تمكن الفريق الطبي بقسم الأشعة التداخلية في مستشفى الملك حمد الجامعي من إنهاء معاناة مريض (53 عاماً)، إنجاز طبي هو الأول من نوعه، من خلال علاج حالة ورم مستعص بالكبد باستخدام القسطرة العلاجية.
وعانى المريض لثلاث سنوات من وجود ورم بالكبد مما اضطره إلى التردد على كثير من الأطباء داخل وخارج البحرين، حيث كان المريض يشعر بآلام متكررة في البطن وتوجه على إثرها لأحد المستشفيات وتم عمل موجات صوتية بالبطن وتبين وجود كتلة سرطانية بالكبد. وبعدها توجه للعديد من المستشفيات وفي كل مرة يتلقى المريض نفس الإجابة بأنه يستحيل عمل جراحة للمريض ولا يوجد علاج كيماوي أو إشعاعي لمثل هذه الحالة.
بعدها توجه المريض إلى مستشفى الملك حمد الجامعي حيث تم عرض الحالة على لجنة علاج الأورام بالمستشفى وقررت اللجنة عمل بعض الفحوصات اللازمة والأشعة لمعاينة حالة المريض، حيث أكدت الفحوصات وجود ورم خبيث بالكبد، وفوراً تم استدعاء الفريق الطبي بوحدة الأشعة التداخلية بالمستشفى وأُخضع المريض لعملية القسطرة العلاجية للكبد وهو إنجاز طبي هو الأول من نوعه.
وقال استشاري الأشعة التداخلية بالمستشفى د.وائل إبراهيم إنه تم عمل قسطرة تشخيصية وعلاجية للمريض من خلال الدخول من منطقة الفخذ بفتحة لا تتجاوز 2 ملي وتم توجيه القسطرة باستخدام أجهزة التنظير الإشعاعي وصولاً إلى شريان الكبد ومن خلاله تم توجيه قسطرة مكرسكوبية متناهية في الصغر وصولاً إلى الشريان المغذي للورم حيث تم حقن الورم بمواد العلاج الكيماوي. وقد استغرقت العملية ساعة ونصف وقد تحسنت حالة المريض وتم نقله إلى الجناح الطبي لمدة ثلاثة أيام غادر بعدها المستشفى.
ويتميز هذا النوع من العلاج بإمكانية حقن الورم بجرعات عالية من المواد الكيماوية بدون التأثير على باقي أعضاء الجسم أو باقي أجزاء الكبد، وبمتابعة المريض بالأشعة المقطعية تبين ضمور الورم بالكامل وعدم وجود أي نشاط سرطاني داخل الكبد.
جدير بالذكر أن هذا الأسلوب العلاجي يعد من أحدث الأساليب الطبية المستخدمة عالمياً والمتوفرة بمستشفى الملك حمد الجامعي، حيث قامت إدارة المستشفى ومن اليوم الأول بدعم إنشاء وتطوير وحدة العلاج بالقسطرة العلاجية لتقوم بأداء دور نشط في علاج الكثير من الأمراض المستعصية والتي كان من المستحيل علاجها بالأساليب التقليدية.
من جانبه، عبّر المريض الذي أجريت له العملية عن جزيل الشكر والتقدير إلى إدارة مستشفى الملك حمد الجامعي والفريق الطبي الذي أشرف على علاجه ومتابعته منذ مراجعته الأولى لافتاً إلى أن مستشفى الملك حمد الجامعي يضم كفاءات تستحق الثناء.