كتبت - نور القاسمي:
أكد رئيس جمعية البحرين لمرضى السكلر زكريا الكاظم أن 70% من وفيات مرضى السكلر ترجع لعدم مراجعتهم للطبيب.
وبين الكاظم أن هذه الفئة قد لا يتعرضون لنوبات ألم إلى أكثر من 8 أو 9 سنوات من حياتهم، ولا يعاني من أي أعراض للمرض، إلا أنهم يعانون من الآلام مرة واحدة، وبعد ذهابهم إلى المستشفى تزداد حالتهم سوءاً ويكون الوقت قد تأخر لعلاجهم، فيتوفى بسبب متلازمة الصدر أو التهاب في الصدر.
وأشار إلى أن من خصائص مرض السكلر هو أنه صامت ويزداد عن طريق أكله لجسد المريض دون أن يدرك، خصوصاً أن أعراض المرض قد تظهر على فئة، وتختفي عند فئة أو لا تظهر.
وأرجع هذه النسبة أيضاً إلى تراوح قدرة الإنسان على تحمل الألم من شخص إلى شخص آخر، فالألم الذي يراه أحدهم قوياً يراه الآخر ضعيفاً، واختلاف مقداره يسبب نوع من التشويش عند الطبيب.
وقال إنه إلى العام الماضي كان هناك عدد من المرضى لا يذهبون إلى المستشفى بسبب الإجراءات التي تؤخذ في المستشفى، كالإطالة وعدم حصولهم على المواعيد، إلا أن وبحسب توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، انتهت هذه المشكلة وتم تسهيل الإجراءات على المرضى وتقليل فترة انتظار المريض لموعد الطبيب.
وأشار إلى أنه نسبة إلى عدد مرضى السكلر المسجلين في وزارة الصحة 5000 مريض، وحسب عدد الزيارات فإن كل مريض يزور المركز مرة واحدة سنوياً، وهو متأخر بستة أشهر عن موعده، مجتنبين المرضى الذين يكررون مواعيدهم، والمرضى غير المسجلين في مجمع السلمانية الطبي أو الذين يستفيدون بشكل مباشر من الخدمات المقدمة من قبل السلمانية، خصوصاً لأن عدد المرضى أكبر بكثير من ذلك، مؤكداً أنه إلى اليوم لا يوجد عدد أو نسبة حقيقية صحيحة لمرضى السكلر.
وقال إن من أكبر التحديات التي تواجه مرضى السكلر في البحرين هي بطء إجراءات توظيف كادر للمرض، من الأطباء والاستشاريين والاختصاصيين، مبيناً أنه لا يعلم التأخر من أي من الجهتين أو قد يكون من كلاهما، وهما الخدمة المدنية أو وزارة الصحة، خصوصاً أن المتخصصين في مرض السكلر نادرون في العالم أجمع، وحتى جلب الخبرات من الخارج لم يفد لأن الوزارة لا ترضى أن تدفع له راتبه الذي سيتقاضاه في أي دولة أخرى.
وتابع أن وزارة الصحة لجأت للحل الأسلم وهو أن تدرب الأطباء وتستثمر أموالها في تدريبهم، إلا إننا إلى الآن لم نجد ما يلبي طموحنا في مجال التدريب، خصوصاً أن أعداد المدربين والمدربات من الأطباء والممرضين لهذا التخصص قليل جداً.
وقال إن ما قدمه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أمر سابق من نوعه ومتقدم على جميع دول الخليج العربي، ويدلل على اهتمامه المباشر بجميع المرضى سواء كانوا مرضى السكلر أو غيرهم، وبتوجيهاته أصبح الملف الصحي كملف شخصي للمواطن والمقيم في مملكة البحرين ولا يقبل التنازل عنه، وقال إنه ما تميزت به مملكة البحرين بأن القطاع الصحي فيها تقدم على أي شأن آخر وأي قطاع آخر فيها.
وأضاف أن توصيات سموه سبقت حتى توصيات تقرير مستشفى جون هوبكنز بما يتعلق بتشكيل فريق طبي موحد لعلاج مرضى السكلر قبل عامين ونصف، أما جون هوبكنز فأوصى به قبل أشهر قليلة.
ونصح كاظم كل مريض، سواء كان يعاني من مرض السكلر أو أي مرض آخر، مراجعة الطبيب كل ستة شهور حتى لو لم يعاني من أعراض مرضه أو آلامه. لتجنب الأمراض الموسمية وأخذ التطعيمات اللازمة والتأكد من عمل جميع أعضاء الجسم بشكل سليم، ولاكتشاف أي خلل أو مشكلة قد تطورت بسبب السكلر، مبيناً أن الألم هو إنذار فقط، وعلينا أن نسبق الإنذار بالوقاية.
جدير بالذكر أن جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر سجلت 218 ضحية لمرض السكلر منذ العام 2009 حتى العام 2014، في الوقت الذي سجل العام 2014 ثاني أعلى نسبة وفيات بالمرض، بسقوط 46 ضحية من مرضى السكلر.
وأن عدد مرضى فقر الدم المنجلي المسجلين ضمن وزارة الصحة بلغ عددهم 5000 مريض، والمدخلين ضمن المركز 100 مريض، 65 منهم من الذكور و35 منهم إناث، ويشهد قسم الطوارئ من 70 إلى 100 زيارة يومياً من مرضى فقر الدم المنجلي، و300 إلى 400 زيارة يومية لجميع المراكز الصحية في المملكة، و400 مريض في العيادة المتعددة التخصصات، والتي تمتلك 11 تخصصاً مختلفاً مجتمعين في عيادة واحدة.