إسطنبول - (وكالات): تصدر حزب «العدالة والتنمية» المحافظ للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الانتخابات التشريعية أمس، لكنه قد يخسر الغالبية المطلقة التي يملكها في البرلمان التركي منذ 13 عاماً، ما سيضطره إلى تشكيل حكومة ائتلافية، بحسب نتائج جزئية نشرتها وسائل الإعلام، بينما قدرت نسبة المشاركة في الانتخابات بـ 85 %.
في المقابل، تجاوز حزب الشعب الديمقراطي الكردي عتبة الـ ?10 من الأصوات ما يتيح له دخول البرلمان وفق النتائج نفسها التي شملت نحو 98 % من الأصوات التي تم فرزها وأعلنتها التلفزيونات التركية.
وسيحصل الحزب الكردي على 78 مقعداً. وإذا تأكدت الأرقام فإنها ستقوض مشروع أردوغان بتعديل الدستور لتعزيز سلطاته الرئاسية والذي شكل أولوية لديه. وسيحصل حزب العدالة والتنمية الفائز في كل الانتخابات منذ 2002، على نحو 41 % من الأصوات، أي أقل بقليل من 259 مقعداً من أصل 550 في البرلمان، ما سيضطره إلى تشكيل حكومة ائتلافية. وكان فاز في آخر انتخابات تشريعية في 2011 بـ 49.8 % من الأصوات. من جهتهما، سيحصل كل من حزب الشعب الجمهوري وحزب العمل القومي، وهما المنافسان الرئيسيان للحزب الحاكم، على 25.2 % و16.5 % من الأصوات على التوالي، أي 131 مقعداً للأول و82 مقعداً للثاني. وهذا التراجع الانتخابي الأول لحزب أردوغان يشكل هزيمة كبرى للرئيس الذي جعل من الانتخابات استفتاء على شخصه، وسعى عبرها للفوز بـ 330 مقعداً في البرلمان تمهيداً لتمرير تعديل دستوري يعزز سلطاته الرئاسية. وأدلى الأتراك بأصواتهم أمس لاختيار نوابهم في انتخابات مصيرية كانت تأمل الحكومة المحافظة الحاكمة منذ 13 عاماً في تحقيق فوز ساحق فيها يعزز سلطة أردوغان في وقت يواجه حكمه احتجاجات.
وأغلقت مكاتب الاقتراع أبوابها أمس في ختام يوم انتخابي تميز بمشاركة كثيفة رغم اعتداء أسفر عن قتيلين ونحو 100 جريح الجمعة الماضي خلال تجمع لحزب كردي معارض في معقله دياربكر جنوب شرق البلاد.
وإذا كان حزب أردوغان لايزال يحتفظ بشعبية قوية إلا أنه فقد من اعتباره نتيجة تباطؤ الاقتصاد التركي مؤخراً بعدما كان الأداء الاقتصادي حجته الرئيسة، والانتقادات المتكررة التي تأخذ عليه نزعته إلى التسلط.
وبعدما كان على مدى 11 عاماً رئيس وزراء حكم بقبضة من حديد، انتخب رئيساً للدولة في أغسطس الماضي فسلم مقاليد السلطة التنفيذية والحزب إلى وزير الخارجية السابق احمد داود أوغلو.
غير أنه ينشط منذ ذلك الحين من أجل تحويل نظام الحكم إلى نظام رئاسي، تصميماً منه على الاحتفاظ بالسلطة. وقال أردوغان بينما كان يدلي بصوته في إسطنبول إن «نسبة المشاركة مرتفعة. إنها مؤشر جيد إلى الديمقراطية» مضيفاً أن تركيا «ترسخ مؤشرات الثقة والاستقرار». وقال رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو لدى الإدلاء بصوته في معقله في كونيا شرق البلاد «نريد أن يكون هذا اليوم احتفالاً للديمقراطية».
ونشر أكثر من 400 ألف شرطي ودركي في كافة أنحاء البلاد لضمان أمن الاقتراع وفقاً لوسائل الإعلام التركية. وشهدت عمليات الاقتراع حوادث معزولة.