عواصم - (وكالات): أكد تقرير لجنة التحقيق المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014، أن ما ارتكبه الجيش الإسرائيلي في القطاع يرقى إلى جرائم حرب، وأن مدى الدمار والمعاناة الإنسانية غير مسبوقين وسيؤثران على الأجيال القادمة، بينما رحبت حركة «حماس» في قطاع غزة بنشر التقرير، معتبرة أنه «إدانة» لإسرائيل في حين أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل «لا ترتكب جرائم حرب»، مؤكداً رفضه للتقرير. وأشار التقرير الذي نشر في جنيف إلى أن عمليات الجيش الإسرائيلي في القطاع -وتحديداً في مناطق خزاعة والشجاعية ورفح- ترقى إلى جرائم حرب لاستخدامه ذخائر ذات نطاق تدميري واسع جداً أدت إلى إصابة العديد من المدنيين. كما قال التقرير إن بعض ما قامت به فصائل المقاومة الفلسطينية يرقى إلى جرائم حرب، مشيرة إلى «تصفية العملاء»، واستهداف «مناطق مدنية» بالصواريخ.
وتحدث التقرير بالتفصيل عن ضحايا العدوان الإسرائيلي، وقال إن 1462 فلسطينياً قتلوا -ثلثهم أطفال- خلال الحرب التي شنت فيها إسرائيل أكثر من 6 آلاف غارة جوية، وأطلقت نحو 50 ألف قذيفة مدفعية على مدى 51 يوماً.
وأشار التقرير إلى مقتل مئات من المدنيين الفلسطينيين في منازلهم، خاصة من النساء والأطفال، مرفقاً بشهادة لأحد أفراد عائلة النجار بعد غارة أدت إلى مقتل 19 من أفراد عائلته في خان يونس يوم 26 يوليو الماضي.
وقالت رئيسة لجنة التحقيق الدولية القاضية الأمريكية ماري ماكغوان ديفيس في بيان إن «مدى الدمار والمعاناة الإنسانية في قطاع غزة غير مسبوقين وسيؤثران على الأجيال القادمة». وتسلم كل من المندوبين الفلسطيني والإسرائيلي لدى الأمم المتحدة في جنيف نسخة من التقرير. وقال المراقب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف إبراهيم خريشة إن الجانب الفلسطيني سيعتمد على هذا التقرير بعد عرضه على مجلس حقوق الإنسان لتقديم مشروع قرار للمصادقة عليه في المجلس. في المقابل، وصفت إسرائيل التقرير بأنه منحاز، وذهب وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى حد وصفه بأنه «ملطخ بالدماء».
من جهته قال المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم «ترحب حركة حماس بإدانة تقرير الأمم المتحدة للاحتلال الصهيوني في عدوانه الأخير على غزة وارتكابه جرائم حرب».
من ناحية أخرى يلتقي رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله في رام الله بأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لبحث مصير حكومة التوافق، فيما أكدت مصادر المنظمة أن التوجه العام هو تشكيل حكومة وحدة وطنية يقودها الحمد الله.
من جانب آخر، كشف موقع «ميدل إيست آي» البريطاني أن مبعوث الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط السابق توني بلير التقى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» خالد مشعل، مرتين في الدوحة، للتفاوض معه بشأن خطة لإنهاء حصار غزة المستمر منذ 8 أعوام.
وبحسب التقرير الذي كتبه رئيس تحرير الموقع ديفد هيرست، فقد التقى بلير بمشعل قبل أن يستقيل الأول من منصبه مبعوثاً للرباعية إلى الشرق الأوسط في مايو الماضي، إلا أن المباحثات بين مشعل والمسؤولين التابعين لبلير لاتزال مستمرة.