تشارلستون - (وكالات): دعت حاكمة ساوث كارولاينا الأمريكية إلى إنزال العلم الكونفيدرالي من مبنى برلمان الولاية بعد أن أقرت بأن استخدامه كرمز للكراهية والعنصرية والعبودية من قبل الشاب الأبيض الذي قتل 9 سود في كنيسة، جعل من رفعه في أماكن عامة مبعثاً للشقاق والنزاع. ويجيء هذا الموقف المفاجئ من نيكي هالي -حاكمة الولاية المنتمية للحزب الجمهوري- بعد أيام قليلة من توجيه السلطات تهمة القتل إلى ديلان ستورم روف «21 عاماً». وكان الشاب الأبيض قد ظهر في صور وهو يلوح بأعلام الكونفيدرالية ويحرق أو يدنس الأعلام الاتحادية للولايات المتحدة، على حد تعبير وكالة أسوشيتد برس الأمريكية للأنباء.
وأبلغ ناجون الشرطة بأن روف كان يردد عبارات عنصرية مسيئة أثناء المذبحة التي ارتكبها في مدينة تشارلستون بالولاية نفسها الأربعاء الماضي.
ويعتبر العلم من قبل العديد من الأمريكيين رمزاً عنصرياً يرجع تاريخه إلى زمن العبودية واستخدم لتخويف السود، بينما يعتبره العديد من البيض في الولايات الجنوبية الأمريكية رمزاً للتراث وطريقة لتكريم تضحيات أسلافهم في الحرب.
وقالت هالي إن «القاتل المحبوس الآن في سجن بمدينة تشارلستون قال إنه يأمل أن تشعل تصرفاته تلك حرباً عنصرية. إن أمامنا فرصة لكي نظهر أنه ليس مخطئاً فحسب بل إن العكس تماماً هو ما يحدث».
وأضافت «يحدوني الأمل أنه بإزالة رمز يقسمنا، يمكننا أن نمضي قدماً بولايتنا في انسجام وتوافق». ومضت حاكمة كارولاينا الجنوبية -التي هاجر أبواها إلى أمريكا من الهند- إلى القول «هذه لحظة يمكننا أن نقول فيها إن العلم وإن كان جزءاً لا يتجزأ من ماضينا فإنه لا يمثل مستقبل دولتنا العظيمة».
وانضم عضو مجلس الشيوخ عن الولاية السيناتور ليندسي غراهام إلى الحركة المطالبة بعدم رفع العلم الأمريكي مباني الحكومة في ساوث كارولاينا، وغراهام رشح نفسه لانتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016. وفي تطور ذي صلة، أعلنت سلسلة متاجر التجزئة وول مارت -الأكبر في العالم- أنها ستتوقف عن بيع البضائع التي تحمل صورة العلم الكونفيدرالي، حسبما ذكرت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية.
وقال المتحدث باسم وول مارت -بريان نيك- للشبكة «لا نريد أبداً الإساءة إلى أي شخص بالمنتجات التي نقدمها. اتخذنا خطوات لإزالة كافة البضائع التي تروج للعلم الكونفيدرالي من تشكيلة بضائعنا سواء في متاجرنا أو على موقعنا الإلكتروني».
وبعد يوم من تشييع قتلى الهجوم في تشارلستون بولاية ساوث كارولاينا، تجمع العديد من المحتجين من مختلف الأجناس والأعمال، للمطالبة بعدم رفع علم الولايات المتحدة الفيدرالي فوق المباني في عاصمة الولاية، معتبرين أنه يمثل رمزاً للفصل العنصري، ووضعه في المتحف باعتباره يمثل يعود إلى عصور ماضية.
وقد أعلن قادة محليون انطلاق مظاهرة يطالبون فيها المجلس التشريعي للولاية بإزالة العلم المثير للجدل عن المبنى، وقال القس نيلسون بي ريفرز، في مؤتمر صحافي بأن «الوقت قد حان للجمعية العامة لتفعل ما كان ينبغي أن تقوم به منذ وقت طويل، وهو إزالة هذا الرمز الذي يمثل الانقسام وحتى أنه يمثل الإرهاب بالنسبة للبعض».
وأضاف أن هذا العلم يرمز إلى أسوأ ما في تاريخ ساوث كارولينا، وينتسب إلى المكان الذي يمكن مشاهدته فيه كجزء من التاريخ.
ومن المقرر ان يزور الرئيس الأمريكي باراك أوباما ساوث كارولينا الجمعة المقبل بصحبة نائبه جو بايدن حيث يشارك في مدينة تشارلستون التي شهدت حاثة الاعتداء على الكنيسة، بتأبين القس كليمنتا بنكني الذي لقي حتفه في حادثة إطلاق النار.
وتصاعدت الدعوات إلى إزالة العلم الأمريكي.