كتب – مازن أنور:
ردة فعل طبيعية جداً هي التي شهدها الشارع الرياضي البحريني خلال اليومين الماضيين والتي جاءت بحالة من الاستياء والسخط على ما قدمه منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في افتتاح مشواره بالتصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019 بعدما خسر من الفريق الفلبيني المتواضع بهدف مقابل هدفين وكانت افتتاحية غير موفقة على الإطلاق حتى لو كانت المباراة على قواعد المنتخب الفلبيني.
الأحمر وقع في مجموعة تضم أوزباكستان وكوريا الشمالية واليمن والفلبين، وعلى الورق المنتخب الفلبيني هو أقل المنتخبات حظوظاً ولعله أضعفها فنياً، وأن يخسر الأحمر من أضعف الفرق فإن آماله في التأهل تبدو غير متاحة وستصبح صعبة للغاية، وذلك ليس تقليلاً من شأن المنتخب الفلبيني ولكن الواقع والمنطق يتحدث بهذه اللغة.
الشــــارع الرياضـــي المستاء يدرك تماماً بـــأن إعداد الأحمــر لــم يكـــن الشكــل الأمثــل الذي يؤهلـه لخـــوض التصفيـــات المؤهلة لكأس العالم، كما أن للظروف المحيطــة من استقطاب مدرب جديد والاستعانة بأسماء شابة أمور لا تصب في صالح الأحمر، ولكن حالة عدم الرضا لكون المنتخب المنافس لم يكن منتخباً مبهراً أو خارقاً.
السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه بقوة بعد هذه الخسارة المُرة، من يتحمل مسؤولية ما حدث؟، ومن المتسبب الرئيسي في الخسارة؟، إننا على قناعة تامة بأن سبب الخسارة ومن يتحمل مسئوليتها هو الاتحاد البحريني لكرة القدم والذي لم يهـــيء الظــــروف المثاليـــة ولا الأرض الصلبة ليكون المنتخـب جاهزاً لخوض غمار هذه المواجهة.
البعض قد يتساءل لماذا اتحاد الكرة هو المتسبب وليس غيره من مدرب أو لاعبين، وهنا نُذكر بأن الأحمر أنهى استحقاقاته في يناير الماضي ببطولة كأس آسيا في أستراليا وخرج مبكراً من الدور الأول، وكان يومها الأحمر يُشرف عليه مدرب مؤقت هو الوطني مرجان عيد والذي أصبح الشخص الثاني الذي يلام بعد اتحاد الكرة، فكيف لاتحاد الكرة أن ينتظر أربعة أشهر ويعلن في منتصف مايو عن تعاقده مع المدرب الجديد ويمنحه أقل من شهر لإعداد الأحمر لخوض تصفيات كأس العالم، هل في هذا القرار نظرة إستراتيجية من قبل اتحاد الكرة؟، هل فكر الاتحاد في مباراة الفلبين؟، هل فكر الاتحاد أن يجلب مدرباً يمكنه أن يأخذ نظرة عامة عن الكرة البحرينية بمتابعة الدوري؟، للأسف جميع هذه الأمور لم تكن في حسبان اتحاد الكرة، والضحية هو المنتخب الوطني.
المصيبة أن المنتخب الوطني الحالي بقائمة اللاعبين المتواجدة فيه ستظل مُلزمة على المدرب الأرجنتيني سيرخيو باتيستا كونه سيخوض المباراتين الثانية والثالثة مع كوريا الشمالية واليمن في التصفيات قبل انطلاقة الدوري، وبالتالي يعني ذلك بأنه سيعتمد على جل اللاعبين في المعسكر الصيفي ولن يجد بعض الخيارات التي قد تُفيده في المرحلة المقبلة، والطامة أكبر فحين يجد الفرصة لمشاهدة الدوري سيكون أمام وقت ضيق قبل مباراة أوزباكستان وبالتالي لن يتهور ويضيف أسماء جديدة على المنتخب من أجل خلق عامل الاستقرار، ما يعني بأنه سيحضر مباريات الدوري دون فائدة تُذكر.
كثيرون نبهوا اتحاد الكرة إلى خطر التأخر في اختيار المدرب، وكان الاتحاد سيتفادى هذه المشكلة لو قام باختيار مدرب على علم بالكرة البحرينية وقريب منها، ولكن باتيستا يحتاج لوقت طويل من أجل أن يجد الكيفية المناسبة التي يستطيع أن يكون بها منتخبا قوياً ومنافساً والكيفية ستكون أكثر صعوبة كونه يريد بناء المنتخب في أكثر التصفيات صعوبة على الكرة الأرضية (تصفيات كأس العالـم). كان الله فــي عـــون اتحـــاد الكـــرة البحريني، وكان الله في عون الجهاز الفني والإداري واللاعبين، وكان الله في عون الجماهير البحرينية، فلا وجود لبارقة أمل في ظل هذه التخبطات والقرارات غير المدروسة.