عواصم - (وكالات): قامت ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية في العراق بحرق شاب حياً بتهمة دعم تنظيم الدولة «داعش»، في ثاني عملية تقوم بها الميليشيات خلال 8 أيام بعدما أقدمت على تعليق معلم وحرقه حياً في منطقة الكرمة، بدعوى الانتماء للتنظيم المتطرف، وفقاً لقناة «العربية»، فيما أذن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس بنشر 450 جندياً أمريكياً إضافياً في العراق لتسريع وتيرة تدريب القوات الحكومية التي تتصدى لمقاتلي «داعش»، قبل أن يؤكد مسؤول أمريكي أن من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة عن خطط لإنشاء قاعدة عسكرية جديدة في محافظة الأنبار العراقية وتدريب العشائر السنية.وبث ناشطون على مواقع التواصل شريطاً مصوراً يظهر عناصر ميليشيا «الحشد» يحيطون بجثة شاب ألقيت على الأرض في مكان ما بالعراق بحسب الشرح المرافق الذي نشره الناشطون بعد مقتله وتشتعل النار في أجزاء من جسده، بينما يردد عناصر الحشد «هذا مصير كل داعشي».وقال أحد عناصر الحشد إن «الشخص الذي يُحرق هو مقاتل في صفوف التنظيم المتطرف»، في حين لم يتسن التأكد من صحة المعلومات من مصدر محايد.ويأتي إحراق الشاب بعد حرق ميليشيا الحشد قبل 8 أيام شاباً يدعى عبدالله عبدالرحمن، قالت مصادر من الأنبار إنه يعمل معلماً، تم اعتقاله في منطقة الكرمة، وبعد ضربه حتى فقد الوعي، قامت ميليشيات الحشد بتعليقه وحرقه حياً. من ناحية أخرى، أذن أوباما بنشر 450 جندياً أمريكياً إضافياً في العراق لتسريع وتيرة تدريب القوات العراقية التي تتصدى لـ «داعش».وقال البيت الأبيض في بيان إن هذا القرار يهدف إلى «تحسين قدرات الشركاء وفاعليتهم على الأرض»، موضحاً أن هؤلاء الجنود لن يشاركوا في العمليات القتالية الميدانية على غرار الجنود الـ 3100 الموجودين أصلاً في العراق. وفي وقت سابق، قال مسؤول أمريكي إن من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة عن خطط لإنشاء قاعدة عسكرية جديدة في محافظة الأنبار العراقية وإرسال نحو 400 مستشار أمريكي إضافي لمساعدة القوات العراقية في قتال «داعش».وستعزز الخطة القوة الأمريكية المكونة من 3100 من المدربين والاستشاريين في العراق وتمثل تعديلاً لاستراتيجية الرئيس باراك أوباما الذي يواجه انتقادات متزايدة تقول إنه لا يحارب التنظيم المتطرف بالصرامة الكافية. وقال مسؤولون أمريكيون إنهم يأملون في أن يساعد تعزيز الوجود الأمريكي ولو على نحو محدود القوات العراقية على التخطيط وتنفيذ هجوم مضاد لاستعادة السيطرة على مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار بعد أن انتزع التنظيم سيطرته عليها الشهر الماضي.وقال أوباما في وقت سابق إن الولايات المتحدة ليست لديها استراتيجية كاملة لتدريب قوات الأمن العراقية على استعادة الأراضي التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي.وأثار إقرار أوباما بأنه لا يملك استراتيجية كاملة لمحاربة «داعش» موجة انتقادات شديدة في الداخل، لكن التاريخ أثبت أن كثيراً من أسلافه سبق أن تخبطوا في أزمات مماثلة.واتهم السيناتور الجمهوري جون ماكين الرئيس الأمريكي بعدم التحرك لوقف المجزرة بحق مسيحيي الشرق. أما ريك بيري، أحد المرشحين الجمهوريين للرئاسة الأمريكية، فوصف ما يحصل بأنه «فشل في القيادة». وانتزع التنظيم السيطرة على ثلث أراضي العراق خلال عام في هجوم تضمن عمليات قتل جماعي وذبح. وبعد سقوط الرمادي وجهت الولايات المتحدة انتقادات لاذعة لأداء الجيش العراقي وسرعت واشنطن من إمداد الحكومة العراقية بالأسلحة وبحث سبل تحسين برنامج التدريب.وتقوم القوات الأمريكية بعمليات التدريب في قاعدة عين الأسدالعسكرية بمحافظة الأنبار غرب العراق، لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إنه يجرى التخطيط لبناء منشأة جديدة قرب بلدة الحبانية حيث توجد قاعدة للجيش العراقي. وسيسمح الموقع الجديد للمدربين الأمريكيين بتقديم مزيد من الدعم لمقاتلي العشائر السنية الذين لم يتلقوا حتى الآن كل الدعم والسلاح الذي وعدت به الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة.وبعدما استخلصت العبر من سقوط الأنبار، مركز محافظة الرمادي، بيد «داعش»، تعتزم واشنطن تدريب أعداد أكبر من العراقيين خاصة أبناء العشائر السنية، من دون أن تستبعد لتحقيق هذه الغاية زيادة عديد مدربيها في البلد. من ناحية أخرى، أقدم فصيل أيزيدي مسلح على قتل 21 من العرب السنة شمال العراق قبل أشهر، انتقاماً لأبناء الأقلية الأيزيدية الذين تعرضوا لفظاعات على يد «داعش»، حسبما أعلنت منظمة العفو الدولية. وقالت المنظمة إن الهجمات نفذت في 25 يناير الماضي، واستهدفت قريتين يقطنهما عرب سنة في منطقة سنجار شمال العراق، التي كانت تعد بمثابة موطن للأقلية الأيزيدية.وأوضحت المنظمة «تقريباً لم ينج منزل واحد. نصف الذين قتلوا كانوا من كبار السن أو المعوقين من الرجال والنساء والأطفال». وأشارت إلى أن 40 آخرين خطفوا، ولا يزال 17 منهم مفقودين.من جهة ثانية، أعلن وزير حقوق الإنسان العراقي محمد البياتي ارتفاع عدد رفات الضحايا التي عثر عليها في مقابر جماعية شمال بغداد إلى نحو 600، تعود إلى مجندين أعدمهم «داعش» في قاعدة سبايكر قرب تكريت، شمال بغداد، قبل نحو عام.