كتبت - سلسبيل وليد:
اختلطت مشاعر الخوف والقلق والتوتر بالأمل والإصرار والارتباك قبل الدخول إلى الحفل الكبير الذي سيعلن فيه أسماء المتأهلين إلى سياتل والفائزين بكأس التخيل 2015 بالمراكز الثلاث للفئات الألعاب والابتكار والمسؤولية الاجتماعية.
الصالة الخارجية اكتظت بالمشتركين قبيل الدخول للحفل الجميع رسمت على ملامحهم الخوف والقلق، وحاول البعض التقاط «سيلفي» كنوع من التخفيف من شدة التوتر، في حين قام البعض بالتعرف على مختلف الفرق الموجودة وتبادل أطراف الحديث لعلى من ذلك يخفف وتيرة القلق، ولم تنته الحكاية هنا فقد قامت بعض الفرق المشاركة بتشجيع غيرها من الفرق ورفع أعلام الدول الأخرى، فالوحدة العربية جمعتهم تحت سقف واحد وبكل روح رياضية، وأصوات الضحكات تعالت فيما بينهم.
التوتر يزداد من قرب موعد إعلان النتائج والدخول للقاعة يعطي رهبة كبيرة لم تشهد من قبل، ضجيج لا يسمع وممرات مكتظة بالفرق المشاركة، حماس وإصرار ليس بالغريب، دموع سبقت إعلان النتائج والارتباك يزداد شيئاً فشيئاً، فحدث عالمي ضخم يستحق كل الزخم.
وأعلن أسماء الفرق الفائزة من فئة الألعاب تونس في المركز الأول، بينما احتلت الأمارات المركز الثاني، ومصر المركز الثالث، فيما تربعت فلسطين في المركز الأول لفئة الابتكار، والأردن في المركز الثاني، والثالث كان من نصيب قطر، وفي الفئة المسؤولية الاجتماعية احتلت الإمارات المركز الأول، وسلطنة عمان في المركز الثاني، فيما كان المركز الثالث من نصيب الأردن.
وحصل الفريق الفائز في المركز الأول على 7 آلاف دولار، في حين الثاني 4 آلاف دولار، وألفي دولار للمركز الأخير، كما تتجه كل من الإمارات، وفلسطين، وتونس إلى سياتل للمنافسة على كأس التخيل العالمي لعام 2015، حيث أكدا الفائزين أن العالمية ستحققها الدول العربية.
وقال أعضاء الفريق الإماراتي الفائز عن فئة المواطنة العالمية في تصريح لـ»الوطن»، إن فكرة مشروعهم انبثقت من حادثة حصلت في السويد، إذ دخل رجل وفتاة المصعد وبدأ الرجل يكلمها بشكل بذيء ويضايقها ويضربها، حيث أنه من أصل 53 تعرضوا لهذا الموقف، شخص واحد فقط من تجرأ وهدد بطلب الشرطة.
وأضاف الفريق أن المشروع هو عبارة عن تطبيق يصور حادثة العنف فيديو أو صوت، وترسل من خلال التطبيق مباشرة للجهة المطلوبة، وتختم بمكان وزمان الحادثة دون حفظها على ذاكرة الهاتف.
وتتلخص فكرة المشروع التونسي، في لعبة يلعبها شخصان من نفس العائلة، وهدفها جمع العائلة على لعبة واحدة، خصوصاً أن معظم الألعاب الموجودة اليوم تفرق بين أفراد العائلة وتفصل الأبناء عن الآباء.
وقال الفريق إن اللعبة تربط بين الهاتف الذكي وساعة مايكروسوفت، ويتنافس فيها الطرفان الأب وابنه بطريقة مثيرة وشيقة، موضحاً أن اللعبة تطور مستقبلاً لتصبح «أون لاين»، بحيث يتمكن الأب المسافر أو أحد أفراد العائلة من اللعب معاً.
وفي فئة الابتكار أبدع الفريق الفلسطيني، مشروعاً إنسانياً لإيجاد حل لمن فقدوا أطرافهم سواء بحوادث سيارات أو الحروب وغيرها من الكوارث، إذ يسمح الجهاز للشخص أن يركب الطرف الصناعي ويتحكم فيه بشكل كامل.
وقال أعضاء الفريق «قرأنا نحو 16 إشارة عن طريق المجسات، ومن ثم معالجتها من خلال خوارزمية معقدة الهدف منها استخراج طريقة لتفكير الإنسان».
وأوضح الفريق فكرته «إذا أردنا التحكم في روبورت وتحريكه للأمام، نستطيع ذلك من خلال الإشارة الموجودة في الدماغ والمسؤولة عن التحكم وتسيير الروبوت للأمام ولمختلف الجهات، ونحن جربنا الآلة على هذه الخوارزمية، وحققنا نجاحاً هائلاً يصل لنحو 70% عالمياً، وهو بحد ذاته إنجاز». وأضاف الفريق «نخطط مستقبلاً لإنشاء مختبر متخصص في فلسطين لمساعدة من فقدوا أطرافهم، وما هذه التجربة إلا البداية».
وخلال الحفل ألقت آلاء عبدالرحيم الفائزة بالمركز الثالث في مسابقة كأس التخيل 2014 عبرت فيها عن فخرها لوجود طاقات شبابية بحرينية متميزة استطاعت الوصول للعالمية.
ولم تخف آلاء خوفها وتوترها الذي أصابها عندما توجهت لحضور المسابقة لأول مرة ولكن الخوف كان برهان على تفوقها ونجاحها وكسبها المركز الثالث عالمياً لرفع اسم البحرين عالياً.
وقالت إن اختراع «مازج طلاء الأظافر الإلكتروني» في البداية لاقى استغراب والاندهاش من البعض، فيما استنكر البعض الآخر وصول اختراع للأظافر للعالمية، مشيرة إلى أنه إذا وجد الإصرار والعمل تحقق الهدف مهما كان.
ونافس فريق Vanguards البحريني بالنهائيات العربية في فئة الألعاب، بتطبيقConscious Heart، وهي لعبة إلكترونية مرعبة تأخذ اللاعب بتجربة فريدة، تعتمد على قياس نبضات القلب، وكلما زاد مستوى خوفه اشتدت مستويات اللعبة صعوبة وتعقيداً. وفي فئة الابتكار نافس فريق Storm بمشروع Scratcher، وهو تطبيق هاتفي يخول المستخدم البحث عن صورة معينة، عبر رسم قسم منها أو رسم تقريبي لها، أو كتابة كلمة تشير إليها.
وشارك فريق MyVoice بفئة المواطنة العالمية بمشروع EasyCom، وهو تطبيق يقلص الفجوة بين الأصحاء وذوي الإعاقة السمعية، من خلال تحويل لغة الإشارة إلى كلام وبالعكس.
ونـظمــــت «مايكروسوفــــت البحريـــن» نهائيات العالم العربي لمسابقة «كأس التخيل 2015» بشراكة استراتيجية مع مجلس التنمية الاقتصادية، ودعم عدد من الشركاء المحليين بينهم «تمكين»، وهيئة الحكومة الإلكترونية، وهيئة تنظيم الاتصالات، وبنك البحرين الوطني، وشركة مطار البحرين، ومجموعة شركات يوسف خليل المؤيد وأولاده، وبتلكو وExceed لتقنية المعلومات والتدريب، وشركة الخليج لمستقبل الأعمال.
وشهدت النهائيات العربية مشاركة 36 فريقاً الفائزين بالمركز الأول خلال الجولات الوطنية، يمثلون 13 دولة عربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.