عواصم - (وكالات): اشترط الوفد الحكومي اليمني انسحاب المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من المدن اليمنية، وإطلاق سراح أكثر من 6000 معتقل، لإقرار هدنة إنسانية خلال شهر رمضان، وذلك رداً على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي حث أيضاً الأطراف اليمنية خلال افتتاح مشاورات جنيف أمس - التي جرت في غياب الحوثيين - على وقف القتال.
وتعطلت الطائرة التي كانت تقل وفد المتمردين وحزب الرئيس المخلوع إلى جنيف، في جيبوتي، لأسباب تقنية.
وقال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين إنه يمكن بحث هدنة محدودة، بشرط انسحاب الحوثيين من مدن بينها عدن وتعز، وأن يفرجوا عن أكثر من 6 آلاف معتقل.
وشدد ياسين على أن وفد الشرعية اليمنية لم يأتِ إلى جنيف من أجل أي حوار سياسي، بل لبحث سبل وآليات تطبيق القرارات الدولية الخاصة ببلاده.
وفي وقت سابق، قال ياسين إنه «غير متفائل» حيال فرص التوصل إلى سلام مع الحوثيين.
وأضاف «لست متفائلاً كثيراً» مشيراً إلى أن المتمردين الذين تدعمهم إيران «لا يحترمون أي هدنة».
وذكر أن وفد المتمردين يضم أكثر من 25 شخصاً «يريدون المجيء إلى هنا لإثارة الفوضى».
وتابع ياسين أن الحوثيين مشابهون لتنظيم الدولة «داعش» في العراق وسوريا وبوكو حرام في نيجيريا و»الفارق الوحيد هو وجود دولة تدعمهم هي إيران وهذا سبب كل المشاكل».
من جهته، قال مستشار الوفد الحكومي أحمد بن مبارك إن الحكومة أكثر اهتماماً بتحقيق هدنة «حقيقية وحل شامل».
لكن بن مبارك أشار إلى أنه لا بد من وجود ضمانات دولية وآليات واضحة لتطبيقها «حتى لا نكرر التجربة السابقة»، في إشارة إلى هدنة الأيام الخمسة السابقة التي انتهكها الحوثيون والموالون لهم بشكل متواصل.
وكانت المشاورات الخاصة بالوضع اليمني انطلقت في مدينة جنيف السويسرية في غياب ممثلي الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بسبب تأخر وصولهم لأسباب وصفت بالتقنية. ومن المتوقع أن يصلوا في وقت لاحق.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في افتتاح المشاورات أمس إلى هدنة إنسانية فورية لمدة أسبوعين في اليمن مع اقتراب بدء شهر رمضان.
وقال بعد لقائه وفد الحكومة اليمنية الشرعية «لقد شددت على أهمية هدنة إنسانية ثانية لمدة أسبوعين» مضيفاً أن «رمضان يبدأ بعد يومين ويجب أن يكون فترة وئام وسلام ومصالحة».
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة «آمل في أن يشكل هذا الأسبوع بداية لانتهاء المعارك».
ودعا بان كي مون أطراف النزاع إلى التوصل إلى اتفاق «حول وقف لإطلاق النار» مشيراً إلى أن «الوقت الذي يمر ليس دقات ساعة إنما دقات قنبلة موقوتة».
وأكد بأن أن كل أعضاء مجلس الأمن متحدون بشأن دعم مسار السلام في اليمن، مقترحا التحرك في 3 مسارات تتمثل في هدنة إنسانية قبل بدء شهر رمضان من أجل إيصال المساعدات الإنسانية، وحث كل الأطراف من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي وانسحاب كل المجموعات المسلحة من كل المدن، واستئناف الانتقال السياسي في اليمن.
وكان من المقرر أن يبدأ وفدا الحكومة والمتمردين محادثات كلاً على حدة برعاية الأمم المتحدة، لكنها تأجلت بسبب تأخر وصول وفد المتمردين، بسبب أمور تقنية.
وفي وقت لاحق، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إن وفد الحوثيين المنتظر في محادثات السلام اليمنية في جنيف «في طريقه» في طائرة استأجرتها الأمم المتحدة غادرت جيبوتي ومن المقرر وصولها إلى سويسرا في ساعة مبكرة صباح اليوم.
وقد أكدت مصادر الأمم المتحدة أن الطائرة التابعة للأمم المتحدة وعلى متنها 5 ممثلين عن المتمردين بينهم حوثيان وعضوان في حزب الرئيس المخلوع صالح وزعيم حزب الحق المعارض حسن زيد، غادرت صنعاء مساء أمس الأول واضطرت للتوقف مطولاً في جيبوتي.
ووجه بان كي مون الذي يشارك في افتتاح المحادثات «نداء ملحاً» إلى الطرفين من أجل إجراء المحادثات «بنوايا حسنة ودون شروط مسبقة لما فيه مصلحة الشعب اليمني».
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة أصدر بياناً يؤكد أن اليوم سيشهد «مشاورات أولية» بين طرفي النزاع في قاعتين منفصلتين، على أن يقوم الموفد الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد بالتنقل بينهما «آملاً في جمعهما معاً».
والمحادثات هي اللقاء الأول بين الطرفين منذ توجه الرئيس عبد ربه منصور هادي من صنعاء إلى عدن في فبراير الماضي بعد خضوعها لسيطرة المتمردين الحوثيين وأنصارهم من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وفي 26 مارس الماضي، أطلق التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الامل» بقيادة السعودية عملية عسكرية جوية لمنع المتمردين من السيطرة على اليمن بكامله، ولإعادة «السلطة الشرعية» المتمثلة بهادي الموجود في الرياض.
وفي أعقاب تخلي الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن السلطة مطلع 2012 في إطار مبادرة خليجية ومفاوضات وطنية، بدأت مرحلة انتقالية تضمنت خصوصاً إجراء حوار وطني شارك فيه المتمردون الحوثيون وحزب صالح وأطراف عدة وقرر تحويل اليمن إلى بلد اتحادي من 6 أقاليم.
وكان يفترض أن يتم الاستفتاء على دستور جديد وإجراء انتخابات عامة جديدة بموجب الجدول الزمني لاتفاق الانتقال السياسي.
وفي سبتمبر 2014، سيطر الحوثيون على صنعاء وتابعوا حملتهم التوسعية مدعومين من صالح الذي يسيطر على قسم كبير من القوات المسلحة ما أرغم هادي على الانتقال إلى عدن في الجنوب.
لكن الحوثيين واصلوا تقدمهم إلى حين إطلاق التحالف العربي بقيادة السعودية حملة عسكرية لمنع سقوط اليمن بأكمله بيد التمرد، بناء على طلب من هادي.
ميدانياً، قصفت مقاتلات التحالف العربي مواقع الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح واستهدفت مخازن الأسلحة والصواريخ على تلة فج عطان المطلة على صنعاء.
واستهدفت غارات أخرى مواقع الحوثيين في محافظة عمران شمال صنعاء، وفي محافظتي حجة وصعدة بالقرب من الحدود مع السعودية. وكان الحوثيون سيطروا على مدينة الحزم، عاصمة محافظة الجوف الشمالية المحاذية للسعودية. وعلى الأرض، تصاعدت المعارك بين المقاومة الشعبية من جهة والمسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع صالح من جهة أخرى في عدة مدن خاصة في تعز جنوب البلاد.