أحد تجار المخدرات لم يكن يعلم أن سائق التاكسي
فرد من الإدارة
بعض المهربين يخفون كبسولات الهيروين
في أحشائهم
الإدارة نجحت في ضبط أكبر مروج لمادة الشبو بالبحرين
ضبط 4 قضايا في المطار بحمل «نعال»
معبأة بالمخدرات


قال مدير إدارة مكافحة المخدرات العقيد مبارك بن حويل المري إن العالم كله وصف القضية التي ضبطناها بالتعاون مع إدارة مكافحة المخدرات بالسعودية بأنها كانت الأكبر على مستــــوى العالم، وضبطنا فيها 24 مليون قرص كبتاجون، تبلغ قيمتها 200 مليون دينار بحريني.
وأشار في حديث لمجلة «الأمن» التي تصدرها إدارة الإعلام الأمني بالإدارة العامة لديوان وزارة الداخلية إلى أن العام الماضي شهد ضبطيات كبيرة، وتميز بالجهود القائمة على رؤية تخطيطية واضحة، وشهد سقوط عدد من الرؤوس المدبرة لمحاولات تهريب هيروين للمنطقة، وكانوا يأملون أن تمر من بوابة البحرين ما زاد من خسائر المهربين.
وأضاف أنه تمت متابعة الشحنة الأضخم في تاريخ منطقة الخليج العربي، منذ أول معلومة وردت من المصادر السرية، وعلى مدى أسابيع طويلة تمت متابعة الشحنة منذ خروجها من بلد المنشأ، ومرت السفينة التي تحمل الشحنة بموانئ عدد من الدول في البحر المتوسط والأحمر والخليج، وعندما تم التأكد من أن البحرين مستهدفة كنقطة دخول فقط، لتعبر عن طريق الجسر إلى السعودية، تم التنسيق مع الأشقاء هناك، وتم التخطيط بكل دقة، حتى يتم السماح للشحنة بالدخول بأمان وسط مراقبة تامة ولكن بصورة غير واضحة، وسمح لها بالمرور في الشاحنات التي كانت تحملها، وتم القبض على الأشخاص الذين يتسلمون الشحنة، وبفضل الله ثم التخطيط الجيد والتعاون المستمر على مدار الساعة تم ضبط الشحنة والمتهمين وحققت العملية أهدافها بنجاح.
ولفت إلى أنه في العام الماضي أيضاً حققت إدارة مكافحة المخدرات نجاحات مشهودة في مجال ضبط عدد من قضايا محاولات إدخال هيروين إلى البحرين، وأغلب هذه الكميات كانت تستهدف الدول المجاورة.
وقال إنه منذ سنوات أصبحت لدينا مصادر معلومات نشطة في مناطق الإنتاج والتهريب حيث تأتي غالباً كبسولات الهيروين من هناك، في أحشاء عدد من الأفراد.
ونوه إلى أنه نظراً لدقة المعلومات الواردة إلى الإدارة والتي كانت تحدد رقم الرحلة وساعة الوصول ومواصفات المهرب، تم التخطيط للإيقاع بالرؤوس المدبرة للعمليات في البحرين، لأنها الأهم والأخطر. فناقل المخدرات ليس هو الهدف لأنه في الغالب شخص يتم تكليفه بهذه المهمة مقابل أجر، ولا تكون لديه معلومات عن الشخص الذي سيسلمه الشحنة، فهو يتلقى المعلومات خطوة بخطوة، وهذا يعني السماح لعدد من المهربين بالدخول، تحت مراقبة لصيقة على مدى 24 ساعة، ولأي فترة يستغرقها حتى يتم التسليم، ويؤكد مدير إدارة المخدرات أن الإجراءات كانت مدروسة بعناية شديدة، حتى أن بعضهم ركب من المطار للجهة المراد وصوله إليها في تاكسي يقوده فرد من الإدارة، وكانت هناك عيون تراقبهم في محيط إقامتهم من داخل شقة مجاورة أو أقرب «برادة» يتعاملون معها، وبفضل المتابعة الدقيقة تم القبض على عدد من الرؤوس المدبرة، متلبسين بكميات كبيرة من الهيروين الذي جاء إليهم في كبسولات ابتلعها المهربون الصغار خلال رحلتهم عن طريق الجو.
وأوضح أن تقارير القضايا التي أضيفت العام الجاري تشير إلى أن عناصر الإدارة، نتيجة العمل الدؤوب والدورات العديدة التي التحقوا بها في الداخل والخارج قد أصبحوا يمتلكون خبرات عالية لضبط أحدث أساليب تهريب المؤثرات العقلية، وخاصة الشبو وهي مادة كريستالية قد يحاول المهرب إدخالها بصورتها التي تستخدم بها، أو وسائل غير تقليدية، كأن تدخل كهدايا في صورة طفاية سجائر أو أصيص ورد وهما في الحقيقة ليسا إلا مادة الشبو يتم صهرها وتجهيزها على هذه الصورة، وإذا تم تهريبها يتم طحنها وبيعها، وقد شهد العام الماضي ضبط عدد من قضايا الشبو حاول المهربون إدخالها بطرق غير تقليدية.
وواصل أنه خلال العام الجاري تم كذلك القبض على أحد أهم مروجي المخدر أو المؤثر العقلي المعروف بالشبو، وقد اشتهر المروج بالحرص الشديد لتجنب كشف حقيقته، فهو لا يخرج من قريته إلا للقاء شخص واحد هو الذي يقوم بترويج بضاعته بشكل مباشر أو عن طريق آخرين. وكانت الخطوة الأولى لضبطه أن يتم القبض على الوسيط متلبساً، وبعدها تم إقناعه بالتعاون مع الإدارة للعمل على ضبط المتهم الرئيسي، وعندما وافق قمنا بالشراء منه مرة كمية بلغت قيمتها 1250 ديناراً، وتسلم قيمتهما بأوراق نقدية تم تصويرها وإثبات أرقامها في محضر رسمي، وقد سلمها الوسيط إليه ثم عاد ليسلمنا المخدر، وفي نفس اليوم طلبنا من الوسيط أن يتصل به مرة ثانية ويطلب منه شراء كمية بـ750 ديناراً بزعم أن لديه زبون يحتاج الكمية، ومرة أخرى تسلم الوسيط منا أوراقاً نقدية تم تصويرها وتسجيل أرقامها في محضر رسمي، كما تم استصدار إذن من النيابة بتفتيش شخص المتهم ومسكنه، وعندما تم اللقاء بين المتهم والوسيط وتمت عملية التسليم والتسلم تمت المداهمة والقبض عليه وتفتيش مسكنه وضبط كميات أخرى من الشبو به.
وأضـــاف أن إحصـــاءات إدارة مكافحــــة المخدرات تشير أيضاً إلى ضبط عدد من قضايا تهريب مخدر الماريغوانا، الذي يقبل عليه الآسيويون لرخص ثمنه، ومن خلال المعلومات الواردة من المصادر السرية، توصلت الإدارة إلى أن المهربين في بنغلاديش سيحاولون فتح خط تهريب لهذه المادة من خلال عدد من المسافرين، وذلك بعد وضع كميات من مخدر الماريغوانا داخل «نعال» وقد تم ضبط 4 قضايا في المطار بالتلبس بحمل هذه «النعال» المعبأة بالمخدر، وتم التنسيق مع هؤلاء المهربين للتعاون مع الإرادة ما أسفر عن ضبط عدد من المتهمين الذين كانوا في انتظارهم داخل المطار أو خارجه.
وأكد أن الإدارة ركزت خلال العام الماضي أيضاً على جانب آخر مهم، وهو ما يسمى بمكافحة الطلب، أي بالتركيز على عمليات وحملات التوعية في المدارس والجامعات والأندية والمراكز الشبابية من خلال إقامة المحاضرات والندوات بوجه عام، بأخطار المخدرات، وبالطرق التي يتم استدراجهم من خلالها للوقوع في فخ التعاطي.
وأشار إلى أن وزير التربية والتعليم قدم كافة التسهيلات لهذه الحملات، وفتح أبواب المدارس لقوافل التوعية التي نظمتها الإدارة، لافتاً إلى أن التسهيلات كان لها الفضل الكبير في نجاح حملاتنا التوعوية خلال العام الماضي.