بيروت - (الجزيرة نت): دعا مثقفون وكتاب وصحافيون وناشطون لبنانيون شيعة لتقديم الانتماء للبنان على كل الاعتبارات، وتحييد البلاد عن الصراعات، ونبذ السلاح والتمسك بالدستور ومؤسسات الدولة، واعتبار القوات المسلحة الحامية للبلاد، وسط اتهامات لهم من «حزب الله» الشيعي «بالتبعية للسفارة الأمريكية».
وتحت عنوان «تحييد لبنان عن خط الزلازل في المنطقة»، نظم مثقفون وكتاب وصحافيون وناشطون لبنانيون شيعة من خارج حزب الله وحركة أمل وقفة وسط بيروت مطالبين بنبذ الصراع المسلح.
ويطلق عليهم أنصار «حزب الله» تسمية «شيعة السفارة»، في إشارة إلى اتهامهم بالتبعية للسفارة الأمريكية في لبنان.
ويجمع المشاركون على ضرورة تقديم الانتماء إلى لبنان على أي انتماء آخر، وأنهم لبنانيون مستقلون ينادون بحرية التعبير، رافضين اتهامهم بالانتماء لأي جهة أو محور خارجي، معتبرين من يصفونهم بأتباع السفارات بأنهم السبب الرئيس لمشاكل لبنان. وبدا أن المعتصمين يدركون حجم حركتهم وقدرتها على التأثير، فقد أكدوا أنهم لا يتوقعون من وقفتهم الرمزية تغيير مسار الحركة السياسية أو النهج الذي تسير عليه الطائفة الشيعية، وأنهم رغبوا في التأكيد على لبنانيتهم وتمسكهم بهويتهم الوطنية كسفينة نجاة لهم.
وأكد بيان ختامي صدر عن الاعتصام أن الهوية الدينية أو المذهبية إن وجدت هي حق شخصي لكنها ليست معياراً في تعاطي اللبناني مع أخيه اللبناني، مشددين على التمسك بالدستور الذي هو بمثابة ميثاق وعقد اجتماعي يحظى بقداسة دينية ووطنية ولا يحق لأحد نقضه بأي ذريعة.
وأضاف البيان أن حماية الوطن والمواطنين من شرور الداخل والخارج واجب كل اللبنانيين بقيادة القوات المسلحة الشرعية التي أسست لهذا الغرض.
وأشار إلى أن التطرف الديني شر مطلق وأول علاماته الخروج عن مؤسسات الدولة وقواها ومصالحها، داعياً إلى الوحدة الوطنية لمحاربة التطرف والمتطرفين.
وشدد البيان على حماية حرية الفكر والحرية السياسية وحرية التعبير، داعياً إلى نبذ لغة التخوين، ومعتبراً أن الخائن هو من يعطل المؤسسات الدستورية وأن على الشعب اللبناني أن يقول كلمة الفصل بوجه أي معطل.
وفي كلمة له خلال الاعتصام قال الكاتب والمحلل السياسي علي الأمين إن حماية لبنان من الفتنة لا تتحقق إلا بالمواطنة المتساوية وليس برعايا طوائف، وأكد أن الدولة الحامية للتنوع والناظمة للاجتماع السياسي والضامنة للقانون وحرية التعبير هي من ثوابت الرؤية الشيعية التاريخية.
وشدد الأمين على رفض الهويات الطائفية والمذهبية، وعلى أن علاج التكفير لا يكون باستباحة الحدود وإلغاء الهوية الوطنية.
وقال الشيخ ياسر إبراهيم إن «الوقفة رمزية وتهدف لإعلان وجود رأي آخر في الساحة السياسية الشيعية وللتعبير عن الحرص على الطائفة التي تذهب بمنحى لا نوافق عليه».
وأضاف أنه بعد 4 سنوات من زج الطائفة في الحرب السورية وبغيرها من الساحات تأكدنا أن «السلاح لا ينجز إلا الخسارة، وبالتالي أحببنا أن نقف رمزياً لإسداء النصيحة».
وأثنى إبراهيم على تجربة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي أعطى المجال للدبلوماسية ورفض الحل العسكري والأمني مع السماح للآخر بالتعبير عن رأيه، واعتبر أنه يمكن للبنانيين أن يحيدوا أنفسهم وبلدهم بالطرق السلمية والدبلوماسية.
ولفت الصحافي محمد بركات إلى أن الوقفة نظمتها شخصيات شيعية انضم إليها ناشطون من مختلف الطوائف اللبنانية، ليقولوا إن هناك أطرافاً لبنانية ليست مع مشروع «حزب الله» ولا مع مشروع تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، وأنهم مع الحلول السلمية في سوريا وضد حمام الدم السوري وجلبه إلى بيروت.
وأضاف بركات أن التحرك ناتج عن اجتماعات استمرت أكثر من شهرين بين مجموعة من الأصدقاء يشكلون شبكة من الناشطين السياسيين والصحافيين والكتاب، وليس هناك شيء لاحق مخطط له، وشدد على أنه «لا توجد سفارة تحركنا ولا غرف سود، ولا نتمتع بغطاء دولة إقليمية سياسياً أو مالياً أو معنوياً».