عواصم - (وكالات): عزز مقاتلو المعارضة وجبهة «النصرة» - ذراع تنظيم القاعدة في سوريا - وجودهم عند تخوم محافظتي اللاذقية وحماة، بعد السيطرة على عدد من القرى وتجمع عسكري كبير إثر معارك عنيفة مع قوات النظام بمحافظة إدلب، لتقترب بذلك من المعاقل الساحلية لحكومة الرئيس بشار الأسد، بينما دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى الرحيل عن السلطة، مطالباً واشنطن «بالضغط عسكرياً باتجاه تحقيق ذلك»، في تطور ملحوظ بمواقف دي ميستورا تجاه الأسد.
ونقلت صحيفة «ديلي بيست» الأمريكية عن دي ميستورا خلال لقاء عقده مع معارضين سوريين في جنيف، تشديده على «ضرورة رحيل الأسد لفتح الطريق أمام أي تسوية سياسية في سوريا». من جهتها، أكدت رئيسة منظمة «متحدون من أجل سوريا»، المحامية منى الجندي، والتي حضرت لقاء جنيف تطور موقف دي ميستورا من دعم الأسد في فبراير الماضي، إلى تعليقه في جنيف بأن «الأسد لن يرحل من دون ضغط عسكري». ميدانياً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان «تمكنت فصائل جيش الفتح المؤلف من جبهة النصرة وتنظيم جند الأقصى وفيلق الشام وحركة أحرار الشام وأجناد الشام وجيش السنة ولواء الحق، من السيطرة خلال أقل من 24 ساعة على حاجز المعصرة الذي يعد أكبر حواجز قوات النظام المتبقية في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، وعلى بلدة محمبل».
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 13 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة و»جبهة النصرة»، و32 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها. كما تمت السيطرة على قرى عدة في المنطقة. وتقع هذه المناطق في ريف ادلب الغربي على الطريق الممتدة بين مدينتي جسر الشغور وأريحا اللتين سيطر عليهما جيش الفتح في أبريل ومايو الماضيين. وهي في جزء منها محاذية لقرى ريف حماة الشمالي، وفي الجزء الآخر لجبال اللاذقية. ويسيطر النظام على الجزء الأكبر من المحافظتين، وتعتبر اللاذقية معقلاً أساسياً له. وبذلك تكون جبهة النصرة وحلفاؤها في طور استكمال السيطرة على محافظة إدلب حيث لا يزال النظام يحتفظ ببعض النقاط القريبة من اللاذقية وبمطار ابو الضهور العسكري في الريف الشرقي. كما يحاصر مقاتلو المعارضة والنصرة في الريف الغربي بلدتي كفرية والفوعة الشيعيتين.
ومنذ مساء أمس الأول، تلاحقت التغريدات على حسابات جبهة النصرة على موقع تويتر التي أعلنت «تحرير» قرى وحواجز عدة. ونشرت صور مقاتلين من جبهة النصرة وجيش الفتح بلباسهم العسكري وأسلحتهم الفردية، وذخائر وقذائف من «غنائم المجاهدين».
وأقر الإعلام الرسمي السوري بالتراجع، ونقلت وكالة الأنباء «سانا» عن مصدر عسكري أن «وحدة من قواتنا المسلحة أخلت بعض المواقع العسكرية في محيط بلدة محمبل بريف إدلب وتمركزت في خطوط ومواقع جديدة أكثر ملاءمة لتنفيذ المهام القتالية اللاحقة».
وأشار المرصد إلى أن بلدة سهل الغاب، وهي من أكبر تجمعات النظام في ريف حماة، «باتت مهددة».
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن القائد في الجيش السوري العقيد سهيل الحسن المعروف بـ «النمر» والذي كان يقود معارك إدلب، انتقل إلى سهل الغاب التي تجمع فيها أيضاً، بحسب المرصد، آلاف المقاتلين الإيرانيين والأفغان والعراقيين.
وكان مصدر أمني سوري ذكر قبل أيام أن «نحو 7 آلاف مقاتل إيراني وعراقي وصلوا إلى سوريا» أخيراً.
ومنذ نهاية مارس الماضي، تمكن جيش الفتح من طرد قوات النظام من مدينة إدلب، مركز محافظة إدلب، ومدينتي جسر الشغور وأريحا ومعسكرات في المحافظة التي خرجت عملياً بشكل كامل عن سيطرة النظام. كما خسر النظام خلال الأسابيع الأخيرة مناطق أخرى جنوب سوريا على أيدي فصائل المعارضة وجبهة النصرة وفي محافظة حمص على أيدي «داعش». وفي مدينة حلب شمالاً، قتل 9 أشخاص آخرين بينهم 4 أطفال في قصف بالبراميل المتفجرة من الطيران المروحي التابع للنظام على أحياء شرق حلب.
وصعد النظام منذ أيام غاراته الجوية على المناطق الشمالية الخاضعة لسيطرة المعارضة.