عواصم - (وكالات): تجددت المواجهات بين المقاومة الشعبية من جهة وميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من جهة أخرى على طول محاور القتال شمال عدن، بينما نفذ طيران التحالف غارات على مواقع المتمردين في محافظتي عدن ولحج. في غضون ذلك، قررت الأمم المتحدة التي تسعى إلى وضع حد للمعارك في اليمن، تمديد المفاوضات في جنيف بين ممثلي الحكومة الشرعية والمتمردين كونها لاتزال تراوح مكانها، قبل أن تندلع معركة بالأيدي على هامش المحادثات بين أنصار الفصائل المتحاربة الأمر الذي يؤكد على تفاقم الانقسامات. وقطع أنصار الحكومة اليمنية مؤتمراً صحافياً عقده مسؤولون في جماعة الحوثي المدعومة من إيران في جنيف ورشقوهم بالأحذية ووصفوهم بأنهم «مجرمون» و»كلاب» و»يقتلون الأطفال» في اليمن. وتوجهت امرأة محجبة إلى منصة الوفد الحوثي ورشقت حمزة الحوثي الذي يرأس وفد الجماعة في محادثات السلام في جنيف بحذاء.
وصاح أحد أنصار الحكومة «إنهم يقتلون الأطفال في اليمن الجنوبي» قبل أن ينشب عراك بالأيدي بين الجانبين. من جهته، قال نائب الرئيس اليمني خالد بحاح إن الحوثيين سيستغلون وقف إطلاق النار لتوسيع نفوذهم.
وأضاف للصحافيين في الجامعة العربية بالقاهرة «نحن نتمنى هدنة إنسانية دائمة وليس هدنة مؤقتة لأن الهدنة المؤقتة تستخدم في إطار التوسع في الحروب وفي إطار تكتيكي من بعض الأطراف».
على الأرض، قال شهود عيان إن اشتباكات متقطعة اندلعت بين الجانبين في عدة مناطق، منها جعْولة وبئر أحمد والشعب ودار سعد والممدارة، وقد تمكنت المقاومة من وقف محاولات الحوثيين وقوات صالح التقدم نحو بعض أحياء مدينة عدن. وأفادت مصادر بأن المقاومة حققت تقدماً في منطقة مصنع الحديد شمال غرب عدن وسيطرت على الطريق الرابط بين منطقة الوهط في لحج وعدة مناطق في عدن، وذلك بفضل مساندة اللواء الأول الذي تم تشكيله مؤخراً في عدن.
وأشارت المصادر إلى أن مدنيين قتلا وأصيب عدد آخر - بينهم نساء وأطفال - في قصف لميليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع على منازل المواطنين بحي البساتين في مديرية الشيخ عثمان بعدن. من جهة أخرى نقلت وكالة رويترز عن مصادر قبلية أن اشتباكات مسلحة اندلعت بين مقاتلين حوثيين ورجال قبائل في محافظة مأرب وسط اليمن، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى من الجانبين.
في هذه الأثناء شن طيران التحالف الذي تقوده السعودية عدة غارات على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع في العاصمة اليمنية صنعاء.
ونقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان قولهم إن الغارات استهدفت معسكر ألوية الصواريخ الذي يسيطر عليه الحوثيون وقوات صالح في منطقة فج عطان بالجنوب الغربي للعاصمة، وهو ما أدى إلى انفجارات هائلة سمع دويها في أماكن بعيدة. كما استهدفت غارات التحالف معسكر النهدين المطل على دار الرئاسة اليمنية في صنعاء، والذي يقع بدوره تحت سيطرة الحوثيين وقوات صالح. وقالت مصادر إن طيران التحالف شن كذلك عدة غارات على مواقع للحوثيين وقوات الرئيس المخلوع في محافظتي عدن ولحج.
وهيمن العنف على بداية شهر رمضان في اليمن حيث تبنى تنظيم الدولة «داعش» سلسلة من الهجمات التي استهدفت مساجد تابعة للحوثيين فيما يتدهور وضع المدنيين يوماً بعد يوم، خاصة في عدن كبرى مدن الجنوب.
وأسفرت هجمات «داعش» أمس الأول بسيارات مفخخة في العاصمة صنعاء عن مقتل 31 شخصاً وجرح العشرات، واستهدفت مساجد ومنزلاً لأحد قادة الحوثيين بالمدينة.
واستهدفت سيارتان مفخختان مسجدين وسيارة ثالثة منزل رئيس المكتب السياسي للمتمردين الحوثيين صالح الصمد. كذلك، انفجرت عبوتان أمام مسجدين آخرين عند صلاة المغرب بحسب ما أفادت مصادر أمنية وشهود.
وتحدثت مصادر طبية عن مقتل 31 شخصاً وإصابة العشرات في الهجمات.
وفي جنيف تحاول المنظمة الأممية إقناع طرفي النزاع بإعلان هدنة إنسانية تستمر 15 يوماً بمناسبة حلول شهر رمضان. وأكد مندوبون من الجانبين أن المفاوضات التي كان مقرراً أن تنتهي أمس تم تمديدها حتى اليوم.
ولاتزال مواقف الجانبين متباعدة إلى درجة أن الأمم المتحدة لم تحاول جمعهما في مرحلة أولى.
وقالت مصادر قريبة من المفاوضين إن الوفد الحكومي ألغى مؤتمره إثر ضغوط مارستها الأمم المتحدة لعدم نسف المفاوضات. وكان ياسين كرر في وقت سابق أمام الصحافيين «نطالب بانسحاب المتمردين من جميع المحافظات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار أو إلى هدنة عملاً بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216». وتشكلت على الأرض «مقاومة شعبية» من وحدات عسكرية مازالت موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي ومن قبائل وأعضاء أحزاب ومدنيين، وهي تقاتل في عدن وتعز ومناطق أخرى. وقالت مصادر قبلية إن نحو 30 مسلحاً قتلوا في اشتباكات بين مقاتلين حوثيين ورجال قبائل في محافظة مأرب وسط اليمن، بينما تعرضت العاصمة صنعاء لضربات جوية استهدفت مواقع عسكرية للحوثيين. وقال أحد رجال القبائل «شن الحوثيون وقوات الجيش هجوماً كبيراً على المنطقة لكن اللجان الشعبية قاومتهم وقتلت 21 من المهاجمين، وقتل 9 من المدافعين». ويعاني اليمن أزمة إنسانية إذ تشهد مناطق كثيرة اشتباكات، وذكرت مصادر طبية في عدن أن نحو 20 شخصاً بينهم طبيب توفوا بحمى الضنك في حي كريتر بعد تفشي المرض بسبب ضعف الخدمات الصحية ونقص المياه. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 19 من بين 22 محافظة يمنية تعاني أزمة غذاء أو حالة طوارئ. وأضاف «اليمن بحاجة ماسة إلى توقف في القتال».