لندن - (وكالات): كشفت صحيفة «التايمز» البريطانية في تقرير لها عن أن «الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران والتي استخدمها الجيش العراقي لمحاربة تنظيم الدولة «داعش»، نهبت تكريت وقامت بنفي معظم سكانها».
وأضافت موفدة الصحيفة إلى المدينة، صوفيا بربراني، أنه «بعد مضي شهرين على التحرير المفترض للمدينة التي كان يقطنها 260 ألف مواطن، تحولت تكريت إلى مدينة أشباح تسيطر عليها الميليشيات وتحكمها بقبضة فولاذية». وذكرت أن «سكان المدينة، ومعظمهم من السنة، منعوا من العودة إليها، بالرغم من وعود حكومة بغداد بحماية حقوقهم».
ونسبت الصحيفة الى مسؤول سني في المدينة قوله إن «الميليشيات الشيعية التي تتلقى أوامرها من إيران تحكم السيطرة على المدينة، وإن ألف شخص من الشرطة الحكومية ورجال العشائر السنية ممنوعون من مغادرة قواعدهم بعد غروب الشمس». وذكر المسؤول أن «الميليشيات لا تسمح للمواطنين بالعودة إلى منازلهم».
وقال لاجئون، استناداً إلى معلومات من معارف لهم ما زالوا يقيمون في المدينة، إن «أكثر من نصف بيوت المدينة قد نهبت».
ورأت مراسلة الصحيفة أن «هذا السلوك يصب في مصلحة تنظيم الدولة الذي يدعي أنه المدافع الوحيد عن السنة في البلاد، وأن وجود هذه الميليشيات سيؤدي إلى مزيد من الانقسام في البلاد».
«وسيرسل هذا إشارات تحذير إلى الولايات المتحدة والغرب، الذين كانوا قد حذروا من أن الميليشيات، وبعضها تتلقى الأوامر من الحرس الثوري الإيراني، معروفة بقسوتها»، حسبما ورد في التقرير.
وأوضحت المراسلة أن «20 ألفاً من أفراد الميليشيات شاركوا في استعادة السيطرة على مدينة تكريت من «داعش»، وكان ذلك أول مكسب للحكومة العراقية وأكبر رقعة من الأراضي تسترد من «داعش»».
واعتمدت معارك استعادة المدينة بشكل كبير على الميليشيات، ورفضت الولايات المتحدة في البداية المساعدة في العمليات بالإسناد الجوي ما لم تنسحب الميليشيات.