إسقاط طائرة ميغ تابعة لجيش الأسد
الأكراد يزحفون داخل «الرقة» معقل «داعش»
مقتل 20 درزياً برصاص «النصرة» في إدلب
عواصم - (وكالات): تمكنت فصائل المعارضة السورية من السيطرة على أجزاء من مطار عسكري مهم جنوب البلاد، في تقدم هو الأول من نوعه في محافظة السويداء حيث تحكم قوات النظام سيطرتها منذ بدء النزاع قبل 4 أعوام. وقال المتحدث باسم الجبهة الجنوبية عصام الريس إن «الجبهة الجنوبية حررت مطار الثعلة العسكري وجاري التمشيط والتعامل مع ما تبقى». ويعد مطار الثعلة من أكبر المطارات العسكرية في جنوب سوريا. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته سيطرة فصائل المعارضة على أجزاء من المطار بعد قصف عنيف متبادل مع قوات النظام، مشيراً إلى استمرار المعارك العنيفة في محيطه.
وقال إن قوات النظام «استقدمت تعزيزات عسكرية إلى المنطقة». ونفى الإعلام الرسمي السوري الخبر. ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن مصدر عسكري أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة أحبطت عدة محاولات تسلل للإرهابيين إلى مطار الثعلة وأوقعت بينهم 100 قتيل ودمرت لهم عشرات العربات المصفحة». وفي وقت لاحق أعلن التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل استهداف فريق عمله في السويداء «بقذائف صاروخية» ما تسبب بمقتل السائق وإصابة كل من المراسل والمصور.
ويعد هذا التقدم الأول من نوعه لفصائل المعارضة داخل محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية والخاضعة لسيطرة قوات النظام. ونفذت فصائل مسلحة عمليات محدودة عدة خلال عامي 2013 و2014 في بعض أرياف المحافظة دون أن تتمكن من السيطرة على منطقة محددة. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن تقدم فصائل المعارضة في السويداء «يعد تراجعاً كبيراً للنظام الذي يتلقى ضربة تلو الأخرى في الأسابيع الأخيرة».
وتضم الجبهة الجنوبية مجموعة من كتائب المعارضة المعتدلة بينها الفيلق الأول وفصائل إسلامية بينها أحرار الشام. ويبلغ تعدادها الإجمالي 35 ألف عنصر، بحسب ناشطين، وتحظى بدعم سعودي وأردني وأمريكي.
وأكدت الجبهة في بيان صادر عنها أن «أبناء السويداء هم أخوتنا وأهلنا وإننا لم ولن نقاتلهم»، مضيفة أنها «تمد يدها للأهل والأخوة في محافظة السويداء وفي جميع المناطق السورية من أجل مواجهة خطر تنظيم الدولة «داعش».
وسيطرت الجبهة الجنوبية قبل أيام على مقر اللواء 52 في محافظة درعا، وهو أحد أكبر القواعد العسكرية في سوريا ويبعد 10 كيلومترات عن الثعلة.
وبعد انسحاب قوات النظام التي كانت متمركزة في مقر اللواء إلى مطار الثعلة وبلدة الدارة المحاذية له، أعلنت فصائل المعارضة بدء معركة «تحرير مطار الثعلة العسكري وقرية الدارة». وتزامنت الاشتباكات داخل المطار مع إعلان الجبهة الجنوبية «إسقاط طائرة ميغ» تابعة لقوات النظام بواسطة مضاد أرضي من عيار 23 مليمتراً» وفق الريس.
وأقر الإعلام الرسمي بالخبر. ونقلت «سانا» عن مصدر عسكري أن «التحقيق جار لتحديد الأسباب». وأشار المرصد السوري من جهته إلى تضارب المعلومات حول أسباب سقوط الطائرة، لكن عبدالرحمن أشار إلى معلومات عن نجاة قائد الطائرة بعد قفزه بالمظلة ووصوله إلى مستشفى السويداء.
وليست هذه المرة الأولى التي تتمكن فيها فصائل المعارضة من إسقاط طائرات حربية أو مروحية تابعة للنظام. وفي محافظة إدلب، شمال غرب البلاد، قتل 20 درزياً برصاص عناصر من جبهة النصرة -ذراع تنظيم القاعدة في سوريا- إثر خلاف بين الطرفين تطور إلى إطلاق نار في قرية قلب لوزة.
وروى عبدالرحمن أن قيادياً في جبهة النصرة يحمل جنسية تونسية حاول «مصادرة منزل مواطن درزي» في القرية، بحجة أن «صاحبه موال للنظام، إلا أن أفراداً من عائلة صاحب المنزل حاولوا منعه، فحصل تلاسن، ثم احتجاج، ثم إطلاق نار» شارك فيه آخرون من النصرة. وتسبب إطلاق النار بمقتل 20 شخصاً بينهم مسنون وطفل بحسب المرصد، بينما تحدثت وكالة «سانا» عن «مجزرة مروعة» راح ضحيتها 30 شخصاً. واعتبرت الجبهة الجنوبية في بيانها أن «المجزرة المروعة التي تعرض لها أهلنا (...) على يد جبهة النصرة جريمة بحق العيش المشترك»، مبدية استعدادها «للقيام بدور فعال في حماية القرى الدرزية» في إدلب. وكانت فصائل الجبهة الجنوبية سيطرت بالتعاون مع جبهة النصرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن جنوب البلاد، مطلع أبريل الماضي، قبل توتر العلاقة بينهما. وأعلنت فصائل الجبهة بعدها «رفض كل أشكال التعاون مع جبهة النصرة» بسبب «تجاوزاتها وانتهاكاتها».
وفي الرقة شمالاً، معقل «داعش»، واصل مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية تقدمهم في اتجاه مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا، مدعومين من طيران التحالف الدولي الذي نفذ وفق المرصد غارات عدة استهدفت مواقع الجهاديين. وبات الأكراد على بعد 20 كيلومتراً شرق معبر تل أبيض الحدودي الخاضع لسيطرة الإرهابيين والمغلق من الجانب التركي، وعلى بعد 10 كيلومترات من المدينة من ناحية الغرب. وتقضي «خطة الأكراد بمحاصرة تل أبيض»، وفق عبدالرحمن الذي أكد تقدم الأكراد «في عمق أراضي محافظة الرقة». وتسببت الاشتباكات بنزوح أكثر من 6600 شخص منذ الأربعاء الماضي إلى تركيا وفق ما أكد مصدر رسمي تركي، مشيراً إلى وصول «7000 نازح الأسبوع الماضي». وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب بمقتل أكثر من 230 ألف شخص منذ 4 سنوات.