قال رئيس جامعة البحرين د.إبراهيم جناحي إن الجامعة تؤيد وتشجع رؤية الأكاديمي الفائز بجائزة عيسى لخدمة الإنسانية في دورتها الثانية 2013-2015 في مجالي الرعاية الاجتماعية والتعليم أشيوتا سامنتا في الوصول لمجتمع بشري غني فكرياً، لا جائع فيه، فيما أشار سامنتا إلى أنه يحلم بمجتمع يتمتع فيه الناس بالسلام والرخاء.
وأعرب د.جناحي عن فخر الجامعة باستضافة سامنتا، للحديث عن مشواره في تأسيس معهد كالينغا للعلوم الاجتماعية في الهند وفي الإصرار والكفاح في مواجهة الجهل وصناعة التعليم لدى الفقراء في الهند.
وأهدى رئيس الجامعة درعاً تذكارية للضيف بمناسبة زيارته للجامعة، معرباً عن إشادته بجهوده في خدمة العلم والإنسانية.
وبدوره، عبر سامنتا عن اعتزازه بوجوده في جامعة البحرين وقدم تقديره لرئيس الجامعة، وأشـــاد بالمستوى التعليمي والتنظيمي المتقدم.
وتحدث سامنتا في محاضرة حضرها رئيس الجامعة ونواب الرئيس والهيئتين الأكاديمية والإدارية وعدد من المدعوين، عن مشواره في مواجهة الجهل وتحقيق رؤيته التي تشكلت من معاناة وتجربة عاشها منذ طفولته مع الفقر والحرمان.
وقال سامنتا في طفولتي، كافحت من أجل لقمة العيش، ومازلت أكافح لإطعام الأفواه الجائعة، فالفقر والجوع مازالا يكتسحان أطفال القبائل، ولابد لي من أن أواصل المشوار والنضال من أجل الوصول إلى كل طفل محروم في العالم، حتى يتم القضاء على الفقر كلياً ومحوه عن سطح الأرض.
وأضاف ربما أدرك ما الذي يجدر بنا فعله؛ لأنني أنا ذاتي نشأت في فقر مدقع، وعانيت الفقر والحرمان، وخبرت غصة الفقير ومكمن ألمه، وترحلت وأنا في العشرين من عمري في الأماكن النائية في بلادي وفي مقاطعة أوديشا التي أعيش فيها، واطلعت عن قرب علــى فظائع الفقر فـي المناطق القبلية، وأدركت كيف يقضي الفقر على بواعث الحياة والدوافع الإيجابية لدى المرء.
وأشار إلى أنه عقد العزم على مكافحة الفقر في المجتمعات القبلية الفقيرة في الدولة، مؤمناً بأثر التعليم والتدريب في تغير حياة الملايين.
وذكر أول خطوة لي كانت على مسار الدرب الطويل، في العامين 1992-1993، تأسيس معهد كالينغا للعلوم الاجتماعية، الذي بدأ بـ125 طفلاً من أطفال أفقر القبائل، بدأنا في مسكن مستأجر، يشتمل على غرفتين، وباستثمار لم يزد على 5000 روبية (100 دولار تقريباً)، ادخرتها مما كنت أتقاضاه من راتب متواضع نظير عملي الأكاديمي.
وأوضح أخذنا على عاتقنا، في معهد كالينغا للعلوم الاجتماعية، أن نوفر فرصاً متكاملة للتعليم، واليوم يتعهد المعهد بتعليم أكثر من 25000 طالب، من أبناء القبائل الأشد فقراً؛ يتعهدهم من رياض الأطفال، ويوفر لهم التعليم المهني والتدريب، ويزودهم بالمهارات الحياتية، ويوفر لهم السكن المجاني والمأكل والملبس والرعاية الصحية.
وسبق لجامعة البحرين أن استضافت أبريل 2013 الفائزة بجائزة عيسى لخدمة الإنسانية في نسختها الأولى، وهي رئيسة مؤسسة «منظمة ماليزيا الرحمة» د.جميلة محمود.