «حزب الله» أن الحزب استعان بلواء القلعة البعلبكي لمساعدته على تعويض النقص في عناصره أثناء تغطية انتشارهم على الحدود اللبنانية الواسعة التي دخلت خط الصراع مؤخراً.
وشكل لواء القلعة من قبل عشائر شيعية في البقاع الشمالي بلبنان لقتال فصائل المعارضة المسلحة الموجودة في جرود القلمون، وهذا ما اعتبرته الأخيرة إيذاناً ببداية حرب طائفية معلنة من قبل هذا اللواء.
أما أبو الوليد -القائد عسكري في تجمع «واعتصموا»- فيرجع اضطرار «حزب الله» للتخلي عن قبضته الأمنية بالقلمون إلى النقص الحاد في العنصر البشري بشكل أساسي بعد الحاجة الملحة له إلى أعداد أكبر من الجنود لتغطية مساحات أكبر من الحدود اللبنانية المتاخمة للقرى الشيعية.