كتبت ـ سلسبيل وليد:
فيما طالب مواطنون بتسيير قطار تحت الماء لتخفيف الزحام عن جسر الملك فهد وتقليص مدد الانتظار، والإسراع بتنفيذ جسر الملك حمد، وتفعيل مشروع النقطة الواحدة، اقترح اقتصاديون ونواب مساندة تمرير المركبات على الجسر، بسفن لنقل المسافرين والسيارات بين البلدين. وقال مواطنون إن الزحام والحركة المرورية الخانقة تعدت عطل نهايات الأسبوع والإجازات الرسمية إلى الأيام العادية، إذ تصل فترات الانتظار والتأخير إلى ما بين 4 - 5 ساعات، مرجعين السبب الرئيس للزحام الخانق على الجسر إلى تأخر توحيد الإجراءات.
ويقوم مشروع النقطة الواحدة على اختصار نقاط وآلية العبور من 4 نقاط يمر عليها المسافر إلى نقطة واحدة، بهدف الحفاظ على وقت المسافرين وعدم تعطيلهم بخلاف الآلية المعمول بها حالياً، ويتضمن المشروع نقطة إجراءات واحدة لدى الجانب البحريني وأخرى في الجانب السعودي. ومشروع النقطة الواحدة رغم إقراره منذ فترة طويلة بين البلدين، إلا أنه لم ير النور حتى الآن، ففي الوقت الذي أعلن فيه المسؤولون السعوديون أكثر من مرة عن استعدادهم للتنفيذ، لم يعلن فيه الجانب البحريني عن استعداده لهذا المشروع الحيوي. وكشفت مصادر أن هناك نواقص لوجستية وإدارية وراء تأخير تنفيذ المشروع من جانب البحرين، حيث أوضحت أن هناك نقصاً في عدد الكوادر البشرية، بالإضافة إلى مسائل أخرى لم توضحها، مشيرة إلى أن المشروع يتطلب توظيف نحو 25 موظفة لأداء مهام مطابقة النساء من المسافرين «التطبيق».
وتشير الإحصاءات إلى أن العابرين من خلال الجسر يصل عددهم إلى أكثر من 50 ألف شخص يومياً، وبالإمكان مضاعفة هذا الرقم إذا تم تطوير الإجراءات وإنهاء أزمة التأخير التي لها آثار سلبية على الحركة التجارية والسياحية.
سفن لنقل المسافرين
واقترح رجل الأعمال سميح رجب حلاً لمشكلة الزحام المروري على جسر الملك فهد، بإناطة خدماته لشركات القطاع الخاص أسوة بدول عديدة ارتأت خصخصة مثل هذه المرافق.
وأضاف «من أحد الحلول تخصيص قطع بحرية مجهزة لنقل سيارات المسافرين والمسافرين أيضاً، وأرصفة من الجانبين، وعبَارات مهيأة لنقل مئات السيارات، وخلق وظائف جديدة، وتسهيل انسيابية الحركة بين البلدين، وفكرة القطار إذا تمت تسهل أموراً كثيرة».
وأوضح رجب أن الوطن العربي لا يعطي أي اهتمام لقطاع المواصلات والنقل، في حين أنها شريك أساس في كل المجتمعات وكل أنواع التجارة والاقتصاد، وتمثل أكثر من 30% من إجمالي أي مشروع، مقابل أن الدول الغربية طورت اقتصادها من هذه الطرق، ويملكون أكبر أساطيل نقل بري وسككي وجوي.
وأكد أن الجانب البحريني يتحمل مسؤولية أكبر من السعودي لحل مشكلة الزحام على الجسر، مضيفاً «جسر الملك حمد ليس حلاً جذرياً، ومن المفترض أن يبنى منذ 10 سنوات».
ولفت إلى أن هناك حلولاً فورية إذا كان هناك رغبة من الجهتين للتطوير، موضحاً أنه بمجرد أن يكون هناك سهولة في التنقل، يسهل نقل البضائع ويعزز اقتصاد البحرين.
فيما قال رجل الأعمال عبدالله الكبيسي، إن أفضل حل لمشكلة الزحام على جسر الملك فهد في الوقت الراهن يتمثل بالسفن، لأنها الوسيلة الأرخص، وتجنب الجسر الحمولات الزائدة المترتبة على مرور أعداد كبيرة من المركبات يومياً. وأضاف أن القطار تحت الماء مكلف جداً، بينما السفن أرخص وحركتها على الجهتين تحل المشكلة دون أي كلفة إضافية، عبر سفن كبيرة تتسع لـ20 ألف طن أو 1000 سيارة، ومستقبلاً يمكن الاستثمار في «تلفريك» وتسيير قطارات.
الحل بزيادة الموظفين
فيما رأى النائب محمد العمادي أن أفضل حل لمشكلة الزحام توسعة الجسر أو إنشاء جسر ثان وهي حلول طويلة المدى، وفي الوقت الراهن توجد حلول أولها تقليل نقاط الوقوف إلى نقطة أو نقطتين.
ودعا العمادي إلى فتح جميع الكبائن، وزيادة عدد الموظفين في الكبائن، بدلاً من موظف واحد في كل كبينة تخدم مسارين، ما يشكل تعباً وإرهاقاً للموظف ويعطل المسافرين.
وحث على تطبيق نظام الجودة، بحيث يحسب زمن التعطيل وزمن كل موظف يأخذه وفقاً للمعايير الدولية، لافتاً إلى أن وضع نظام صارم في هذا الجانب يحسن الأمور.
وأوضح العمادي أنه قدم مقترحاً لمشروع مواصلات بحرية بين البحرين والسعودية، وإعداد دراسة متكاملة تنفذها جميع الوزارات المعنية بين الجانبين. قال المواطن صالح يوسف إنه يتردد على السعودية باستمرار، ويرى الكثير من السلبيات وبعض الإيجابيات على الجسر، مقترحاً زيادة أعداد الموظفين بالكبائن لحل مشكلة الزحام المروري على الجسر. وأضاف «في تركيا يوجد تطبيق على الهواتف يتيح للسائق معاينة نسبة الزحام على الجسور»، داعياً إلى اعتماد تطبيق مماثل على جسر الملك فهد، لتجنب الزحام.
وحث على الإسراع بتنفيذ جسر الملك حمد وتفعيل مشروع النقطة الواحدة لحل مشكلة الازدحام وتقليلها نسبياً، موضحاً «في بعض الدول توجد قطارات تحت الماء يمكن اعتمادها كخطة بعيدة المدى».
وأردف «قبل بناء جسر الملك فهد كان الناس يذهبون بالسفن إلى السعودية ونقل السيارات بالعبارة، فكثير من الحلول المبتكرة يمكن أن تطبق اليوم». من جانبه قال المواطن عماد الصعوب، إن جسر الملك فهد يشهد زحاماً شديداً بشكل شبه يومي وليس في المناسبات فقط، نتيجة تراكم أعداد هائلة من السيارات في المسارين سواء في المسار القادم إلى البحرين أو المتجه إلى السعودية، مضيفاً «ليست مجرد زحمة عادية، بل عبارة عن اختناق مروري يشهده الجسر منذ سنوات ويعاني منه كل من يرتاد الجسر». وأرجع أسباب الاختناق المروري في مجملها، إلى عدم تشغيل كافة المسالك، وقال «عادة نصف المسالك أو الغالبية منها غير مشغلة باستثناء المناسبات». وأوضح الصعوب «إذا بحثنا عن حلول للاختناق المروري على جسر الملك فهد، فإن أول حل يخطر في ذهن كل شخص، يتمثل بتشغيل كافة مسالك الجسر على المسارين وخصوصاً في المناسبات والعطل الرسمية، وتفعيل دور الرقابة على الجانبين السعودي والبحريني على الموظفين، ووضع عقوبات صارمة لكل موظف متقاعس عن تأدية عمله على أتمم وجه».
وأضاف «إذا تعمقنا بشكل أكبر وبحثنا عن حلول للمشكلة، فإننا نجد الكثير من الحلول، فمشروع النقطة الواحدة من أكثر الحلول جذرية»، مستدركاً «لكن وللأسف سمعنا عن الحل ولم نشهده، علماً أن هذا المشروع لا يعد فقط حلاً لمشكلة الاختناق المروري، بل يعد تأكيداً ودلالة على مدى عمق الروابط والعلاقات بين المملكتين».
وتابع «لا يمكننا أن نتحدث عن حلول لمشكلة الاختناق المروري على جسر الملك فهد دون التطرق للحل الأمثل الذي يترقبه كل بحريني وسعودي لا بل كل مواطني دول مجلس التعاون، باعتبار البحرين الوجهة السياحية الأولى للمواطن الخليجي، وهو تنفيذ جسر الملك حمد».
واعتبر جسر الملك حمد طفرة نوعية في تسريع الانتقال بين البلدين، ما ينعكس على الحركة التجارية والاقتصادية، وقال «نتطلع إلى القيادتين الرشيدتين في كلا المملكتين، بإنجاز جسر الملك حمد في أقصر مدة زمنية ممكنة». فيما قال المواطن يحيى العمادي، إن جسر الملك فهد ليس مجرد جسر للتنقل بين دولتين، بل هو شريان يربط شقيقتين، ووسيلة للارتقاء بالسياحة والاقتصاد.
وأضاف «جميل أن نرى السياح مقبلين علينا، وهذا ما يبشر بعلو الاقتصاد البحريني، ونلاحظ أن الزحام يتزايد في الآونة الأخيرة»، مشيراً إلى أن هروب السياح من الزحام يؤثر سلباً على الاقتصاد.
ودعا إلى الإسراع بإطلاق مشروعات تسهم بتخفيف الزحام وتيسير الأمور، مثل تنفيذ جسر الملك حمد والذي يشمل سكك قطار تسهم بتخفيف الزحام، ومشروع النقطة الواحدة التي تسهل على السائح عبور الجسر دون مشقة وتعب، مؤكداً وجود حلول مؤقتة كاستخدام العبارات أو تخليص المعاملات إلكترونياً.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وجه للتحقيق في أسباب الزحام على جسر الملك فهد عند دخول المسافرين للمملكة، ومعرفة أسباب ذلك، وإذا كان هناك ثمة قصور من أحد الجهات العاملة في الجسر.
ويأتي هذا التوجيه بعد أن شهد جسر الملك ازدحاماً شديداً خلال دخول المسافرين للمملكة العربية السعودية، ما تسبب في انتظارهم لفترة تجاوزت 4 ساعات.