كتب - مازن أنور:
ظاهرة غريبة تشهدها ملاعب الحواري في شهر رمضان المبارك، ظاهرة قد لا نجدها إلا في البحرين، ظاهرة تؤكد وتبصم على أن لاعبينا لا يستطيعون التحول فكرياً من وضع الهواة إلى وضع المحترفين على الرغم من العقود التي تربطهم بأنديتهم، وليس ذلك فقط وإنما يتعدى هذا الأمر لأن يكونوا ممثلين للمنتخب الوطني الأول الذي يشارك في استحقاق مهم متمثل في التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019.
قبل أيام معدودة كان الأحمر يخوض مباراة رسمية في تصفيات كأس العالم أمام الفلبين، مجموعة اللاعبين التي ضمتهم قائمة الأحمر سواءً الذين شاركوا كأساسيين أو احتياطيين هم لاعبون يعول عليهم الشارع البحريني بأكمله تحقيق حلم الوصول لكأس العالم، بعض هؤلاء اللاعبين لا يقدر المسؤولية الملقاة على عاتقه وأهمية المكان الذي وصل إليه، وللأسف تجده يشارك بدورة رمضانية أو دورة حواري متناسياً كل الظروف السلبية التي يعانيها من وراء هذه المشاركة.
هذا الملف يدعو للتساؤل حول الدور الرقابي الذي يلعبه الجهازان الفني والإداري للمنتخب الوطني، فالحديث أن هناك تجمعاً يوم غد للمنتخب الوطني، فهل يعقل أن يكون بعض اللاعبين يمثلون فرقاً في دورات حواري ويبذلون جهداً بدنياً قد يعرضهم للإصابة أو ما شابه ومن ثم يتوجهون كمحترفين لتمثيل الأحمر؟!.
هل هذا الأمر يعلم به المدرب المحترف الجديد للأحمر الأرجنتيني سيرخيو باتيستا؟، وهل لو كان يعلم سيمنح صك الموافقة لهؤلاء اللاعبين؟، وهل هذه الدورات ستعود بالفائدة الفنية على اللاعبين الدوليين؟ وهل توقيت هذه الدورات ملائم لكي يخوضها اللاعبون في فترة الراحة بعد موسم طويل؟ وهل المبالغ الخجولة التي تقدم في هذه البطولات أصبحت تغري اللاعبين الدوليين؟ الكثير من الأسئلة التي يمكن أن تطرح في هذا الموضوع الذي يؤكد للمرة المليون بأن الاحتراف مازال بعيداً بسنوات ضوئية عن تطبيقه في الملاعب البحرينية ما دامت عقول نخبة اللاعبين بهذه الكيفية!.