عواصم - (وكالات): اتهمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان نظام الرئيس بشار الأسد بارتكاب 49 مجزرة طائفية بما يمثل نسبة 87% من المجازر الطائفية المرتكبة منذ قيام الثورة مطلع مارس 2011، فيما أعلن قائد كردي أن القوات الكردية وصلت إلى مشارف بلدة تل أبيض السورية - الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي - الذي يستخدمها كممر عبور لمقاتليه عبر الحدود مع تركيا - إثر معارك ضارية مع مقاتلي التنظيم.
وقالت الشبكة السورية إنه في تلك المجازر لا تكتفي القوات المعتدية والمختلفة طائفياً عن السكان الضحايا بقتلهم رمياً بالرصاص، بل تظهر أفعالاً وسلوكيات وممارسات كالذبح بالسكاكين لعائلات كاملة، بمن فيها من نساء وأطفال ورجال، إضافة إلى حرق الجثث، وتشويهها، وعمليات اغتصاب واعتداء جنسي، ونهب المنازل وحرقها.
ويوثق التقرير 56 مجزرة تحمل صبغة طائفية منذ قيام الثورة، 49 منها نفذتها القوات الحكومية، و4 مجازر نفذتها مجموعات مسلحة اشتركت فيها فصائل المعارضة المسلحة وتنظيم الدولة الإرهابي وجبهة النصرة - ذراع تنظيم القاعدة في سوريا - و3 مجازر ارتكبها «داعش» وحده. وتتحمل القوات الحكومية والميليشيات المتحالفة معها المسؤولية عن نحو 3 آلاف و74 شخصاً قتلوا في تلك المجازر، منهم 3 آلاف و4 مدنيين وبينهم 526 طفلاً و471 سيدة. ويرجح التقرير أن يكون سعي السلطة السورية عبر أنماط العنف الطائفي بهدف «استفزاز الطرف الآخر ليقوم بردة فعل مشابهة في ظل غياب رقابة المجتمع الدولي أو تدخل مجلس الأمن لإيقاف هذه المذابح، التي حصل بعضها أمام أعين المراقبين العرب ثم الدوليين، وشاهدها مئات الملايين».
وبحسب التقرير فإن هذا الأمر «دفع شرائح مجتمعية سنية معارضة إلى التشدد، وتعريف نفسها والصراع القائم من خلال الانتماء الطائفي».
وتطرق التقرير إلى المجازر المنفذة من قبل قوات «الإدارة الذاتية الكردية» تجاه العرب، وأشار إلى أنها لا تحمل صبغة طائفية، لكون القوات الكردية تضم بين صفوفها طوائف متعددة، أغلبها الطائفة السنية، وإنما توصف بأنها مجازر تحمل «صبغة عرقية».
ووثق التقرير 3 مجازر تحمل صبغة عرقية ارتكبتها قوات الإدارة الذاتية الكردية في محافظة الحسكة راح ضحيتها 91 مدنياً بينهم 17 طفلاً، و7 سيدات.
ومن ضمن المجازر التي ارتكبتها قوات النظام مجزرة حي الزهراء في ديسمبر 2011 وقتل فيها رمياً بالرصاص 19 شخصاً، جميعهم من المدنيين، بينهم 8 أشخاص من عائلة واحدة. وقد عذبوا ونكل بجثثهم.
كما أشار التقرير إلى معركة دير بعلبة في أبريل 2012 وقد تضمنت المجزرة اقتحام المنازل وعمليات قتل بحق الأهالي المدنيين، وعمليات اغتصاب واسعة للنساء، تبعها تنكيل بالجثث وحرقها أو دفنها في مقابر سطحية جماعية. وقتل في المجزرة 200 مدني بينهم 21 طفلاً، و20 سيدة. هذا فضلاً عن عشرات المجازر الأخرى التي أحصتها الشبكة وأشارت إلى تواريخ حدوثها ومن قتل فيها.
من ناحية أخرى، بات المقاتلون الأكراد السوريون على مشارف مدينة تل أبيض الحدودية التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، بحسب ناشطين والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وتتقدم القوات الكردية نحو المدينة الإستراتيجية بمؤازرة فصائل معارضة ودعم من غارات طيران قوات التحالف. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن وحدات حماية الشعب الكردي تقدمت نحو تل أبيض وباتت على بعد 5 كلم من المدينة التي تقع في محافظة الرقة معقل التنظيم. كما تمكنت القوات من السيطرة على 20 قرية تقع إلى جنوب غرب المدينة، بحسب المرصد.
وقال حسين خوجر القائد في وحدات الحماية الكردية ومسؤول العلاقات العامة في جبهة تل أبيض «الاشتباكات تدور على مشارف تل أبيض على بعد 50 متراً من المدينة» مضيفاً أن «الاشتباكات تدور على أول حاجز للمدينة على أطرافها». ويريد الأكراد استعادة المدينة العربية والكردية من أيدي «داعش» لحرمانه من نقطة مهمة لنقل أسلحة وعبور مقاتلين إرهابيين.
من جهته قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن الأكراد «وصلوا إلى مدخل المدينة من الطرف الجنوبي الشرقي ولكن لم يدخلوا المدينة، لا يوجد تقدم من الجهة الجنوبية الغربية». وبحسب القائد الكردي فإن «داعش» «فجر جسرين على بعد 400 متر من تل أبيض». وذكر خوجر أن الحملة «هي بالتنسيق مع لواء التحرير وفصائل من الجيش السوري الحر ووحدات حماية الشعب من مدينة عين العرب «كوباني» الحدودية مع تركيا». وتحظى عملية القوات الكردية أيضاً بإسناد جوي عبر غارات التحالف الدولي ضد الإرهابيين.
في غضون ذلك، وإنسانياً، بدأت تركيا استقبال لاجئين سوريين فارين من المعارك العنيفة الجارية بين الأكراد و«داعش» في المدينة الشمالية.
سياسياً، وافق مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا على دعوة من الحكومة السورية وسيقوم قريباً بزيارة إلى دمشق، حسبما قال متحدث باسمه في بيان.
وأكد البيان أن «دي ميستورا ينوي خلال زيارته أن يثير مع الحكومة السورية مسألة حماية المدنيين وأن يؤكد مرة أخرى على الاستخدام غير المقبول للبراميل المتفجرة، وأن هناك واجباً لا جدال فيه على كل حكومة وفي جميع الظروف حماية المدنيين وفقاً للقانون الإنساني الدولي».
ويجري دي ميستورا منذ مايو الماضي مشاورات واسعة مع عدد من الأطراف السياسية وممثلي حكومات في محاولة لاستئناف المفاوضات السياسية لإنهاء النزاع في سوريا. وسيواصل المبعوث الأممي المشاورات حتى يوليو المقبل، وبعدها سيقدم تقييماً للأمين العام للأمم المتحدة.
من جهة أخرى، أفاد التلفزيون الرسمي السوري أن عشرات المدنيين أصيبوا عندما انفجرت قنبلتان في مدينة حمص وسط البلاد والتي تقع على طريق إمداد محوري بين العاصمة دمشق وساحل البحر المتوسط.
وقال مسؤولون إن 27 شخصاً أصيبوا حين انفجرت سيارة ملغومة في شارع تجاري مزدحم في حي كرم اللوز وسط حمص. وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن قنبلة أخرى انفجرت بعد ذلك على الطرف الجنوبي للمدينة مما أسفر عن إصابة 10 مدنيين.