دبي - (العربية نت): أعلنت الحكومة الإيرانية في عدة بيانات أصدرتها وزارتا الداخلية والاستخبارات وكذلك الحرس الثوري، خلال الأيام القليلة الماضية، أن أجهزتها الأمنية قامت بتفكيك مجموعات مسلحة في أقاليم القوميات غير الفارسية كبلوشستان وكردستان وعربستان «الأحواز» بتهمة الارتباط بتنظيم الدولة «داعش»، في حين أصدرت منظمات حقوقية إيرانية وأحزاب سياسية تابعة للقوميات، بيانات نفت خلالها مزاعم السلطات، مؤكدة أن «الأجهزة الأمنية والاستخباراتية تريد تصفية حراك القوميات المنتفضة منذ فترة، من خلال إلصاق تهمة الارتباط بتنظيم «داعش» لحراك هذه الشعوب، ولتبرير حملات القمع والإعدامات وايقاف الاحتجاجات المتواصلة».
وفي هذا السياق، أعلن مساعد الشؤون الأمنية في وزارة الداخلية الإيرانية، اللواء حسين ذوالفقاري، أن «الحرس الثوري الإيراني ووزارة الاستخبارات قاما بثلاث عمليات ضد مجموعات وصفها بـ «الإرهابية» غبر البلاد».
ونقلت وكالة «تسنيم» الإخبارية المقربة من الحرس الثوري، عن ذوالفقاري قوله، إن «هذه المجموعات كانت تخطط لتنفيذ عمليات مسلحة في غرب البلاد، وقد تم رصدها وتفكيكها بعمل مشترك من وزارة الاستخبارات والحرس الثوري، وقد تم القضاء على العديد من عناصر هذه المجموعات، وكذلك اعتقال الكثير منهم».
وكانت وزارة الاستخبارات الإيرانية أصدرت بيانا، الاثنين الماضي، ذكرت فيه أنها فككت مجموعة مسلحة مكونة من 4 أشخاص في محافظة كردستان غرب إيران كانت دخلت إلى الأراضي الإيرانية للقيام بأعمال تخريبية على خلفية حادثة مهاباد»، حسب ما جاء في نص البيان.
وكان وزير الاستخبارات الإيراني، محمود علوي، أعلن في كلمة له قبل خطبة صلاة الجمعة الماضي، في طهران، أن «القوات الأمنية تمكنت من تفكيك عدة خلايا ومجموعات ذات صلة بتنظيم «داعش» الإرهابي، وقتلت واعتقلت أفرادها بعد ضبط ما بحوزتهم من تجهيزات وأسلحة كانوا يحاولون وبدعم من أجهزة استخبارات معادية أن يزعزعوا الأمن في أقاليم مختلفة من إيران» .
وبحسب علوي، فإن «الجهات الأمنية والقضائية وقوات الحرس الثوري والجيش والشرطة أحبطت مؤامرات لأجهزة استخبارات غربية وعربية لزعزعة الأمن في إيران»، على حد قوله.
وتابع وزير الاستخبارات «لقد وجهنا ضربات للخلايا والمجاميع المرتبطة بداعش واحدة تلو الأخرى، ونجحنا بتفكيكها وتصفية عناصرها وضبط تجهيزاتهم، ولم يتمكنوا رغم دعم أجهزة الاستخبارات المعادية من زعزعة الأمن في أي بقعة من إيران، وإن كل ذلك لم يحصل بالصدفة».
وبحسب علوي، فقد قتلت الأجهزة الأمنية زعيم مجموعة «أنصار الفرقان» في إقليم بلوشستان، واسمه هشام عزيزي والمكنى بـ»أبو حفص البلوشي» لإحباط عمليات انتحارية جنوب شرق البلاد، واعتقال عناصر المجموعة».
كما كشف وزير الاستخبارات الإيراني عن «اعتقال خلية من 20 شخصا كانت قد نفذت عملية ضد سيطرة للشرطة في منطقة الحميدية بمحافظة خوزستان «عربستانط أدت إلى مقتل 3 عناصر وإصابة اثنين آخرين». وتحاول إيران ربط حراك القوميات بتنظيمات متطرفة مثل «داعش»، في حين أعلن وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، في وقت سابق من الشهر الماضي، أن «تنظيم داعش لا يشكل تهديداً بالنسبة لإيران «.
ويرى نشطاء القوميات أن محاولات ربط الحراك السلمي للشعوب غير الفارسية - التي تطالب بأدنى حقوقها السياسية والثقافية والاقتصادية – بتنظيم «داعش» يأتي لتبرير حملات القمع والإعدامات ضد السجناء السياسيين وناشطي المجتمع المدني ولإيقاف عجلة الاحتجاجات الشعبية المتواصلة من خلال الترهيب. وكان عدد من المسؤولين الإيرانيين قد كرروا القول خلال الآونة الأخيرة، ان تنظيم «داعش» ملتزم بمسافة 40 كلم بالابتعاد عن الحدود الإيرانية، وأن التنظيم لا يشكل تهديدا بالنسبة لإيران على الإطلاق، مما يتناقض مع ادعاء الحكومة الإيرانية بوجود صلة بين «داعش» وحراك القوميات، خاصة أن حقيقة التركيبة المذهبية في إقليمي الأحواز وأذربيجان، تدحض صحة مزاعم الحكومة الإيرانية.