الرياض - (ايلاف): نشرت شبكة «سي ان ان» الأمريكية تحليلاً أكد أن البرنامج النووي السعودي قادم لا محالة، ذلك انها تمتلك كافة المؤهلات والدوافع لدخول النادي النووي.
ووفقاً لتحليل الشبكة الامريكية فإن المملكة العربية السعودية تتوفر لها كافة المقومات والدوافع لإنتاج وامتلاك السلاح النووي، وقبل الخوض في المقومات التي تملكها السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، فإنه ينبغي استعراض أهم الشروط والإمكانات والمقومات، بل والدوافع التي يجب أن تكون موجودة في أي دولة لكي تنتج وتملك قوة الردع الأهم والأكثر فعالية، وهي السلاح النووي.
وأشارت الشبكة إلى أن هناك 6 عناصر أساسية يجب أن تكون موجودة في من أجل إنتاج وامتلاك النووي، على رأسها النظام التعليمي، والعلماء المهرة، والقدرات المالية، والبنية التحتية التكنولوجية، والشعور بوجود تهديدات أمنية حقيقية، والإرادة الوطنية والسياسية، ويبدو أن السعودية تتوفر لها كافة هذه العناصر والمقومات.
فهناك تحسن كبير في النظام التعليمي، وخاصة «العلمي» في السعودية خلال السنوات الأخيرة، فقد أنفقت المملكة 350 مليار دولار على التعليم في السنوات العشر الأخيرة، بل إن ربع الميزانية السعودية يتم تخصيصها حالياً للتعليم، كما أن نظام الابتعاث أسفر عن وجود 200 ألف سعودي في كافة الجامعات الكبرى في العالم، مما يجعل السعودية ثالث أكبر دولة في العالم في هذا المجال بعد الصين والهند. وفي السنوات الأخيرة شهدت السعودية تعاوناً علمياً في الفيزياء النووية مع أكبر جامعات العالم، مثل هارفارد، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وستانفورد وغيرها، فضلاً عن إجراء بحوث متقدمة وتدريب الكوادر في مجال الفيرياء النووية، في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم، ومدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية، وهناك بحوث رائدة من أجل برنامج نووي سلمي متطور، وبناء مفاعلات نووية سوف يصل عددها إلى 16 مفاعلاً في غضون 20 عاماً، بكلفة 80 مليار دولار، وسوف يعطي الملك سلمان إشارة البدء في التنفيذ قبل نهاية العام الحالي. ولا توجد مشكلة في توفير الإمكانات المالية من أجل إنجاز هذا المشروع الكبير، خاصة أنه يرتبط بالأمن القومي، كما أن تلك القدرات المالية سوف يتم تسخيرها من أجل رفع كفاءة البنية التحتية التكنولوجية، وهي من أساسيات إمتلاك السلاح النووي، والملاحظ أن السعودية تريد أن تقوم بهذه الخطوات بتكنولوجيا تملكها، مع عدم الإعتماد على الخارج في تنفيذ وإدارة المشروع النووي، ضماناً للأمن القومي، كما أن السعودية لا تفكر في شراء أسلحة نووية من باكستان مثلاً.
ولا تتحرك الدول بجدية، ولا تهرول إلى دخول عالم «النووي»، إلا إذا كان هناك تهديد حقيقي للأمن القومي، وفي الحالة السعودية لا يمكن التقليل من خطورة التهديد الإيراني، فقد أصبح النووي الإيراني واقعاً، والأمر ليس قاصراً على ذلك، بل إن إيران تتدخل بصورة مباشرة في شؤون الدول العربية، وتحرك شيعة هذه الدول بصورة مباشرة وواضحة، ومن يدقق في خريطة الصراع الإقليمي، فسوف يجد أن الوجود الشيعي يحاصر السعودية بصورة واضحة، وما الحالة اليمنية إلا دليل على ذلك.
وقد منح الملك سلمان بن عبد العزيز الشعب السعودي والشعوب الخليجية والعربية الأمل في إعادة الهيبة، وهو يملك كاريزما خاصة تؤهله للقيام بهذا الدور، فضلاً عن أنه يملك قوة سياسية، وشرعية دينية، وقدرات مالية وعسكرية تؤهله لقيادة المملكة والمنطقة إلى مستقبل أفضل، ولكي تكتمل أركان القوة والهيبة فإن وجود الرادع النووي لم يعد رفاهية، وخلاصة القول إن هناك إرادة سياسية ووطنية في السعودية تؤهلها لامتلاك السلاح النووي.