كتب - حسن عبدالنبي:
أعلنت الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن «أسري» عن إبرام عقد مع خفر السواحل لتصميم وبناء مركبة إنزال برمائية جديدة لنقل السيارات ومياه الشرب والوقود بكلفة تبلغ 2.8 مليون دولار، وسيتم تسليم هذه المركبة وهي الأولى من أصل اثنتين خلال العام 2016.
ويشكل هذا العقد، إيذاناً بانطلاق برنامج بناء للسفن منذ تأسيس قسم الإنشاء والهندسة الجديد في الشركة، وهو القسم المسؤول عن تنمية برنامج بناء السفن في الشركة، وفقاً لما ذكر الرئيس التنفيذي للشركة نيلس كريستيان بيرج.
ويبلغ الطول الكلي للمركبة نحو 34,5 متر، مع محركين بقوة 600 حصان وسرعة تصل إلى 10 عقد وحمولة تسع 40 طناً، ومن المتوقع أن يتم التسليم خلال النصف الأول من 2016.
إلى ذلك، قال بيرج للصحافيين على هامش الغبقة الرمضانية للشركة، إن الشركة فازت بمناقصة لشركة الناقلات الكويتية لإصلاح 19 سفينة بعقد قيمته 33.5 مليون دولار حتى منتصف العام 2017، مشيراً إلى أن العقد يتضمن إصلاح 14 ناقلة منتجات نفطية و4 ناقلات غاز مسال وسفينة تزويد بحري إلى حوض الشركة لإجراء صيانة شاملة عليها تتناول البدن وتنظيف الخزانات والصباغة.
وقال الرئيس التنفيذي لـ«أسري» إن إبرام الصفقة مع خفر السواحل تكتسب أهمية بالنسبة إلى الشركة لأنها تؤذن ببدء مرحلة انتقال جديدة للشركة وهي سوق بناء السفن، كما تعطى مؤشراً مهماً على اتباع سياسة تنويع مصادر أنشطة الشركة وبما يحقق النتائج الايجابية للشركة».
ولفت إلى أن الشركة ترى بأن هناك ثغرة إقليمية في السوق لبناء سفن صغيرة ومتوسطة الحجم، ما يعني أن هناك مجالاً واسعاً أمام «أسري» الولوج إلى هذه السوق وهو سوق بناء السفن من الأحجام الصغيرة والمتوسطة، خاصة وأن قسم الإنشاء والهندسة الجديدة في الشركة يتميز بأنه يضاهي بعض أكبر المصممين والمهندسين الخبراء في الخليج العربي.
وسيتم إدخال 8 سفن في العام 2015 و9 سفن في العام 2016 وسفينتين في العام 2017، لافتاً إلى أن هذه المناقصة جاءت نتيجة لدراسة جدوى قام بها قسم الإنشاء والهندسة الجديد في «أسري» خلال العام 2014 على سفن شركة ناقلات النفط الكويتية.
وأضاف: «لدينا عمل كبير مع البحرية الأمريكية بحكم وجود الأسطول الخامس في البحرين.. بدأنا علاقة جيدة مع البحرية البريطانية»، مؤكداً أن الشركة أصلحت أكثر من 80 سفينة حربية خلال الأعوام الـ5 الماضية.
وبخصوص خططهم التوسعية قال: «لدينا فرع في السعودية بمنطقة الخبر، ونستهدف حالياً القطاعات الصناعية في السعودية، حيث قمنا العام الماضي بمشروع الفبركة الميكانيكية ولحام الأنابيب لمنشأة صناعة وهي كاميليا».
وعن عمليات الشركة في العام 2015 قال: «لدينا 3 قطاعات تجلب الإيرادات أبرزها الإصلاح وهو القطاع التقليدي الذي يسير إلى الآن بخطى ثابتة، إلى جانب قطاع المنصات البحرية والأفشور والذي قل النشاط فيه في العام الماضي بسبب انخفاض أسعار النفط».
وأردف «نتوقع أن يزيد هذا النشاط في النصف الثاني من العام، أما القطاع الثالث وهو البناء الجديد والهندسة والذي أطلقناه في 2014 وهو يوفر استشارات هندسية لزبائننا الحاليين وإلى مشاريعنا الداخلية».
وبخصوص منصات توليد الطاقة قال الرئيس التنفيذي للشركة: «مازلنا مستمرين في المشروع وننظر إلى فرص أخرى.. نتوقع أن يكون هناك مزيد من العقود».
وحول الفرص التي يمكن أن تقتنصها «أسري» من مشروع القاعدة البريطانية في البحرين قال «لدينا علاقة قوية من البحرية البريطانية وعلى مدى السنتين الماضيتين زادت هذه العلاقة من خلال إصلاح عدة سفن حربية بريطانية».
ومن جهة أخرى، قال مدير عام الموارد الفنية وتطوير الأعمال في الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن «أسري» مجدي عبدالغني، إن «أسري» استقطبت 15 شركة عالمية متخصصة في بناء وإصلاح السفن باستثمارات بلغت 18 مليون دولار.
وأضاف عبدالغني في تصريحات على هامش الغبقة الرمضانية التي أقامتها الشركة أمس الأول: «إن الشركات التي تم استقطابها أغلبها شركات غربية من الولايات المتحدة وبريطانيا وسويسرا والنرويج وألمانيا، كذلك تم استقطاب شركات هندية وجميع الشركات مثل التكييف والهندسة وأعمال تصميم السكن والشركات المتخصصة في المحركات الهيدروليكية».
وذكر إن الشركة تسعى للاستفادة من المساحات التي تقع ضمن نطاق الشركة لاستغلالها في استقطاب ورش التصليح، مشيراً إلى أن هدف «أسري» جذب الشركات المتخصصة في بناء وإصلاح السفن وهذه الشركات معظمها موجود في أوروبا ولديها فروع في الإمارات ونريد أن نجذبها في البحرين.
وأفاد بأن «أسري» اتفقت مع شركات كبيرة بهدف اتخاذ البحرين مقراً لعملياتها، خصوصاً أن «أسري» تمتلك مميزات من ضمنها أن لديها أرضاً كبيرة، وينص الاتفاق على منح الأرض في المقابل تقوم الشركة الأجنبية بالاستثمار في موقع الأرض وبناء الورش الصناعية وذلك باتفاقية قد تمد لـ10 أعوام أو 15 سنة».
وأوضح أن آلية الاتفاق أن تقوم الشركة المستثمرة بجلب المعدات وبناء المرافق الخاصة بها وتوظيف العمالة مع الالتزام مع القوانين الداخلية للشركة والالتزام بنسبة البحرنة والتدريب بما يصب في مصلحة في الشركة ويخدم عملاء الشركة بدلاً من إرسال المكائن للتصليح في دبي وغيرها، بما يحقق الاستفادة للشركة من وجود الزبائن وهم زبائن أسري وبذلك تكون الفائدة مشتركة».