عواصم - (وكالات): أكد الرئيس اليمني المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي أمس مجدداً أن وفد الحكومة المشارك في المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف سيناقش حصراً سبل تنفيذ القرار الدولي 2216 الذي يطالب ميليشيات المتمردين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بالانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها، في حين أعلن المتمردون وحلفاؤهم بعيد وصولهم إلى جنيف للمشاركة في مشاورات السلام التي تشرف عليها الأمم المتحدة، أنهم يرفضون أي حوار مع الحكومة اليمنية وطالبوا بإجراء محادثات مباشرة مع السعودية.
وبعد تأخر استمر يومين، التقى وفد التمرد في أحد الفنادق مبعوث الأمم المتحدة الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي اجتمع بممثلي الحكومة أمس الأول.
وتسعى الأمم المتحدة إلى إقناع وفدي الحكومة اليمنية المعترف بها من جهة والمتمردين من جهة ثانية بالموافقة على وقف المعارك في حال عدم التوصل إلى اتفاق.
وأكد هادي مجدداً أن وفد الحكومة المشارك في المحادثات سيبحث حصراً سبل تنفيذ القرار الدولي 2216 الذي يطلب من الحوثيين الانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها.
ورفض هادي في كلمة أمام اجتماع استثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة أي عودة للحوار مع الحوثيين معتبراً ذلك «عودة إلى المربع الأول». وقال هادي «لن نقبل مطلقاً بأي حال من الأحوال بالعودة إلى المربع الأول الذي يتحدث عن استكمال الحوارات تحت تهديد السلاح».
وأضاف «لن يناقش وفدنا إلا الآليات التنفيذية للقرار 2216 بحزمة ومنظومة واحدة».
وشدد على أن وفد الحكومة «ذهب إلى جنيف في محطة أخرى على أمل أن تسهم مشاورات جنيف في رفع المعاناة عن أبناء شعبنا من خلال انصياع مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع صالح لاستحقاقات قرار مجلس الأمن الدولي 2216 رغم علمنا أن تلك العصابات لا عهد لها».
وقد أعلن أحد أعضاء وفد المتمردين محمد الزبيري في جنيف قبل ذلك بقليل أن الحوثيين وحلفاءهم يرفضون اي حوار مع الحكومة اليمنية ويطالبون بالتباحث مع السعودية التي تقود تحالفاً عربياً يشن غارات ضد الحوثيين منذ 26 مارس، بطلب من هادي. وطالب الزبيري «بالحوار مع السعودية لوقف القصف». وتأتي محادثات جنيف في حين تتواصل الغارات الجوية لطائرات التحالف العسكري بقيادة السعودية ضد مواقع الحوثيين، المدعومين من إيران، وحلفائهم من وحدات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح. في السياق ذاته، وصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأوضاع الإنسانية في اليمن بأنها «كارثية». وقال رئيس العمليات في منطقة الشرق الأوسط في الصليب الأحمر روبير مارديني إن «المعارك تزداد حدة وعشرات الأشخاص يقتلون يومياً كما أن المستشفيات لم تعد قادرة على معالجة الجرحى». وأعلنت «اليونيسف» أن أكثر من 9 ملايين طفل من أصل السكان البالغ عددهم 26 مليون نسمة بحاجة إلى المساعدة. وفي ظل مواقف الطرفين المتباعدة، قال دبلوماسي غربي يتابع المحادثات إن المشاورات في جنيف ستتوصل في «أفضل الأحوال إلى هدنة من أسبوعين شرط انسحاب الحوثيين من بعض المدن ووقف الغارات الجوية».
وأضاف أن الجهات المستفيدة من الأوضاع في اليمن هي «القاعدة وتنظيم الدولة «داعش» فقط».
وكان وفد المتمردين من الحوثيين وحلفائهم من الموالين لصالح غادر صنعاء على متن طائرة تابعة للأمم المتحدة، إلا أنها توقفت في جيبوتي 24 ساعة.
وكان من المفترض أن ينضم وفد المتمردين أمس إلى المحادثات إلا أنه وبسبب المواقف المتباعدة بين الطرفين، فضلت الأمم المتحدة إجراء مشاورات مع كل طرف على حدة بشكل أولي.
والتقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في جنيف ممثلين عن الحكومة اليمنية الموجودة في السعودية، وقال «لقد شددت على أهمية هدنة إنسانية ثانية لمدة أسبوعين» مضيفاً أن «رمضان يبدأ بعد يومين ويجب أن يكون فترة وئام وسلام ومصالحة».
ميدانياً، قصف طيران التحالف مواقع للحوثيين وحلفائهم في محافظات جنوب اليمن البلاد، في حين سقط قتلى في اشتباكات بين الحوثيين وقوات صالح وبين المقاومة الشعبية بمناطق متفرقة. وحققت المقاومة اتقدماً ملحوظاً على أكثر من جبهة في وقت استعرضت فيه المقاومة جاهزيتها القتالية خلال عرضها العسكري الأول في محافظة الضالع.
واستعرضت المقاومة الشعبية في عرضها العسكري الأول في مديريات محافظة الضالع مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة في أيادي المئات من الشباب، مؤكدين جاهزيتهم القتالية للدفاع عن الوطن واستعادة الشرعية من الميليشيات الانقلابية.
وأفادت مصادر بمقتل 11 من مسلحي ميليشيات الحوثي وإصابة العشرات في مواجهات مع المقاومة الشعبية في محافظة مأرب في وقت نفت قيادات المقاومة الشعبية المزاعم الحوثية بالسيطرة على بعض المناطق هناك. في غضون ذلك شنّ طيران التحالف 7 غارات على مواقع ميليشيا الحوثي في منطقة الجفينة غرب مأرب، فيما استأنف التحالف قصف مخازن الأسلحة وتجمعات ميليشيا الحوثي شمال صنعاء وفي محافظة شبوة جنوب اليمن. إلى ذلك، سيطرت المقاومة الشعبية على مقر المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه المخلوع صالح والذي اتخذه المتمردون مركزاً عسكرياً وسط تعز، حيث حققت المقاومة الشعبية تقدماً لافتاً إثر معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي وصالح التي واصلت قصف المدنيين بشكل عشوائي في مناطق عدة بالمحافظة، مما أدى لسقوط عشرات القتلى، حيث اعتبرت أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة تعز أن المحافظة مدينة منكوبة جراء الاعتداء عليها من قبل ميليشيات الحوثي وصالح.