باريـس - (وكـــالات): تستعـــــد المعارضــــة الإيرانية في المنفى لحشد 100 ألف متظاهر في العاصمة الفرنسية باريس رفضاً لنظام ولاية الفقيه، بينما يؤكد معارضون إيرانيون أن الأصوات المعارضة للنظام بدأت تتعالى في الداخل، رغم تزايد القمع. ومن المقرر أن يحتشد عشرات آلاف المعارضين في المنفى في العاصمة الفرنسية باريس اليوم، وذلك للمطالبة بإيران ديمقراطية غير نووية وإسقاط ولاية الفقيه، «عراب التطرف الديني والإرهاب»، وتشكيل جيش للتحرير باعتباره ضرورة للتغيير. وقال عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الناطق الإعلامي للمجلس شاهين قبادي إن «المؤتمرالسنوي للمقاومة الإيرانية سيعقد في باريس اليوم، بمشاركة أكثر من 100 ألف من الإيرانيين في المنفى من مختلف دول العالم وخاصة الأوروبية منها، وقرابة 1000 شخصية دولية سياسية وثقافية وإعلامية وفكرية وفنية».
وأشار قبادي إلى أنه «من المتوقع أن يدين المشاركون في التظاهرة السياسات الفاشية الدينية الحاكمة في إيران، والتي حولت البلاد إلى بؤرة للتطرف الديني وللإرهاب في عالم اليوم».
وأضاف «أن الديكتاتورية الدينية الإرهابية الحاكمة في إيران قد سرقت ثورة الشعب الإيراني خلال 36 عاماً، وبنت مشروعها للخلافة تحت شعار الإسلام، في حين أن مشروعها هذا بعيد كل البعد عن الإسلام جملة وتفصيلاً، كما أقدمت على قتل وإعدام 120 ألف معارض سياسي، فيما تعرض مئات الآلاف الآخرين من السجناء لأبشع وأشد صنوف التعذيب طيلة هذه السنين».
وتابع «بات أكثر من 70 % من الشعب الإيراني يعيش الآن تحت خط الفقر في الوقت الذي بدأ فيه الاقتصاد الإيراني بالانهيار بسبب إنفاق النظام ثروات الشعب الإيراني على القمع الداخلي والحصول على القنبلة الذرية من خلال مشروعه النووي أو في تصدير التطرف الديني وتأجيج الأزمات والحروب في كل من العراق وفلسطين ولبنان وسوريا واليمن وبلدان أخرى».
وأكد شاهين أن «الشعب الإيراني يعارض تدخلات النظام الإيراني في شوون الدول الأخرى، ويقف إلى جانب أشقائه العرب واصطفافهم ضد تمدد ولاية الفقيه، لأن هذا النظام ديكتاتوري ديني وساقط شعبياً، فإنه يعتبر أن تمدده على حساب البلدان العربية ومصالح شعوبها حاجة استراتيجية لبقائه في الحكم واستمرار سلطته في الداخل».
وأوضح أن «الجهات المنظمة لهذا التجمع الحاشد هي اللجنة البريطانية لإيران الحرة وتشمل غالبية الأعضاء في المجلسين العموم واللوردات، ولجنة البحث عن العدالة يرأسها نائب رئيس البرلمان الاوروبي سابقًا فيدال كوادراس، وهي تضم 4 آلاف برلماني اوروبي من جميع البرلمانات للدول الأعضاء في 27 دولة أوروبية، وكذلك اتحاد الجمعيات الإيرانية في المهجر ويضم أكثر من 300 جمعية للجاليات الإيرانية في القارات الخمس، فضلاً عن اللجنة الفرنسية لإيران ديمقراطية التي تضم غالبية الأعضاء في الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ الفرنسيين، وكذلك اللجنة العربية الإسلامية للدفاع عن اللاجئين الإيرانيين في العراق».
وأضاف شاهين أن «المشاركين في التجمع سيوصلون رسالتهم إلى العالم بشأن تصورهم عن إيران حرة ديمقراطية مسالمة مستعدة للتعايش الأخوي الإنساني مع الجيران وخالية من السلاح النووي».
وأشار إلى أن «التجمع هذا العام يمتاز عمّا سبقه من المؤتمرات بأنه يأتي في ظرف زمني خاص تمرّ به المنطقة في مخاضها العسير نحو تخليص شعوبها من نير التطرف الديني والحروب الطائفية».
وأكد أن «الأصوات الشعبية المعارضة تتعالى داخل إيران، حيث يعترف النظام في مجالات عدة بأنه عجز عن قمع أصوات الشعب، اضافة الى تصاعد وتيرة الإعدامات عما كان في السابق».
ولفت إلى أن «الشعب الإيراني يناضل من أجل الحرية والديمقراطية والكرامة والعيش بسلام مع الجيران على أساس الأخوة والصداقة وعدم التدخل في شؤون الآخرين».
وقال المعارض الإيراني أن «الجهات المشاركة في التجمع هي بالدرجة الأساس القيادات والجماهير التابعة لجمعيات الجاليات الإيرانية في المنفى، إضافة إلى وفود برلمانية من الولايات المتحدة واوروبا وبعض الدول العربية والآسيوية وقرابة ألف شخصية سياسية من المرشحين للرئاسة الأمريكيين ورؤساء الوزراء الاوروبيين السابقين ورؤساء الأركان المشتركة للجيش في الولايات المتحدة ووزراء الخارجية السابقين، فضلاً عن شخصيات سياسية وإعلامية عربية وغربية».
يذكر أن منظمة «مجاهدي خلق» التي تشكل أكبر فصيل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قد تشكلت في عام 1965 بهدف الإطاحة بنظام الشاه، ثم النظام الإسلامي الذي أسسه الخميني الذي حاربها وأعدم أكثر من 30 ألفاً من عناصرها عام 1989. ورفعت وزارة الخارجية الأمريكية ودول أوروبية اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمتها للمنظمات الإرهابية، وتسعى المنظمة حالياً إلى الإطاحة بالنظام المتطرف في إيران.