الاشتغال على الاحتفاظ بالنسيج المكاني للمدن القديمة والعمران التراثي، يعتبر من صميم التوجه العالمي للحفاظ على مكونات هويته وتاريخه، ومن نماذجه إعادة ترميم مركز شرطة دالاس بالولايات المتحدة، ليكون شاهداً على حقبة من تاريخ المدينة.
وعرضت مجلة World architecture news بعض النماذج حول العالم، وقالت إن ترميم العمران وإعادة تهيئته لأدوار وظيفية حديثة تتسق مع طبيعته حول المسار الأجمل من أجل توثيق سيرة تلك الأمكنة. في مقالها الصادر يوم 4 يوليو 2012 حول مركز شرطة دالاس، والذي استخدم كمركز للصيانة للقطارات الكهربائية بالمدينة منذ عام 1908 وحتى 1948، ليبقى بعدها دون استخدام لمدة 50 عاماً، حتى بدأت آثار التدهور والتآكل الزمني تظهر عليه، رغم إدراجه كأحد أهم المباني التاريخية في المنطقة.
ولأجل إنقاذ المبنى، أعدت مدينة دالاس بالتعاون مع هيئة Dallas Area Rapid Transit، استراتيجية متكاملة لتحويل المبنى إلى مركزٍ رئيس للأمن الخاص، روعيت فيه أساليب الاستدامة، وتمت إضافة المرافق المطلوبة والحديثة بتقنيات متطورة لم تشوه شكل المبنى العريق، واحتفظت بغلافه الخارجي وبما فيه من تفاصيل عمرانية بقيت تستذكر هيئته الأولى، وتؤدي في الوقت ذاته دورها الوظيفي المستحدث.
وهيأ هذا التوجه، المبنى للحصول على شهادة LEEDS الماسية الأعلى للاستدامة، وبذلك أصبح المبنى التاريخي الأول الذي ينال هذه الشهادة المرموقة.