كتبت ـ شيخة العسم:
حارت «خ . ع» في أمرها بسبب شخص مجهول يهددها عبر «واتس آب» ويرسل لها صورها الشخصية، لتكتشف في النهاية إن صاحب التهديد هو ابن أخيها المراهق ذي الستة عشر ربيعاً.
وصدمت «ف . م» بولدها البكر (14 عاماً) يشاهد مقطعاً إباحياً على هاتفه النقال، فيما تعض أم ناصر أصابعها ندماً لأنها سمحت لزوجها بشراء هاتف لابنهما المراهق (12 عاماً)، لأن الهاتف بات شغله الشاغل، ولم تترك أم صالح وسيلة إلا وجربتها مع ابنتها لتكف عن محادثة الشباب عبر «واتس آب».
قصص لا تنتهي
قصة «خ . ع» مع الهاتف والمراهقين مؤلمة ومضحكة في آن، وبدأت عندما أضافها أحدهم في الـ»بي بي» و»واتس آب» وتقول «كان يهددني باستمرار ويرسل لي صوري الشخصية، صعقت فكيف لشخص مجهول يعرف عني هذه المعلومات ويرسل لي صوري».
خشيت «خ . ع» وهي امرأة متزوجة حديثاً أن يكبر الموضوع، ولم تحادث أحداً حول مشكلتها إلا ابنة أخيها «هي من نفس عمري تقريباً وأعتبرها صديقتي المقربة، حتى اكتشفت أن صاحب التهديد هو ابن أخي المراهق وعمره 16 سنة».
وتضيف «كان يحبني كثيراً، وعندما تزوجت شعر أني تركته فابتدع هذه اللعبة، وبخته كثيراً وحتى اليوم لا أتحدث معه، أرادت أخته أن تفضح أمره وتخبر والديه إلا أني لم أرد أن يكبر الموضوع، واعتذر لي وأخبرني أنه لن يعود لفعلته». وصدمت «ف . م» بولدها البكر 14 سنة وهو يشاهد أحد المقاطع الإباحية على هاتفه «مررت صدفة فلمحت ما يشاهده من مقطع مخل للآداب عن طريق «التويتر «والهاش تاغ».
وبخت الأم ولدها على فعلته المشينة وانتزعت منه الهاتف «اكتشفت عندها أنه يتحدث مع شابات يكبرنه بسنوات، وهو يتقمص شخصية أكبر سناً، تعبت نفسيتي كثيراً ولم أنم تلك الليلة، وبات يعتذر ويتوسل ألا أخبر والده، وبعد استشارة أختي الكبيرة نصحتني أن أعيد إليه ثقته بنفسه بدل أن يقبل على أي عمل من ورائك، أرجعي له الهاتف ولا تخبري والده، شرط أن تتابعي هاتفه بين الفينة والأخرى وبشكل مفاجئ أحياناً».
المراهقون في الفخ
وتبدي أم ناصر تخوفها في هذا الجانب «بعد أن ألح ابني 12 سنة بطلب هاتف، اشترى له والده هاتفاً، إلا أنه للأسف لم يحسن التصرف باستخدامه، بات يقضي معه معظم الوقت، حتى إنه لا يأكل وخفت شهيته، فالهاتف اليوم ليس هاتفاً فقط بل هو تلفاز وألعاب وشبكات تواصل متنوعة، وعالم يجذب المراهق إليه كثيراً، أخاف أن يقع ضحية للمواقع الإباحية أو يتعرف على أناس أكبر من عقليته».
أم صالح تقول «عانيت مع ابنتي الصغرى، وهي تفتعل الكثير من المشاكل فمنذ أن أصبح لها هاتفها الخاص، وهي لا تجلس معنا دائماً في غرفتها، بعدها اكتشفت أنها حادثت أحد الشباب، وقالت لي مبررة إنه زميلها في الجامعة ولا علاقة أخرى تربطهما».
حادثت الأم الشاب فاعتذر، وأخبرها أنه لن يحادثها أو يعترض طريقها مرة أخرى «أخذت منها الهاتف، ولكنها في الوقت ذاته تحتاجه باعتبارها طالبة جامعية، واحترت في أمرها كثيراً، وشارت علي أختها الكبرى أن يكون الهاتف بحوزتها نهاراً على أن يسلب منها ليلاً».