كتب – فهد بوشعر:
توج يوم أمس الأول الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة محافظ محافظة العاصمة فريق الأهلي بطلاً لمسابقة كأس الدرجة الأولى لكرة اليد على نظيره فريق الاتفاق بنتيجة 23/20 في المباراة التي أقيمت على صالة الاتحاد البحريني لكرة اليد بمجمع أم الحصم الرياضي والتي سبقها حفل اعتزال عميد حراس العالم محمد أحمد قائد حارس نادي النجمة برعاية محافظ العاصمة.
لعب الأهلي المباراة النهائية وكان كله ثقة بالفوز باللقب مع احترام الخصم بالدرجة الأولى فأي فريق يصل للمباراة النهائية بالتأكيد لن يكون فريقاً سهلاً وهو مرشح للبطولة كحال الأهلي مهما اختلفت نسبة كل فريق بالظفر باللقب وهذا بالفعل ما قدمه الأهلي أمام الاتفاق في المباراة النهائية لكأس الدرجة الأولى في نهائي تاريخي للاتفاق وعادي للأهلي.
فرض الأهلي شخصيته منذ بداية المباراة أمام طموح الاتفاقيين في المباراة النهائية واستطاعوا الخروج ببطولتهم المفضلة التي تؤهلهم للمشاركة في بطولة مجلس التعاون للأندية أبطال الكؤوس التي يتسيدها فريق الأهلي برصيد 8 ألقاب فالكأس بات يمثل عشقاً أهلاوياً يوصلهم للمعشوقة الكبرى «بطولة مجلس التعاون».
على الرغم من عدم سهولة اللقاء الختامي بالنسبة لفريق الأهلي بشهادة الجميع بمن فيهم لاعبي الفريق والجهاز الفني والإداري إلا أن خبرة الأهلي في النهائيات هي التي رجحت كفة الفريق في ختام الموسم خصوصاً وأننا لو عدنا لسجل النهائيات سواء الدوري أو الكأس لوجدنا بأن الأهلي لم يغب عن النهائيات خلال العقد الأخير أو العشر السنوات الأخيرة سوى في الموسم 2011/2012 الموسم الذي اختفى فيه الأهلاوية عن ألقاب الموسم.
كل تلك الأمور التي رجحت كفة الأهلي كانت عوامل نفسية بالدرجة الأولى رجحت كفتهم على الورق وكانت العوامل الكبرى في إهداء الأهلي اللقب وكانت نسبتها 50% أما الـ 50% المتبقية فقد كانت في أرضية الميدان حيث لم يستعجل نسور الأهلي الفوز وإنهاء المباراة منذ بدايتها كما كان في السبق حيث دخل الأهلاوية وكلهم احترام لخصمهم حاملين كل التقدير له على الرغم من الثقة بالفوز فبالنظر لمجريات المباراة نرى بأن الأهلي على الرغم من تقارب النتيجة بينه وبين الاتفاق في نهاية المباراة إلا أن الأهلي كان هو المتحكم بزمام سير المباراة ولم يعط الفرصة أو المساحة الكبيرة للاتفاق لمفاجأته ومباغتته بضرب النتيجة حيث استطاع الأهلاوية إنهاء شوط المباراة الأول متقدمين على الاتفاق بنتيجة 12-8 بعد أن قدم الفريقان شوطاً متكافئاً فنياً كانت الأفضلية في التسجيل لمصلحة الأهلي خصوصاً من بعد الدقيقة 15 التي فك فيها الأهلاوية ارتباط التعادل بنتيجة 5/5 لينفرد الأهلاوية بالنتيجة بعد أن لعب الأهلي بطريقة دفاعية تقليدية 6-0 منذ بداية المباراة معتمداً على القوة الجسمانية لدى لاعبيه في الخط الخلفي في تشكيل حائط صد قوي أمام الأخوين أكبر ورائد المرزوق لمنعهم من التصويب أو الاختراق والتضييق على لاعب الدائرة الاتفاقي حسين القطري الذي دائماً ما يعتمد على القوة الجسمانية في خلق الفراغات على دائرة الفريق الخصم لغرض التسجيل فخلق له الأهلاوية الكماشة بين لاعبين هما محمد ميرزا وحسين فخر ومن خلفهم العملاق محمد عبدالحسين.
فيما بات الهجوم الاتفاقي عاجزاً في كثير من الأحيان من تجاوز الدفاع الأهلاوي المتماسك بشكل كبير أمس حيث ظهر مرتبكاً كثيراً بدليل إضاعة عدد من الفرص السهلة على مرمى محمد عبدالحسين وأوقعهم في مصيدة اللعب السلبي في أغلب أوقات المباراة بعكس الهجوم الأهلاوي الذي تفنن في طرق التعامل مع الدفاع الاتفاقي حتى مع الرقابة الاتفاقية على صادق علي إلا أنه كان نجم الشوط الأول بكل جدارة بتسجيله 5 أهداف.
وفي شوط المباراة الثاني واصل الأهلاوية بنفس النسق التصاعدي في العملية الهجومية ونفس الثبات الدفاعي واستطاع توسيع الفارق من الدقيقة العاشرة من الشوط الثاني إلى 7 أهداف بنتيجة 17/10، وحاول مدرب الاتفاق محمد المراغي تدارك الأمر بالنسبة لفريقه وتغيير الخطة الدفاعية واللعب بطريقة 3-3 الموجهة على الساعدين الخلفيين وصانع اللعب الأهلاوي واستطاع إجبار الهجوم الأهلاوي على الوقوع في الأخطاء الهجومية واستغلال هذه الأخطاء في العملية الهجومية المنظمة وعدم التسرع حتى استطاع تقليص الفارق إلى 3 أهداف مع نهاية المباراة لكن بالعودة لمشاهد تقليص النتيجة يتبين بأن دور الاتفاق كان كبيراً فيها لكن التراخي الأهلاوي قياساً بالفترة المتبقية من المباراة كان سبباً آخر في عدم بذل الأهلي للمجهود الكبير كون أنه من الاستحالة عودة الاتفاق للنتيجة من جديد أو حتى معادلتها.
وبالعودة للأحداث الماضية التي أوصلت الأهلي للقب الـ 21 وبالرجوع للإحصائيات يتبين لنا بأن الأهلي اعتمد على مفتاحين أساسيين في العمل الميداني داخل أرضية الملعب فالكل كان له دوره الخاص في الفوز وتحقيق اللقب لكن كان لصادق علي والبرنس محمد عبدالحسين الدور الأكبر في هذا الإنجاز حيث سجل صادق علي ما نسبته 32% من إجمالي أهداف الأهلي في الشوطين بعد أن سجل 5 أهداف في شوط المباراة الأول و6 أهداف في شوط المباراة الثاني بما مجموعه 11 هدفاً كاملاً في المرمى الاتفاقي، بينما الدور الأكبر في تحقيق اللقب كان «للبرنس» محمد عبدالحسين حامي عرين الأهلي المعار له من الدير حيث وصلت تصدياته للكرات الاتفاقية لـ 21 تصدٍ أي ما يعادل 51% بالمقارنة بأهداف الاتفاق طوال الشوطين والتي بلغ عددها 20 هدفاً فقط.