أكد تقرير أصدرته شركة «نفط الهلال»، أن الفحم يعتبر أحد خيارات الطاقة المتاحة أمام الدول النامية لتطوير قطاعاتها الإنتاجية، في وقت تزداد جاذبية الفحم كمصدر مجدٍ إذا ما استخدم في توليد الطاقة الكهربائية والتي تشهد طلباً متزايداً على مستوى الدول النامية والمتقدمة.
في المقابل أكد التقرير، أن القيود والضوابط البيئية العالمية لن تكون ضمن أولويات الدول الفقيرة في إطار سعيها لتأمين احتياجاتها من الطاقة سواء كانت لتلبية الاستهلاك اليومي أم كانت مخصصة لتلبية خطط واستراتيجيات تنموية متوسطة وطويلة الأجل على القطاعات الصناعية بشكل خاص.
وأفرز التسارع المسجل لدى قطاعات الطاقة والقطاعات الصناعية الكثير من التحديات والمعايير والقوانين المتشددة في الإنتاج والاستهلاك على حد سواء، في ظل ارتفاع مستوى الاستهلاك من مصادر الطاقة المختلفة وتزايد الطلب عليها.
وفي الوقت الذي تبقى معايير وضوابط الإنتاج حصرية بيد المنتجين للطاقة من كافة المصادر، فسيكون لتطبيق معايير وضوابط الاستهلاك من مصادر الطاقة المتاحة اعتبارات أخرى، ذلك أن من غير المجدي تطبيق معايير واشتراطات الاستهلاك على المنتجين والمستهلكين بنفس الكفاءة والدقة المطلوبة. وعلى الرغم من الاشتراطات المفروضة على الاستهلاك العالمي من الفحم، إلا أنه يبقى المصدر الأكثر منافسة بين المصادر المتاحة نظراً لانخفاض أسعاره ووفرته، بالإضافة إلى سهولة استخراجه ونقله، وهو بالتالي أكثر المصادر انسجاماً مع موازنات الدول النامية غير المنتجة للنفط والغاز والأكثر قدرة على مساعدة هذه الدول على تجاوز تحدياتها الحالية والقادمة من الطاقة والدخول في مشاريع تنمية تفيد حاضرها ومستقبلها ضمن هذا المنظور، مع الأخذ بعين الاعتبار التحديات البيئية الناتجة عن عمليات التعدين والتخزين والحرق والنقل. يذكر أن الفحم مازال يستحوذ على ما نسبته 30% من الاحتياجات الأولية لقطاع الطاقة العالمي فيما يساهم بنسبة تصل إلى 40% في توليد الطاقة الكهربائية حول العالم، وتشير توقعات «أوبك» إلى أن مصادر الطاقة التقليدية من النفط والغاز والفحم ستمثل ما نسبته 80% من منظومة الطاقة العالمية.