كتب- حذيفة إبراهيم:
«استطعت أن أجمع توقيع ستة آلاف شخص من قرى البحرين، رفضوا فيه العنف والإرهاب، بالرغم من الخوف والهلع الذي كان ينتابهم» تقول مواطنة، بينما تقول أخرى إن: «الإرهاب المسيطر على منطقة سترة مرفوض من قبل غالبية الأهالي»، وأشارت مواطنة أخرى إلى أن «الإرهابيين اقتحموا منزلها وبدؤوا بضربها مراراً والاعتداء عليها وأزالوا عنها حجابها، على الرغم من قولهم إنهم» لا يعتدون على الحرائر» إلا أنهم كانوا أول من يعتدي على امرأة لمجرد اختلافها معهم بالرأي».
وأكد مواطنون، رفضهم الشديد للعنف والإرهاب الذي تشهده قراهم، مضيفين أن الإرهاب أثر على سير حياتهم الطبيعية التي يودون ممارستها كباقي مناطق البحرين.
وقالوا لـ «الوطن» إن رفضهم للإرهاب أدى إلى تعرضهم للإرهاب والضرب والتخريب والتهديد مرات عديدة في ظل صمت وعدم احتواء من قبل الجهات الرسمية والحكومية.
وأوضحوا أن الأصوات الرافضة للإرهاب تخاف من التعرض لها مجدداً في ظل تباطؤ بعض الجهات الرسمية في اتخاذ ما يلزم لحمايتهم، مشيرين إلى أن أي جهة لم تتصل بهم للتعويض أو فهم ما يعانونه.
التعرض لها 8 مرات
وأكدت المواطنة «أم عمار» أن الإرهاب المسيطر على منطقة سترة مرفوض من قبل غالبية الأهالي، مشيرة إلى أن تصدرها الحركة المناهضة للعنف في القرية أدى إلى استهدافها 8 مرات من قبل المخربين.
وقالت أم عامر لـ «الوطن» إن الخوف داخل القرى من رفض الإرهاب بصوت عال هو بسبب عدم احتضان الجهات الحكومية لهم، حيث إن تعرضهم للتهديدات أو التخريب لا يقابله أي موقف من قبل العديد من الجهات الرسمية.
وتابعت «بعد أن رأيت ما نشر في جريدة الوطن سابقاً عن أهالي قرية بوري، أبيت إلا أن أجهر بصوتي الرافض للإرهاب، حتى وإن كلفني المزيد من جولات الخسائر المادية أو التهديد».
وأشارت إلى أن الاستياء يزداد يوماً بعد يوم داخل القرى من الإرهاب المتصاعد، إضافة إلى السخط على العديد من الجهات الرسمية التي يقع على عاتقها إيقاف التحريض والعنف والإرهاب.
وأوضحت أن العديد من أهالي القــــرى ينتظرون بشغف تطبيق توصيات المجلس الوطني على أرض الواقع، حيث يعتقدون أنها كفيلة بإيقاف الإرهاب، إلا أنهم يرون تباطؤاً في تنفيذها، مما يجعلهم حذرين من رفع أصواتهم المنادية بالقضاء على الإرهاب رغم عدم رضاهم عنه خوفاً من البطش.
وأشارت إلى أنها تعرضت للضرب والتهديد وتكسير المنزل وحرقه، بالإضافة إلى 8 محاولات اعتداء واقتحام للمنزل من قبل الإرهابيين خلال عام واحد فقط، مما أدى لاحقاً إلى خروجها من سترة وتأجيرها لمنزل في مكان آخر، وذلك تفادياً للتعرض لفلذة كبدها الوحيد.
وقالت «استطعت تجميع حوالي 6 آلاف شخص يرفضون العنف والإرهاب من عدة قرى في المملكة، رغم الخوف والهلع الذي كان ينتابهم، وأقمنا عدة فعاليات وطنية وأنشطة للحمة الوطنية، إلا أن التعرض لنا من قبل الإرهابيين أدى إلى توقف تلك الأنشطة».
وتابعت «ألقوا زجاجات المولوتوف على منزلنا في أحد المرات، وحال لطف الله من تعرضنا لأي مكروه، إلا أنه الإرهابيين تعرضوا لأملاكنا، وهددوا كل من استأجر أي عقار نملكه بأن عدم مغادرتهم له يعني قتلهم الحتمي».
وبينت أنه وفي أحد المرات تم إحاطة المنزل بالإطارات وإشعالها قرب الباب لمنع خروجهم منه إلا أن تواجد بعض أهل الخير، وإخماد الحريق هو من أنقذهم».
وأشارت إلى أن الإرهاب لم يتوقف بحقهم، حيث حاولوا إحراق أحد المباني لهم، ثم سرقة محتويات المنزل والتي قدرت قيمتها بـ 7 آلاف دينار، وذلك فضلاً عن العشرات من رسائل التهديد التي أرسلوها سواء عن طريق الرسائل النصية أو من خلال المطبوعات التي توضع أمام باب منزلهم.
وأوضحت أم عامر أن «الإرهابيين اقتحموا منزلها وبدؤوا بضربها مراراً والاعتداء عليها من قبل ملثمين، بينما أزالوا عنها حجابها، وذلك على الرغم من قولهم بأن «لا أحد يعتدي على الحرائر» إلا أنهم كانوا أول من يعتدي على امرأة لمجرد اختلافها معهم بالرأي».
وقالت إن الإرهابيين استهدفوا في حادثة أخرى سيارتين يمتلكونها، بينما كان التهديد الأخير هو بالتعرض لفلذة كبدها الوحيد والبعيد عن العنف والإرهاب.
وأشارت إلى أنها تقدمت بعدة بلاغات لمركز الشرطة حول ما يجري لها من اعتداءات أو تهديدات».
وأوضحت أن الإرهابيين حطموا في أحد المرات تمثالاً تم صنعه من العديد من الأهالي لجلالة الملك المفدى، حيث احتفظت به في منزلها ريثما يقابلون جلالته لتقديمه له. وأضافت أن زوجها يواجه مضايقات في عمله من أتباع الوفاق، سواء على الصعيد الشخصي أو في العمل، الذين يرفضون الأصوات الأخرى أو التي تختلف معهم بالرأي، وهو ما يكشف زيف ادعائهم بالمطالبة بالديمقراطية.
وأوضحت أن أهالي القرى يتساءلون حول عدم إلقاء القبض على علي سلمان رغم التحريض الذي يمارسه بشكل يومي، ورغم دفعه بأبنائهم إلى التهلكة والهاوية.
وقالت إن الأهالي أطلقوا عدة تساؤلات لعلي سلمان حول سبب عدم خروجه في المسيرات التي يدعو لها، أو مشاركة أي من أولاده في مثل تلك المسيرات، إلا أنه كان دائماً ما يتهرب من الإجابة، ووصلت إلى إغلاقه الخط على أحد المتسائلين الذين اتصلوا به.
وأكدت أن عدم تطبيق القانون على كبار المحرضين أو الإرهابيين يجعل الصغار يتمادون، حيث تروج جمعية الوفاق داخل القرى إلى أن الحكومة عاجزة عن تطبيق القانون كونهم على حق، وهو ما يجعل المزيد من الشباب يتهور ويخرج في مواجهات مع رجال الأمن.
وأوضحت أن الوفاق تكيل بمكيالين حتى مع المسجونين من أهالي القرى، بينما تخلت عن العديد منهم بعد أن زجت بهم في معترك الإرهاب والمواجهات مع رجال الأمن، إلا أن ضغط الأهالي في بعض المرات يجعلها تقيم مهرجانات بأسماء البعض منهم، التي يتم إدراجها «بالواسطة، وهو ما أثار سخط المزيد من الأهالي عنهم.
وقالت إن البعض ممن يدعون الفقر أمام الرأي العام الخارجي يمتلكون أموالاً طائلة من دعم الوفاق، حيث يسافرون إلى جنيف وعدة دول أوروبية، ليروجوا بأن الشعب البحريني فقير ومظلوم، بينما يقطنون هم في فنادق 5 نجوم.
وأشارت إلى أن الوفاق والجماعات الإرهابية تكرم بعض أعضائها بين فترة وأخرى بمثل تلك السفرات إلى الدول الأوروبية، موضحة أن الشارع يرى أن الوفاق تسعى للمناصب وهي أول من ستبيعه في حال الحصول عليها، وحينها ستتخلى عن كل ما كانت تنادي به.
وقالت إنها حاولت التواصل مع عدة جهات حكومية، إلا أن الرفض أحياناً والمماطلة في أحيان أخرى هو ما واجهته، ما أدى إلى يئسها، مشيرة إلى أنها خرجت من خلال إذاعة البحرين لتعلن عن موقفها الرافض للعنف والإرهاب، حيث كان يمثل الحل الأخير بالنسبة لها. وتابعت «خسرت منزلي وأثاثي وسيارتي بسبب الإرهابيين، لكن ذلك لن يوقفني، وأحاول التعبير عن رأيي من خلال مكان آخر، نريد الأمن والأمان والعيش برخاء بعيداً عن الإرهاب.
وعادت أم عامر لتقول «أصبحنا نحلم بالعودة إلى الحياة الطبيعية، نريد أن نعود إلى منازلنا، أصبحنا كالمهجرين ولا يمكن التعامل مع المخربين، هم فئة قليلة ويجب اجتثاثهم».
حرقوا منزلها 3 مرات
من جانب آخر، قالت المواطنة أم عبدالله إن الإرهابيين حرقوا منزلها في منطقة العكر 3 مرات بسبب عدم مشاركة ولدها الوحيد في عمليات الإرهاب والتخريب، مشيرة إلى أنهم تعرضوا له مرات عديدة بالشتائم والتهديد والوعيد.
وأشارت إلى أنها تلقت العديد من الرسائل والتهجم عليها في القرية رغم أنها امرأة وحيدة في حال عدم تواجد ابنها سواء أكان في العمل أم غيره.
وقالت «لم يرحمونا، ولم تنفع النداءات المتكررة معهم بتركنا وشأننا، وأصروا على مغادرتنا للقرية وكأنهم تملكوا تلك القرية».
وأضافت، أنها «حاولت التواصل مع الجهات المعنية مرات عدة دون أي جدوى، فلم يتم توفير سكن بديل لهم لولا أهل «الخير» الذين تكفلوا بمصاريف الشقة، حيث لا يكفي راتب ولدها لتحمل تلك الأعباء الإضافية».
إغلاق صالون نسائي
إلى ذلك قالت المواطنة «؟؟؟»، التي رفضت الكشــف عن اسمها خوفاً من التعرض لها بالأذى من قرية سنابس إنها تمتلك أحد الصالونات النسائية بالقرب من أعمال الشغب والتخريب التي تشهدها المنطقة باستمرار مما أثر على عملها.
وأوضحت أنها تخاف من ذكر اسمها كون الإرهابيين تعرضوا لها مراراً بعد أن طلبت منهم الابتعاد عن مدخل الصالون، حيث انهالوا عليها بالشتائم والتهديد، رغم أنها «امرأة» وحيدة.
وأشارت إلى أن ما يجري من إرهاب وعنف أثر عليها، وأصبحت العديد من الزبونات يذهبن إلى أماكن أخرى بسبب وقوع محلها في منطقة ساخنة، ما أدى لتعرضها إلى خسائر عديدة.
وقالت «قدمت شكاوى، وذهبت إلى جهات عديدة دون جدوى، نحن نريد إيقاف العنف والعيش بسلام، على الجهات المعنية اتخاذ اللازم لإيقاف ما يجري، فنحن سئمنا من ذلك».
وأشارت إلى أنهم أجبروها على إغلاق المحل يوم 14 أغسطس وغيرها، فضلاً عن أنهم يجبرونها على إغلاق المحل عندما تكون هناك أعمال شغب وتخريب في القرية.