كتبت - نور القاسمي:
الرغبة في التسوق، أمر ذو جذور في طبيعة المرأة، لذلك نجد الكثيرات منهن لا تغادرن السوق، حتى لو تكدست الثياب والفساتين في خزائنهن. نورة محمد مثلاً، عندما قصدت السوق مؤملة انخفاض أسعار البضائع بعد انقضاء أيام العيد، قال لها البائع بوضوح: «السوق ليحين فيه كستمر، ليش أنزل الأسعار؟!»، ونورة التي صدمت من جواب البائع، التمست له العذر، «فالنساء لا يكتفين بملابس العيد وحسب، بل لكل مناسبة فستان جديد!».
تلك جمل تجدها سارة علي حقيقية، «حال انتهائي أنا وأخوتي من ملابس عيد الفطر التي لم نكملها إلا في اللحظات الأخيرة ما قبل العيد، وتحديداً في ثاني أيامه، بدأنا حملة التسوق الجديدة لملابس عيد الأضحى! وكنا نشتري كل ما يعجبنا من ملابس «خصوصاً إن الجيب مليان من العيادي!»، شيء نخزنه لعيد الأضحى وشيء نرتديه». لكنها عند خوله خطأ، «علينا أن نتعلم الرضا والقناعة بما نملك من ملابس! إن الفقراء ينظرون إلينا ونحن في الأسواق بعيون الحسرة والبؤس لما لدينا نحن وحرموا منه هم، مثلما نبتاع قطعة جديدة، فلنخرج قطعة قديمة تكدست في الخزانة ولا نرتديها حتى، بالنهاية هي قطعة جديدة لفقير حلم بها مراراً!».
بعض النسوة أيضاً يرغبن في الاكتفاء بما لديهن، لكنهن ضعاف أمام الجديد، تقول مريم الكوهجي «حالما أدخل السوق لا أستطيع منع نفسي من شراء ما يعجبني من القطع! سواء أحتاجها أو لا ودون التفكير في أنني أملك ما يناسبها حتى!، أعلم أنها عادة سيئة وأخبر نفسي دوماً أن علي التخلص منها، لكن أصناف الملابس تأسرني وتنسيني ما حذرت نفسي منه «وكلام الليل يمحوه النهار».
لكن نورة أحمد لا تجد بأساً في اقتناء ملابس جديدة، «فرض علي هذه السنة زفاف ابنة عمي بعد العيد بعشرة أيام، فلا يسعنا أن نلتقط أنفاسنا بعد التسوق للعيد إلا أن ندخل في حرب سوقية جديدة لأجل «فستان الزفاف المثالي» وإكسسواراته وكذلك إكسسوارات الشعر والمكياج وسواها..».
وتتسوق أمينة سعد نظراً لقلة مشترياتها قبل العيد، «أنا كعادتي أشتري فستاناً واحداً للعيد دائماً وأكتفي بالعباءة لثاني وثالث أيام العيد، لذلك أنا لا أملك العديد من الملابس التي تغطي مناسباتنا بعد العيد من أعراس واحتفالات وأعياد الميلاد والاستقبالات وغيرها».
وتبدو أسماء محمد غريبة نظراً لقناعتها بما اشترته من السوق، «الحمد لله انتهيت من السوق! لا حاجة لي له بعد الآن إلا لعيد الأضحى المبارك، راحة نفسية تغمرني ولا توتر يهدد هدوء أعصابي!»، مؤكدة «إن قصة الفتاة مع «فستان العيد» أو «الفستان المثالي» متعبة وشاقة! وتحتاج مجهوداً كبيراً لتتخطى الفتاة حرب الموضة والأناقة، ولله الحمد اكتفيت إلى الآن من ما اقتنيت من ملابس للعيد ولرمضان».
وتبدي أم سلمان ارتياحها لاختيار أسماء، مشيرة إلى أن لديها وأبنائها ما يكفيهم من ملابس، وكانت قد تعبت من شراء ملابس لعيد الأضحى المبارك، «في الفترة الأخيرة أغلب البحرينيين كدسوا ملابس كثيرة، يصدمون من كثرتها عندما يفتحون خزانتهم فقط!، لا أبحث عن الملابس الآن إلا نادراً لأكمل ما تبقى لعيد الأضحى فقط».
أما خالد وليد المرتبط بزوجتين، فيشكو من أن إحداهما وجدت ملاذها في المحلات التجارية والأسواق! فهي تعتبر كل يوم عيد لها ولابنتي الوحيدة، «البدلة لا تتكرر عليها إلا بعد أسابيع!، الأسواق والمحلات التجارية تستنزف راتبها وجزء كبير من راتبي أيضاً! كيف للأسواق أن تهجر إذن؟!». لكن عبدالله يتصرف بشكل طبيعي، «كلما رأيت زوجتي ترغب بشراء ما لا تحتاجه من السوق أذكرها بعدد الملابس المشابهة التي تمتلكها، وأهون من شأن ما تشتريه، بسبب الشكل أو اللون أو التصميم، والحمدلله «عدت سليمة» طوال هذا الوقت، إلى أن تكتشف «المدام» هذه الخدعة!».