عواصم - (وكالات): قصف المتمردون الحوثيون أحياء سكنية في عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، ما أسفر عن مقتل مدنيين فيما استمرت غارات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» الذي تقوده السعودية على أنحاء عدة من البلاد، فيما أكد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين أن المشاورات في مؤتمر جنيف حول اليمن، كانت من طرف واحد، بينما دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني المتمردين الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح إلى مراعاة المصلحة العليا لليمن بعيداً عن المصالح الضيقة.
وتعاني عدن إضافة إلى القتال على الأرض والغارات، من انتشار أمراض خطرة مثل حمى الضنك والملاريا فضلاً عن انقطاع المواد الغذائية. وأطلق المتمردون الحوثيون صواريخ كاتيوشا على أحياء سكنية ما أسفر عن تدمير 4 منازل بحسب سكان ومصادر عسكرية. وذكر أطباء في مستشفى النقيب أن القصف أسفر عن مقتل 3 مدنيين
إضافة إلى إصابة 4. في هذه الأثناء، شنت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية غارات على مواقع للمتمردين عند مداخل عدن وفي قاعدة العند الجوية في محافظة لحج الجنوبية حيث استمرت المواجهات على الأرض بين المتمردين و«المقاومة الشعبية» الموالية لحكومة الرئيس الشرعي المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي.
وأسفرت المواجهات عن 12 قتيلاً بحسب مصادر محلية.
ويأتي استمرار العنف في اليمن بعد أن أعلن الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن مفاوضات السلام حول اليمن انتهت الجمعة الماضي في جنيف بدون الاتفاق على هدنة ولم يحدد أي موعد لمباحثات جديدة. وتدعم الحوثيون وحدات من الجيش اليمني موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي أجبر على التخلي عن السلطة وفق مبادرة خليجية بعد عام من التظاهرات الدموية التي طالبت بتنحيه وهو الذي حكم البلاد طوال 3 عقود. وفي 26 مارس الماضي، أطلق تحالف عسكري بقيادة السعودية عملية جوية ضد الحوثيين وحلفائهم بناء على طلب من الرئيس الشرعي هادي.
سياسياً، وقبيل تقديم المبعوث الدولي إلى اليمن تقريره لمجلس الأمن، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني عن أسفه الشديد لانتهاء مشاورات جنيف دون التوصل إلى اتفاق لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 يتضمن هدنة دائمة لإيصال المساعدات الإغاثية للشعب اليمني. ودعا الزياني المتمردين الحوثيين والمخلوع صالح إلى مراعاة المصلحة العليا لليمن بعيداً عن المصالح الضيقة. كما أكد حرص دول المجلس على الوصول إلى حل سياسي وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي، مُجدداً وقوف دول المجلس ودعمها للحكومة اليمنية. من جهته، أكد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين أن المشاورات في مؤتمر جنيف اليمني، كانت من طرف واحد. وأشار ياسين إلى أن تعنت الانقلابيين أدى إلى إعاقة تنفيذ آلية القرار الأممي 2216، وهو الاتفاق الذي قبلت الحكومة من أجله دعوة الأمم المتحدة للمشاركة في مشاورات جنيف. وأوضح الوزير اليمني أن وصول إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي إلى اليمن إلى المنطقة، لمحاولة حل المسائل خلال الفترة المقبلة، يعتبر من أساس عمله كمبعوث أممي. وأشار ياسين إلى أن الحكومة قدمت النصائح لولد الشيخ أحمد بعدم التشاور مع الحوثيين وحلفائهم في خارج اليمن، لأنهم يعتبرون أساساً ميليشيات مسلحة. وقال وزير الخارجية اليمني إن وفد الحوثيين وحلفائهم، أشبه بالأشباح، حيث بقوا في الفندق في جنيف، من دون أن يحاولوا العمل من أجل مصلحة اليمن.