مسؤولون إيرانيون أقنعوا الأسد بحماية مناطق تحت سيطرته بدلاً استعادة مناطق فقدها


لندن - (وكالات): قالت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية إن «نظام الرئيس بشار الأسد يواجه خطر تقدم تنظيم الدولة «داعش»، وقوات المعارضة الأخرى»، مضيفة أنه «يستنجد بإيران لتفعيل الدفاع المشترك وإنقاذ ما تبقى من البلاد تحت سيطرته ومنع خسائر أخرى كبيرة».
وأشارت الصحيفة إلى أن «الأسد طالب إيران رسمياً بتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين، وهي التي سبق عقدها في 2005 في أعقاب التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 لغزو العراق».
وأوضحت أن «الأسد يتوسل إلى طهران لتقديم المزيد من الدعم، وذلك لمنع استمرار خسائره أمام زحف تنظيم الدولة الذي بات يسيطر على نصف مساحة البلاد، ولمنع خسائر النظام السوري أمام جيش الفتح وجبهة النصرة - ذراع تنظيم القاعدة في سوريا - وبقية فصائل المعارضة الأخرى».
وأوضحت أن «الأسد يطلب المزيد من دعم طهران من أجل تعزيز قبضته على بقية المناطق والأراضي التي لا تزال تحت سيطرته غرب البلاد وليس لاستعادة أي مناطق خرجت عن سيطرته»، لافتة إلى أن «طلب الأسد يؤشر على أن دمشق مُسلّمة لواقع التقسيم الفعلي لسوريا». ونسبت الصحيفة إلى أحد ضباط الأسد القول إنه «من المهم الحفاظ على ما تبقى من الجيش السوري خشية أن يتكبد هزائم وخسائر كبيرة أخرى، خاصة عندما يكون عدد المهاجمين من المتمردين يزيد على عدد المدافعين عن مدينة أو موقع».
وكشفت الصحيفة أن «مسؤولين إيرانيين ربما لعبوا دوراً في إقناع الأسد بأنه من الأفضل له حماية المناطق التي لا تزال تحت سيطرته بدلاً من السعي لاستعادة المناطق التي فقدها، وذلك للتخفيف عن الجيش السوري المنهك». وقالت إن «نظام الأسد لا يزال يسيطر على مناطق في دمشق وحمص وحماة، بالإضافة إلى المنطقة الساحلية الشمالية، لكنه فقد السيطرة على معظم المناطق في حلب وإدلب ودير الزور والرقة وتدمر وأنحاء أخرى». وتحدثت الصحيفة عن «التوزيع الديمغرافي الحالي للشعب السوري، وعن الميليشيات التي تقاتل إلى جانب قوات الأسد»، موضحة أن «من بينها مليشيات إيرانية وباكستانية وأفغانية وعراقية».
وأشارت إلى أن «طهران تخطط لإرسال مسؤولين عسكريين إيرانيين لدعم قادة قوات الأسد، وأن الحكومة العراقية تخطط لإرسال ميليشياتها عبر الحدود إلى سوريا، وذلك إذا تمكنت أولاً من استعادة السيطرة على مدينتي الرمادي والموصل العراقيتين».
وتطرقت الصحيفة إلى الزيارة التي قام بها إلى دمشق منتصف الشهر الماضي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، وإلى تصريحات لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني قبل أيام، والمتمثلة في أنه «سيفاجئ العالم بالتطورات في سوريا».