كتب - حذيفة إبراهيم:دشنت شؤون الطيران المدني بوزارة المواصلات والاتصالات صباح أمس محطة لرصد الزلازل في منطقة قلاع العمر بالصخير، بتكلفة 750 ألف دولار، وتمويل كامل من دولة الإمارات العربية المتحدة، فيما قال مدير إدارة الأرصاد الجوية بوزارة المواصلات والاتصالات عادل دهام، لـ«الوطن»، إن المحطة مهمة كونها تعطي معلومات مباشرة حول الزلازل الحاصلة، والتي يتم نقلها إلى اللجنة الوطنية لمواجهة الكوارث، لاتخاذ الإجراءات اللازمة.وكشف عادل دهام عن أن الإدارة ستبتعث موظفين إلى الإمارات العربية المتحدة، للتدريب على الزلازل وتحليلها وغيرها. وأشار إلى أن المحطة بعد رصدها للزلازل خصوصاً في المناطق التي يوجد بها مفاعلات نووية قد تسبب ضرر، يمكن لاحقاً رصد حركة الرياح والمياه لمعرفة الإشعاعات وغيرها وتوقع إلى أين تذهب وتأتي.وبيّن أن المحطة تعمل بالطاقة الشمسية، والمعلومات تصل عبر الهاتف إلى المختصين، وهي تحلل المعلومات بشكل تلقائي سواء شدة الزلزال ومكانه، وغيرها، فهي متطورة جداً. وتابع «في المستقبل، سيكون هناك تعاوناً مع الأشغال وجمعية المهندسين، لوضع حساسات في المباني العالية، كون مواد البناء الآن يتم استخدامها بشكل كبير، ولا حاجة لكل تلك القوة لمواجهة الزلازل والارتدادات، ووفق الدراسة سيتم تحديد الكميات المطلوبة للبناء». وأضاف «تم تعميم التجربة في الإمارات، واكتشفوا أن بإمكانهم التقليل بنسبة 40% من المواد، مما يقلل التكاليف أيضاً، مباني البحرين ضد الزلازل بشكل عام، وعندما حصل زلزال لم يكن هناك أي مشاكل في المباني».وأوضح أن البحرين وشبه الجزيرة العربية بعيدة عن الزلازل، إلا أنها قد تتأثر بما حولها كما حدث في العام 2013 في بوشهر. وأشار إلى أن جميع دول الخليج لديها محطات لرصد الزلازل، والبحرين حالياً ربطت شبكتها مع الشبكة الوطنية في الإمارات العربية المتحدة، وعمان، وفي المستقبل سيتم الربط مع باقي دول مجلس التعاون، وغيرها من الدول العربية والأجنبية.وقال إن الشبكة ترصد الزلازل، وتخبر الأجهزة بعضها في حال عدم رصد إحداها للزلزال، وعند زيادة الربط سيصبح تكاملاً بالمستقبل. وقال إن المحطة تعمل على الطاقة الشمسية وبشكل آلي، وهي ليست بحاجة للموظفين، إلا في أماكن أخرى. وأوضح أن المحطة الجديدة تأتي لتحل محل المحطة القديمة التي كانت «بدائية وصيانتها مكلفة وتستغرق وقتاً طويلاً للرصد» على حد تعبيره، لافتاً إلى أن فكرة إنشاء المحطة الجديدة جاءت بعد وقوع زلزال بوشهر في إيران في العام 2013 بقوة 6.9 على مقياس ريختر.ولفت دهام إلى أن ما يميز محطة رصد الزلازل الجديدة في منطقة الصخير هو قدرتها على رصد جميع الهزات الأرضية في مختلف أنحاء العالم مهما كانت قوته، مشيراً إلى أن التركيز ينصب على رصد الزلازل التي تفوق قوتها 5 على مقياس ريختر.وذكر دهام أن المحطة الجديدة استغرق بناؤها 5 أشهر بمواصفات خاصة، مشيراً إلى أن سبب اختيار الإمارات للتعاون معها في إقامة هذه المحطة، كونها تمتلك أكثر شبكة متطورة على مستوى المنطقة والعالم، لاسيما أنها تتعامل مع الولايات المتحدة وكندا في رصد الزلازل.ونوه دهام إلى أنه تم ربط محطة البحرين لرصد الزلازل في الصخير مع شبكة الإمارات وسلطنة عمان، على أن يتم ربط محطة البحرين بكافة دول مجلس التعاون الخليجي في المستقبل المنظور. وقال إن تدشين المحطة الجديدة يأتي في ظل الاهتمام الذي توليه، وزارة المواصلات والاتصالات للارتقاء بكافة الخدمات التي تقدمها، وخاصة فيما يتعلق بمجال الأرصاد الجوية وعلى إثر تزايد المخاطر الزلزالية التي شهدتها المنطقة مؤخراً ، لذا عملت الوزارة على إنشاء هذه المحطة لرصد الزلازل . وأضاف أن مشروع محطة رصد الزلازل يعتبر نتاجاً لآفاق التعاون الوثيق القائم بين مملكة البحرين ودولة الإمارات، حيث تعد هذه المحطة من المحطات الحديثة المتطورة في مجال رصد الزلازل، لكونها تتسم بالجاهزية الكاملة على مستوى التصنيف العالمي، وتتويجاً لهذا التعاون القائم في مجال الأرصاد الجوية، تم ربط محطة البحرين بالشبكة الوطنية لرصد الزلازل بدولة الإمارات، الأمر الذي سيعزز عملية الحصول على المعلومات المطلوبة لرصد الزلازل وفق نظام تقني متطور يعمل آلياً .وأكد أن المحطة ستسهم إسهاماً فاعلاً في رصد جميع الهزات الأرضية التي تحدث في مختلف أرجاء العالم، وستتمكن إدارة الأرصاد الجوية بموجب ذلك بتقديم الدعم والمساندة إلى اللجنـــــة الوطنيــــة لمواجهة الكــــوارث، لا سيما فيما يخص تحليل وإجراء التنبؤات بصورة متناهية الدقة، وذلك بخلاف ما حدث خلال الفترة السابقة التي لا يتم خلالها الحصول على القياسات الحقيقية لمستوى الهزات الأرضية الحاصلة بالمنطقة، كما ستسهل المحطة كثيراً من عملية توحيد الجهود وتبادل المعلومات مع إدارات الأرصاد الجوية بدول مجلس التعاون الخليجي، وبالأخص في مجال الرصد الزلزالي، مما سيسهم في تعزيز التعاون مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، التي تقوم بهذا الدور من خلال مكتبها الإقليمي لمنطقة غرب آسيا الكائن بمملكة البحرين.وأشار إلى أنه في إطار خطة التوسع المستقبلي لمحطة الرصد الزلزالي بالمملكة سيتم وضع أجهزة استشعار في المباني العالية بهدف تحديد المعايير اللازمة لتصميمات المباني ومشاريع البنى التحتية. وتقدم بالشكر إلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس أعضاء المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل بدولة الإمارات على دعمه من خلال المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل بدولة الإمارات وعلى المجهود الذي بذله لأجل إنشاء هذه المحطة.