لم يمض أكثر من 96 ساعة على فوز جوزيف بلاتر (79 عاماً) بولاية خامسة لرئاسة الفيفا، ليعلن بعدها في مؤتمر صحافي مفاجئ في زيوريخ الثلاثاء (الثاني من يونيو) استقالته من منصبه، مبرراً ذلك بقوله: «أريد الأفضل للفيفا ولكرة القدم». خبر استقالة بلاتر بعد أربعة أيام من انتخابه ربما كان بمثابة مفاجأة صادمة، بيد أن البعض توقعوا هذه الخطوة منه وآخرون طالبوه بها بشكل علني.
وباستقالة بلاتر أصبح منصب أهم رجل في الفيفا شاغراً، ما يفتح المجال للمنافسة على هذا المنصب. ووفقاً لبلاتر فإن الانتخابات ستعاد ثانية في جمعية عمومية (كونغرس) استثنائية لرؤساء اتحادات كرة القدم في العالم. ومن المتوقع أن يكون هذا المؤتمر في الفترة بين (ديسمبر 2015 ومارس 2016). وحتى ذلك الحين سيبقى بلاتر في منصبه ولكن بدون سلطة.
الأمير الأردني علي بن الحسين (39 عاماً) كان المنافس الأقوى لبلاتر في الانتخابات التي جرت يوم الجمعة (29 مايو)، وبعد استقالة بلاتر كان هو الوحيد الذي أعلن عن استعداده للدخول في انتخابات جديدة. وحتى الآن لم تظهر أسماء جديدة على قائمة المرشحين، لكن استقالة بلاتر ستدفع بالتأكيد الكثيرين لترشيح أنفسهم، والسؤال هنا من هي الشخصية الأكثر ملاءمة لشغل هذا المنصب؟
كثيرة هي الأسماء التي حاولت منافسة بلاتر على منصبه، لكنها انسحبت قبل الانتخابات بوقت قصير. وانسحاب بلاتر الآن ربما يدفع من كانوا ينافسونه آنذاك لترشيح أنفسهم ثانية. ومن بين هذه الأسماء البرتغالي لويس فيغو (42 عاماً) الذي انسحب بعدما فشل في الحصول على الدعم اللازم. أما رئيس الاتحاد الهولندي ميشائيل فان فراغ (67 عاماً) فقد أعلن عزمه الترشح للانتخابات الأخيرة في يناير الماضي، لكنه تراجع في النهاية. وكان فان براغ من أكثر المناهضين لرئاسة بلاتر للفيفا، إذ كثيراً من انتقد إدارته بشكل علني وطالبه بالتنحي عن منصبه. كما كان هناك أيضاً دافيد جينولا (48 عاماً)، الذي انسحب بعد الصعوبات التي واجهها في الحصول على دعم خمسة اتحادات وطنية، وهو أحد الشروط المطلوبة لخوض انتخابات رئاسة الفيفا.
أما الشيخ أحمد الفهد الصباح (51 عاماً)، فهو اسم عربي آخر بين المنافسين المحتملين على خلافة بلاتر في رئاسة الفيفا. فهو يرأس المجلس الأولمبي الآسيوي وتم تعيينه مؤخراً عضواً في اللجنة التنفيذية للفيفا، وله تأثير قوي على القرارات الكبرى داخل الفيفا. ما يعني أن علاقة الشيخ الكويتي بالاتحادات الوطنية الكروية أقوى من علاقة الأمير علي بتلك الاتحادات. وهذه نقطة مهمة في صالح المتنافسين على هذا المنصب. لكن بعض المراقبين للمشهد الكروي يرون أن وجود أسماء عالمية ذات خبرة طويلة في عالم كرة القدم، ربما تصعب مهمة الشيخ أحمد الفهد في الوصول إلى هذا المنصب.
إلا أنه حتى الآن لم يظهر أي اسم ألماني من ضمن الأسماء المنافسة على هذا المنصب. فعلى سبيل المثال لم يترشح رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم فولفغانغ نيرسباخ (64 عاماً) أمام بلاتر في الماضي، رغم أنه يسعى للوصول إلى مناصب قيادية أعلى في عالم الكرة. فقد انضم نيرسباخ مؤخراً إلى اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم واللجنة التنفيذية للفيفا، فهل يعني ذلك أن نيرسباخ يسعى مستقبلاً لأن يكون اسماً ألمانياً ينافس على استلام أعلى منصب في الفيفا؟ أم أن قيصر كرة القدم الألمانية فرانز بيكنباور سيكون هو ممثل ألمانيا في الترشح على خلافة بلاتر؟