شهود عيان يكشفون هوية منفذي التفجير



الأقصر - (وكالات): أثار إحباط هجوم استهدف معبد الكرنك الأثري في الأقصر جنوب مصر الخشية من امتناع السياح عن زيارة مصر والمستثمرين الأجانب عن الاستثمار فيها فيما تحاول البلاد النهوض بعد 4 سنوات من الفوضى السياسية والاقتصادية، بينما أكدت نيابة الأقصر وشهود عيان أن «نباهة سائق السيارة الأجرة التي استقلها الإرهابيون ساعدت في إحباط الاعتداء».
في غضون ذلك، كشف شهود عيان مصريون هوية منفذي التفجير، وهم 3 مصريين من محافظات بني سويف والغربية والشرقية. وقال أحد شهود العيان إن المتورطين هم علي جمال أحمد من مركز ببا ببني سويف والثاني هو فرج حامد سليمان من محافظة الغربية والثالث من الشرقية.
وأكد أحد الذين حضروا لحظة تنفيذ العملية الإرهابية، أنه تم العثور على حقيبة بها جواز سفر لفرنسي في موقع الحادث، فيما أكد مصدر أمني أن الحقيبة مملوكة لأحد السائحين الفرنسيين والذي كان يزور المعبد وهرب من الموقع لحظة تبادل إطلاق النيران خشية إصابته.
وقبل الهجوم الذي أحبط أمس الأول، كانت الهجمات الانتحارية أو المسلحة التي تكثفت بعد عزل الجيش الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في 2013، تستهدف قوى الأمن حصراً.
لكن الإرهابيين غيروا بحسب خبراء، تكتيكهم وقرروا ضرب البلاد في موطن ضعفها، أي السياحة، التي تعتبر أحد أعمدة الاقتصاد المصري المنهك، والاستثمارات الأجنبية، بهدف إضعاف حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وصباح أمس كان عدد رجال الشرطة يفوق عدد السياح في كافة المواقع الأثرية في مدينة الأقصر الأثرية التي تضم مليون ونصف مليون نسمة في صعيد مصر غداة إحباط الهجوم الذي كان يستهدف السياح في معبد الكرنك.
وفي المعبد، وعلى بعد 50 متراً من مكان الحادث، جال 200 سائح على طريق الكباش وتفرجوا على أبواب معبد آمون.
وفي الموقف الخاص بالمعبد حيث وقع الاعتداء، لم يكن هناك سوى 7 حافلات و3 أخرى صغيرة قبل الساعة العاشرة صباحاً فيما تتجمع عادة عشرات الحافلات منذ الفجر.
وفي يوم الاعتداء كان هناك 604 سياح في الكرنك، وبذلك أدى إحباط هجوم الأربعاء إلى تفادي حدوث مجزرة في الموقع الفرعوني حيث كان المهاجمون مسلحين بسلاحين آليين و19 مخزن سلاح. وفجر أحدهم نفسه في حين قتل ثان وأصيب ثالث في تبادل إطلاق النار مع قوى الأمن.
وقال مدير حفريات الآثار في الكرنك صلاح الماسخ «بالتأكيد هناك سياح أقل من البارحة، وقد ألغيت رحلات منظمة قادمة من الغردقة» على البحر الأحمر.
وأحاط رجال الشرطة بالمدينة، وخصوصاً عند أطراف المواقع الأثرية، وسيرت دوريات أمنية لرجال قوات النخبة في الشرطة حول كل موقع، وهي خطوة غير معتادة، وفق السكان.
وقدمت نيابة الأقصر وشهود رواية مختلفة لوقائع الهجوم الانتحاري الذي كان يستهدف معبد الكرنك، مؤكدة أن نباهة السائق هي التي ساعدت في إحباط الهجوم بعد دخول المسلحين إلى موقف باصات السياح.
وبعد أن قال مسؤولون إن الشرطيين أوقفوا سيارة المهاجمين ومنعوهم من دخول موقف الباصات، قال الشهود أنه تم تفادي حصول المجزرة بفضل نباهة سائق سيارة الأجرة التي استقلها المهاجمون والذي ابلغ الشرطة بارتيابه بسلوك الركاب أثناء جلوسهم في مقهى مقابل لمكان نزول السياح من الباصات.
وقال رئيس نيابة الأقصر وائل أبو ضيف الذي يشرف على التحقيق «لقد ادعوا أنهم سياح ودخلوا موقف المعبد لأنهم لم يتعرضوا للتفتيش الأمني كما يجب».
وأضاف أن المهاجمين وبعد توقيف السيارة التي استأجروها جلسوا على «شرفة المقهى بانتظار تجمع عدد كبير من السياح ومهاجمتهم».
وأضاف المستشار أبو ضيف الذي قال إنه يستند في روايته إلى عناصر التحقيق الأولية بناء على شهادات الشهود أن «سائق التاكسي ذهب إلى ضباط الشرطة وقال له إنه لاحظ أنهم يتصرفون بطريقة مثيرة للشبهة فذهب الضابط إليهم في المقهى وطلب منهم فتح الحقائب التي بحوزتهم، فقام أحدهم بتفجير نفسه وبدأ إطلاق النار».
وأمر الرئيس عبد الفتاح السيسي بتكثيف الانتشار الأمني في المواقع الحساسة بما فيها المواقع السياحية خلال لقائه مع رئيس الوزراء إبراهيم محلب ووزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار.