عواصم - (وكالات): شنت طائرات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» غارات على مخازن أسلحة ميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في العاصمة صنعاء، بينما قتل العشرات من المتمردين في مواجهات عنيفة مع مقاتلي المقاومة الشعبية الموالية لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، فيما أكد المتحدث باسم قوات التحالف العميد الركن أحمد عسيري أن «كل الحدود السعودية تعتبر منطقة محرّمة»، مشيداً بـ «العمليات التي تقوم بها «المقاومة الشعبية» ضد الميليشيات» واصفاً العمليات بـ «البطولية».
من جهته، قال حزب الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح المتحالف مع الحوثيين والذي يحظى بولاء قسم كبير من القوات اليمنية المسلحة، إنه يرحب بالمحادثات التي ستعقد في جنيف برعاية الأمم المتحدة إلا أنه لم يتلقَ بعد دعوة للمشاركة فيها.
وأكد الناطق الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي العام في بيان على موقع الحزب «على موقف المؤتمر المرحب بعقد مؤتمر جنيف لإجراء مشاورات بين المكونات السياسية اليمنية دون شروط مسبقة لأي منها وبحسن نية برعاية الأمم المتحدة».
وقال المتحدث إن الحزب «لم يتلقً دعوة رسمية» للمشاركة في المحادثات، وبالتالي لم يقرر بعد من سيمثله فيها.
وأضاف المتحدث «أن بعض التفاصيل ما زالت محل بحث وتشاور مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ بما يكفل التهيئة لإنجاح اللقاء التشاوري».
وقد وافقت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وكذلك وافق المتمردون الحوثيون على المشاركة في المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة في 14 يونيو الحالي في مدينة جنيف السويسرية.
وأكد كل من رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ونائبه رئيس الوزراء خالد بحاح أن اللقاء في جنيف ليس للتفاوض بل للتشاور حول تنفيذ القرار 2216 الذي ينص على انسحاب المتمردين من المناطق التي سيطروا عليها.
ميدانياً، شن التحالف العربي الذي تقوده السعودية عدداً من الغارات التي استهدفت معاقل الحوثيين وقوات صالح، خاصة في المعاقل الشمالية للمتمردين في محافظات صعدة والجوف وحجة.
وكذلك شن طيران التحالف غارات على معسكر الدفاع الجوي بمدينة القاعدة عند المدخل الشمالي الشرقي لمحافظة تعز جنوب غرب البلاد وعلى مناطق أخرى في المحافظة، إضافة إلى استهداف مواقع في مأرب بوسط البلاد.
كما استهدف طيران التحالف مجدداً مخازن الأسلحة والصواريخ على تلة فج عكان المطلة على صنعاء والتي سبق أن تعرضت لعشرات الغارات العنيفة.
واستهدفت غارات أخرى مجمع وزارة الدفاع وسط صنعاء ما أسفر عن دوي انفجارات ضخمة هزت المدينة.
من ناحية أخرى، قتل 9 من ميليشيا جماعة الحوثي و3 من المقاومة الشعبية بمدينة مأرب اليمنية، في ظل استمرار المواجهات، كما قتل 6 من ميليشيا الحوثي بتعز.
من جانبه، نفى الناطق باسم قوات التحالف العميد الركن أحمد عسيري «أي تواجد لقوات التحالف داخل الأراضي اليمنية، بعدما أشيعت أخبار تفيد دخول القوات الأراضي اليمنية».
وقال عسيري إن «كل الحدود السعودية تعتبر منطقة محرّمة»، مشيداً بـ «العمليات التي تقوم بها المقاومة الشعبية ضد الميليشيات»، واصفاً تلك العمليات بـ«البطولية».
من جهة ثانية، يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي غداً الخميس في الرياض اجتماع الدورة الـ135 للمجلس الوزاري، حيث تتصدر أجندته الأزمة اليمنية، وذلك قبل أيام من انطلاق مشاورات جنيف.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني إن المجلس الوزاري سيبحث آخر التطورات الإقليمية والدولية المرتبطة بالأمن والاستقرار في المنطقة، وسبل تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.
وأشار إلى أن ملف الأوضاع في الجمهورية اليمنية يأتي في مقدمة القضايا التي سيبحثها وزراء خارجية دول المجلس.
وبين الزياني أن جدول أعمال الاجتماع يتضمن عدداً من الموضوعات والمشاريع التكاملية المتعلقة بمسيرة العمل الخليجي المشترك، ومتابعة سير الإجراءات تجاه ما تم تنفيذه من قرارات المجلس الأعلى والمجلس الوزاري، والموضوعات ذات الصلة بالحوارات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والدول والمجموعات الأخرى، إضافة إلى التقارير التي تم رفعها من قبل اللجان الوزارية المختصة والأمانة العامة.
ويأتي الاجتماع - الذي يترأسه وزير خارجية قطر رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري خالد بن محمد العطية - قبل 3 أيام من انطلاق مؤتمر جنيف في 14 يونيو الحالي، الرامي إلى تسوية الأزمة اليمنية.
وكان المجلس الوزاري الذي عقد أواخر أبريل الماضي قد دعا إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216 الخاص بانسحاب الحوثيين من المدن اليمنية، وحث الأطراف اليمنية كافة على الدخول في حوار وطني شامل للخروج من الأزمة الراهنة.