من أنشدوك ... تجمعوا وتفرقوا
ها أنتَ من يمشي بهيبةِ ضيغمٍ
من كبرياء الأرض صغتُ حروفها
في كل بيتٍ سؤددٌ إذ تزورهُ
في كل حرفٍ عاشقانِ تشاكيا
مدت لها راحاتكم بعطائها
خمسون عاماً ... تعلمون وأعلم
يا سيدي ... قسماً بكل عظيمةٍ
ها أنتَ ... أيُّ صدىً لإرادةٍ
الفجر يشرقُ ... والنجومُ تزاحمت
عمقُ الزمان ... وأنت في جنباته
من يجتني ثمرَ العُلا ... قاماتُهُ
يا سيدي ... شهبُ السماءِ بليلها
فالشمس ترخي للرجال زمامها
بينا لكم عند الكواكب حاجةٌ
يا سيدي ... من يستطيلُ بعزمهِ
ما زانها إلا لكون ضيائها
هذي المكارمُ يا خليفةُ صوتُها
فتظلُّ رأسُ بلادنا مرفوعةً
مجداً ليومك يا خليفةُ في الدُّنا
حتى لو انطفأَ الزمانُ بغيمةٍ
وقصائدي ... بترابها تتعلقُ
وعروقها ... بالأبجدية تنطقُ
ها أنت وجهُ الحرِّ إذ يتألقُ
كالعقدِ في جيد المليحة يعلقُ
به صافناتُ الطرفِ.. والطرفُ يعشقُ
وكأنَّ أشواطَ الحضارة تطلقُ
خضراءَ مثلَ الطيرِ حين يحلقُ
أوحت إلى التاريخ كيف يوثقُ
تسعى إليك وماؤها يترقرقُ
والشمسُ تغربُ في الزمان وتشرقُ
كيما ترى صبحاً ... بصدركَ يشهقُ
ترنو إلى أعطافكم وتحدقُ
تعلو ... كما يعلو السماءَ البيرقُ
أحشاؤها مثلَ السحائبِ تخفقُ
والكبرياءُ لكم بروائها تتشوقُ
فوق المحرقِ والمنامةِ يألقُ
يغدو سيوفاً في الشدائدِ تمشقُ
بعلو رأسك ... والمنى تتوثقُ
من صوتكم وبها الأماجدُ تنطقُ
فنهاركم ... شطآنهُ تتدفق
والمجدُ أعذبهُ ... قلوبٌ تصدقُ
شعر : محمد حسن كمال الدين