واشنطن - (وكالات): تقف إسرائيل وراء إنقاذ الرئيس السوري بشار الأسد من ضربة عسكرية أمريكية كانت مقررة، بعدما تقدمت بمقترح لتدمير الأسلحة الكيميائية السورية بدلاً من توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
وكشف السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن ميخائيل اورين أن إسرائيل كانت وراء الاتفاق الأمريكي الروسي الذي أنقذ نظام بشار الأسد من ضربة عسكرية أمريكية مقابل موافقته على تدمير ترسانته الكيميائية قبل عامين.
وأكد وزير البنى التحتية الإسرائيلي يوفال شتاينيتس أنه كان صاحب الاقتراح بعقد الصفقة التي نسفت مصداقية الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمام العالم بعد أن تراجع عن التزامه باستخدام العمل العسكري إذا استخدم الأسد أسلحة كيميائية ضد المدنيين. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن الوزير الإسرائيلي أنه ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يكشفا دورهما في الصفقة لكي «لا يقال إنها فكرة إسرائيلية».
وكان موقع «بلومبرغ» الأمريكي أشار إلى أن السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن ميخائيل اورين كشف دور إسرائيل في مذكراته، التي ستصدر عن دار راندوم هاوس الأسبوع المقبل. وكتب اورين في مذكراته أن الاتفاق الأمريكي الروسي «أذهلني بطرق غير مسبوقة»، لأن أوباما أوحى للعالم بأنه رجل مبدئي لا يتنازل حين يتعلق الأمر بمنع انتشار الأسلحة الكيميائية. وأضاف أنه كان يتوقع «أن يترجم هذا الموقف إلى ضربة خاطفة ضد منشآت سورية حيوية».
ونسبت أبوة الاتفاق على إنقاذ الأسد مقابل تدمير ترسانته النووية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري ولورد اون عضو البرلمان البريطاني السابق ووزير الخارجية البولندي السابق رادوسلاف سيكورسكي. وما بدا تصريحاً عابراً أطلقه كيري بشأن الاتفاق كان في الحقيقة ثمرة عام من المحادثات بين أوباما وبوتين، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» ناقلة عن وزير البنى التحتية الإسرائيلي شتاينيتس قوله «إن ما تحقق هو أفضل نتيجة ممكنة».
وروى شتاينيتس أنه بحث توعد أوباما بتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري مع مدير وزارته يوزيف كوبرفاسر، ثم «قلنا لأنفسنا ما جدوى سقوط 50 أو 100 صاروخ توماهوك على قواعد نصف فارغة في سوريا، وهي ستكون ضربة لمرة واحدة ولن تكون رادعاً ضد استخدام الكيميائي».
وتابع شتاينيتس «ثم خطرت لنا الفكرة وهي أن أفضل شيء أن تتعاون روسيا والولايات المتحدة لتفكيك المخزون الكيميائي».
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن شتاينيتس قوله أن «مقترحه كان يحقق مكاسب لجميع الفرقاء، للروس الذين كان العالم كله يهزأ منهم بسبب دعمهم ديكتاتوراً وحشياً يستخدم أسلحة كيميائية، وللأمريكيين لأن هدف أوباما الحقيقي هو ضمان عدم استخدام أسلحة كيميائية لاحقاً، وهذا أفضل من مجرد ضربة، والأسد لم يكن قادراً على الاعتراض لأنه شديد الاعتماد على روسيا، وإسرائيل ستتخلص من تهديد استراتيجي خطير جداً كان قائماً منذ السبعينات».
وكان شتاينيتش أعلن في مقابلة إذاعية عام 2013 أن «لدى إسرائيل دليلاً على استخدام نظام الأسد أسلحة كيميائية ضد المدنيين». وحين طلب منه دبلوماسي روسي في إسرائيل رفض شاينيتس أن يريه هذه الأدلة، واقترح عليه فكرة الصفقة. وروى الوزير الإسرائيلي أن «الدبلوماسي الروسي بدأ يسجل ملاحظات قائلاً إنه «سينقلها الى موسكو اليوم»».
وفي غضون يوم أو يومين، بعد اطلاع نتنياهو على فكرة المقترح، كما روى شتاينيتس، «بدأ الأمريكيون والروس يتداولون الفكرة بينهم، بينما كنا نحن جالسين نتفرج»، بحسب الوزير الإسرائيلي.
وأضاف «إن هذا كان سراً حتى اليوم». ولم يكن شتاينيتس يعلم أن سفير إسرائيل السابق في واشنطن ميخائيل اورين أضاف الواقعة في كتاب مذكراته إلى أن أبلغه اورين بذلك، خلال جلسة برلمانية قبل أيام. وقال شتاينيتس «إن نشرها كان مفاجأة كبيرة لي».