القاهرة - (وكالات): أعلنت الشرطة المصرية أمس إحباط هجوم انتحاري كان يستهدف معبد الكرنك الشهير في الأقصر جنوب مصر، أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 4، في ثاني هجوم يستهدف السياحة في مصر منذ عزل الجيش الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي عام 2013، فيما تنبى تنظيم الدولة «داعش» في سيناء عملية إطلاق صواريخ على مطار الجورة في سيناء الذي تستخدمه قوة حفظ السلام متعددة الجنسيات. وقال مسؤول أمني في موقع الحادث إن «مهاجماً فجر نفسه عند موقف السيارات، ما تبعه مقتل مهاجم وإصابة آخر في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة».
وأضاف المسؤول أن «عامل نظافة أصيب في تبادل إطلاق النار» الذي وقع عند مدخل موقف السيارات الذي يبعد 500 متر من معبد الأقصر الشهير.
وأعلنت وزارة السياحة في بيان لاحقاً عن إحباط هجوم على معبد الكرنك عندما «حاولت سيارة فيها 3 أشخاص دخول ساحة انتظار السيارات بالمعبد واجبرها رجال شرطة في زي مدني على التوقف».
وأعلنت وزارة الداخلية المصرية في بيان «حاول 3 من العناصر الإرهابية اجتياز النطاق الأمني لمعبد الكرنك بالأقصر مستخدمين الأسلحة النارية والمواد المتفجرة، حيث تصدت لهم على الفور قوات تأمين المعبد وتعاملت معهم وأحبطت محاولتهم». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
وقال مسؤول آخر في وزارة الداخلية إن أياً من السياح المتواجدين في الموقع لم يصب بأذى.
وأوضح مسؤول كبير في وزارة الآثار أن الشرطة أبقت السياح داخل المعبد أثناء العملية حرصاً على سلامتهم. وأعلنت وزارة السياحة المصرية تعزيز «الإجراءات الأمنية» في المواقع الأثرية عبر البلاد.
وقالت الوزارة في البيان «عززنا الإجراءات الأمنية المأخوذة في كل مواقعنا ونستمر في اتخاذ كل التدابير الممكنة لضمان عدم إلحاق الأذى بأي شخص يزور مصر». وأكدت مسؤولة في وزارة الصحة أن العملية أسفرت عن مقتل مهاجمين أحدهما الانتحاري وإصابة آخر إلى جانب إصابة أربعة أشخاص آخرين بينهم اثنان من رجال الأمن ومدنيان اثنان.
وأفادت وكيلة وزارة الصحة المصرية في الأقصر ناهد محمد «حصيلة العملية هي قتيلان مجهولا الهوية من الإرهابيين» موضحة أن أحدهما «تحول لأشلاء عند موقع الهجوم والآخر قتل بأربع طلقات بالرأس فيما أصيب ثالث بطلق ناري في الرأس».
وأضافت «لدينا 4 مصابين، اثنان من الأمن واثنان من المدنيين بطلقات نارية وحالتهم مستقرة».
ومنذ عزل مرسي، تستهدف أغلب الهجمات المسلحة في القاهرة قوات الأمن بالعبوات الناسفة أو بالرصاص وتتبناها جماعة أجناد مصر، وهي بذلك في وضع أهدأ كثيراً من سيناء حيث تحارب السلطات جماعة أنصار بيت المقدس التي أعلنت ولاءها لتنظيم الدولة «داعش» الإرهابي وسمت نفسها «ولاية سيناء».
وفي هجوم نادر ضد السياح، تبنت الجماعة هجوماً انتحارياً في فبراير 2014 ضد حافلة سياحية في طابا على الحدود بين مصر وإسرائيل ما أسفر عن مقتل 3 سياح من كوريا الجنوبية وسائقهم المصري وإصابة 13. والأربعاء الماضي، قتل مسلحون على دراجة بخارية شرطيين مصريين في محيط منطقة الأهرامات في القاهرة. وأعلنت وزارة الآثار المصرية أن الهجوم وقع في الظهير الصحراوي لمنطقة آثار الهرم «بعيداً تماماً عن المداخل الرئيسة لدخول زائري المنطقة الأثرية».
من ناحية أخرى، قالت مصادر أمنية مصرية إن مسلحين يشتبه بلأنهم متطرفون أطلقوا صواريخ باتجاه مطار الجورة في شبه جزيرة سيناء تستخدمه قوة متعددة الجنسية لحفظ السلام.
وأعلنت جماعة «ولاية سيناء»المسؤولية عن الهجوم في حسابات مؤيدة لها على تويتر.
وتتمركز في سيناء قوة متعددة الجنسية لحفظ السلام والمراقبة أنشئت في أعقاب معاهدة السلام التي وقعتها مصر وإسرائيل في عام 1979 .
ولم تتضح على الفور تفاصيل الهجوم مع قول بعض المصادر الأمنية إن الصواريخ سقطت داخل المطار في حين قالت مصادر أخرى أنها سقطت خارجه. من جهة أخرى، أعلنت البحرية الروسية أن روسيا ومصر، بدأتا مناورات عسكرية بحرية مشتركة في البحر المتوسط تستمر حتى الأحد المقبل. وصرح المتحدث باسم الأسطول الروسي في البحر الأسود الكابتن فياتشيسلاف تروخاتشيف «غادرت سفن من البحريتين الروسية والمصرية (...) ميناء الإسكندرية».
وأضاف «خلال الأيام المقبلة، ستجري سفن الأسطولين تدريبات دفاعية مضادة للطائرات وتدريبات على البحث عن سفينة تواجه صعوبات وإنقاذ وعلى البحث عن سفن مشبوهة».
ويشارك في المناورات الطراد القاذف للصواريخ موسكفا إضافة إلى بارجة إبحار وزورق قاذف للصواريخ وناقلة نفط للإمداد في البحرية الروسية. من جانبها، نشرت مصر فرقاطتين وزورقين قاذفين للصواريخ وناقلة نفط للإمداد. والمناورات البحرية التي سميت «جسر الصداقة 2015» هي أول تدريبات عسكرية مشتركة بين البلدين.