الرياض: التدخل الإيراني بالعراق وسوريا ولبنان واليمن مؤشر على تجاهل علاقات حسن الجوار
15 غارة للتحالف على محيط عدن والحوثيون يعوقون سفينة إغاثة
استشهاد جندي سعودي بقذائف حوثية على الحدود
«داعش» يتبنى تفجير سيارة قرب مسجد يرتاده الحوثيون بصنعاء



عواصم - (وكالات): أكـــد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أن «جميع الخيارات مازالت مطروحة في اليمن»، فيما كشفت مصادر يمنية رفيعة عن «اتصالات مكثفة بين إيران والرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر وميليشيات المتمردين الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لتسليم عدن إلى بعض مكونات الحراك الموالية لإيران لتحويل الجنوب إلى بؤرة صراع متعددة الأطراف»، في حين تواجه ميليشيات المتمردين مأزقاً في عدن جنوب البلاد، نتيجة اصطدامهم بمقاومة كبيرة من التيار السلفي، بينما أفادت مصادر مقربة من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بأن «طائرات التحالف شنت 15 غارة على مواقع ميليشيات الحوثي في محيط عدن».
وقد تكون العلاقة التي نسجها الحوثي مع مكونات من الحراك الجنوبي خلال السنوات الماضية، وعلى الأخص الداعمة لكل من علي سالم البيض وعلي ناصر محمد، والمرتبطة بإيران، سبباً في اندلاع صراع جنوبي جنوبي يشتت الجهود لإعادة بسط الشرعية ووحدة اليمن. وكشفت مصادر سياسية يمنية أن «جزءاً من المفاوضات التي احتضنتها العاصمة العمانية مسقط بمشاركة أمريكية تركزت على إمكانية تسليم الحوثيين عدن وبعض مناطق الجنوب لتيار بالحراك الجنوبي مقرب من إيران». وهي خطوة - بحسب المراقبين - على طريق صرف الأنظار عن انقلاب الحوثي وصالح، وتحويل أزمة اليمن إلى نزاع جنوبي - شمالي أيضاً يغرق البلاد بحرب طويلة.
وفي هذا الإطار كشفت مصادر سياسية جنوبية عن «اتصالات مكثفة جرت بين الحوثيين والرئيس الجنوبي الأسبق، علي ناصر محمد، من أجل تسليم عدن لجماعته بمشاركة بعض أطراف الحراك في عدن، وتشكيل مجلس مشترك تسند إليه مهمة استلام عدن».
وتبدي بعض أطراف الحراك قلقاً شديداً من خطورة خلط الأوراق في الجنوب في ظل تزايد نفوذ القاعدة ومخاطر دخولها على خط السيطرة على عدن بالتنسيق مع أطراف متشددة مناوئة للحوثيين.
الأطراف الدولية حاولت الضغط في جنيف لإجراء مشاورات بين طرفي الشرعية والانقلابيين، لكنها فشلت نتيجة التدخلات الإيرانية وتأثيرها على وفد ميليشيات الحوثي وصالح. كما إن ممثل الحراك الجنوبي القادم من صنعاء إلى جنيف غالب مطلق ومعه عبد الرحمن السقاف أمين عام الحزب الاشتراكي حرصا عقب وصولهما إلى جنيف على التأكيد ألا علاقة لهما بميليشيات الحوثي والمخلوع بل إنهما مكونان سياسيان مختلفان يمثلان القضية الجنوبية، وهو ما يكشف عن نوايا إيرانية لتحويل اليمن إلى سوريا، وتخفيف وطأة الضغط على حلفائها الحوثيين الذين وجهوا إليها مؤخراً انتقادات كبيرة لسلبية موقفها. ميدانياً، استشهد جندي سعودي وأصيب آخرون جراء سقوط قذائف على موقع عسكري في الخوبة بمنطقة جازان الحدودية. واستهدف المسلحون الحوثيون بالقذائف والصواريخ مواقع عسكرية وقرى حدودية في الخوبة والطوال بمنطقة جازان، وظهران الجنوب في منطقة عسير.
وردت المدفعية السعودية بقصف مصادر النيران والمقذوفات داخل الأراضي اليمنية الحدودية.
بدوره، يواصل طيران التحالف العربي قصف أي تحركات للمجموعات المسلحة أو الأرتال العسكرية قرب الحدود السعودية، كما تمشط مروحيات الأباتشي الشريط الحدودي من جهة نجران.
وفي تطور آخر، قتل شخصان وأصيب 16 في انفجار سيارة مفخخة، تبناه تنظيم الدولة «داعش»، أمام مسجد يرتاده الحوثيون في صنعاء، بعد ساعات على غارات جوية للتحالف بقيادة السعودية في عدن، غداة انتهاء مفاوضات السلام في جنيف دون اتفاق.
ووقع الانفجار أمام مسجد قبة المهدي في البلدة القديمة في صنعاء، التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون منذ سبتمبر الماضي.
والأربعاء الماضي، قتل 31 شخصاً وأصيب العشرات في صنعاء في سلسلة انفجارات متزامنة تبناها «داعش» عشية بداية شهر رمضان واستهدفت مساجد ومنزل مسؤول من المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة.
واستهدفت سيارتان مفخختان مسجدين وسيارة ثالثة منزل رئيس المكتب السياسي للحوثيين صالح الصمد. كذلك، انفجرت عبوتان أمام مسجدين آخرين، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وشهود.
ووقع الانفجار بعد ساعات على شن طائرات التحالف العسكري 15 غارة جوية على مواقع للحوثيين في مدينة عدن الاستراتيجية جنوب البلاد. وقال مسؤول عسكري موالي للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إن الغارات تركزت على مداخل عدن من الجهة الشمالية والشرقية والغربية لعزل الحوثيين ودعم القوات الموالية لهادي، الذي كان سافر من عدن إلى الرياض بعد تقدم الحوثيين جنوباً.
وأوضح المصدر أن «الهدف هو فك طوق الحوثيين على عدن ومساعدة لجان المقاومة الشعبية لاستعادة مواقع خسرتها».
وبحسب المصدر العسكري، فإن الحوثيين قصفوا أحياء عدة في عدن قتل نتيجتها 4 أشخاص وأصيب آخرون، في حصيلة أكدتها مصادر طبية. إلى ذلك، سقط عشرات القتلى والجرحى من مسلحي جماعة الحوثي والقوات الموالية لهم بمعارك مع المقاومة الشعبية في عدن ومأرب والضالع. وتأتي تطورات الوضع الميداني غداة إعلان الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن مفاوضات السلام حول اليمن انتهت في جنيف بدون التوافق على هدنة ولم يحدد أي موعد لمباحثات جديدة. من جهته حمّل وزير الخارجية اليمني رياض ياسين الحوثيين مسؤولية فشل المفاوضات. وأكد أن الحكومة كانت تأمل في التوصل إلى اتفاق إلا أنه «للأسف وفد الحوثيين لم يسمح لنا بتحقيق تقدم حقيقي كما كنا نتوقع».
وتطالب الحكومة اليمنية بانسحاب الحوثيين من المناطق التي سيطروا عليها كما ينص قرار مجلس الأمن الدولي. ويدعم الحوثيون وحدات من الجيش اليمني موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي أجبر على التخلي عن السلطة وفق مبادرة خليجية بعد عام من التظاهرات الدموية التي طالبت بتنحيه وهو الذي حكم البلاد طوال 3 عقود.
وفي 26 مارس الماضي، أطلق تحالف عسكري بقيادة السعودية عملية جوية ضد الحوثيين وحلفائهم، بطلب من الرئيس الشرعي للبلاد عبدربه منصور هادي. ويبدو الوضع الإنساني متأزماً في عدن على وجه الخصوص إذ يعاني السكان من نقص في المياه والغذاء، وتتحدث مصادر طبية عن تدهور سريع للوضع الصحي مع انتشار للأمراض. واضطرت سفينة محملة بالمؤن تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، وكان من المفترض أن تصل إلى عدن الأسبوع الحالي إلى تغيير وجهتها إلى مرفأ الحديدة بسبب المعارك، وفق ما قال نائب محافظ عدن نايف البكري. واتهم البكري الحوثيين بإجبار السفينة عمداً على تغيير وجهتها لأنهم يسيطرون على ميناء الحديدة. من ناحيته، أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أن جميع الخيارات مازالت مطروحة في اليمن. وأضاف الجبير في مقابلة مع محطة «روسيا اليوم»، على هامش الزيارة التي قام بها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى موسكو، أن طيران التحالف سيبقي على غاراته الجوية على مواقع الميليشيات بعد نفاد كل الخيارات السلمية الأخرى.
وتطرق وزير الخارجية السعودي خلال المقابلة إلى الدور الإيراني في المنطقة، موضحاً أن «التدخل الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن مؤشر على تجاهل طهران علاقات حسن جوار».