عواصم - (وكالات): شن تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي هجوماً مباغتاً على مدينة عين العرب «كوباني» السورية الحدودية مع تركيا شمال البلاد، وتمكن من دخولها مجدداً بعد الهزيمة التي كان مني فيها قبل أشهر، وانتزع في هجوم آخر من قوات النظام مناطق وأحياء في مدينة الحسكة. وفي جنوب البلاد، شن مقاتلو المعارضة وجبهة النصرة -ذراع تنظيم القاعدة في سوريا- هجوماً واسعاً على مدينة درعا في محاولة للسيطرة عليها بشكل كامل وطرد قوات النظام منها. من ناحية أخرى، أقيمت جنازة رسمية أمس في طهران لثلاثة إيرانيين قتلوا في معارك ضد «داعش» في سوريا، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية. واضطر «داعش» في يناير الماضي من الانسحاب من مدينة كوباني التي كان احتل أجزاء واسعة منها إثر 4 أشهر من المعارك التي ارتدت طابعاً رمزياً كونها جرت تحت أنظار وسائل الإعلام العالمية التي تابعتها بدقة. وتمكن الأكراد آنذاك من دحر التنظيم المتطرف نتيجة دعم الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي شن غارات جوية متواصلة ومكثفة على مواقع المتطرفين. كما دخلت تعزيزات من المقاتلين العراقيين الأكراد والسوريين العرب إلى كوباني لمساندة وحدات حماية الشعب.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون بأن «داعش» بدأ هجوماً مفاجئاً على عين العرب وتمكن من دخولها.
وأقدم التنظيم في وقت لاحق على تنفيذ تفجيرين انتحاريين بسيارتين مفخختين في منطقة معبر مرشد بينار الحدودي نفسها.
وتلقى «داعش» ضربة كبيرة في تل أبيض الحدودية مع تركيا، إذ حرم من طريق إمداد أساسي للسلاح والمقاتلين إلى المنطقة.
من جهتها نفت أنقرة بشكل قاطع أن يكون عناصر «داعش» قدموا من أراضيها، مشيرة إلى أنهم «تسللوا من جرابلس في سوريا» على الحدود بين البلدين. وشمال شرق البلاد تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام و«داعش» جنوب الحسكة بعد أن تمكن التنظيم من دخول حيين في المدينة إثر هجوم شنه صباح أمس. وقال المرصد إن التنظيم سيطر «على حيي النشوة والشريعة وصولاً إلى شارع المدينة الرياضية جنوب وجنوب غرب مدينة الحسكة (...)، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 30 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها و20 عنصراً من التنظيم». وهو الهجوم الرابع لـ«داعش» على الحسكة منذ 30 مايو الماضي. وفي الجنوب تتواصل المعارك العنيفة في مدينة درعا بعد هجوم بدأته فصائل معارضة وجبهة النصرة على أحياء تحت سيطرة النظام في المدينة.
ويسيطر مقاتلو المعارضة على 70% من محافظة درعا وعلى الجزء الأكبر من مدينة درعا التي شهدت أولى الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد منتصف مارس 2011.
من ناحية أخرى أقيمت جنازة رسمية أمس في طهران لثلاثة إيرانيين قتلوا في معارك ضد «داعش» في سوريا، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية. من جهة أخرى أعدم «داعش» 23 كردياً بالرصاص في قرية برخ بوطان جنوب عين العرب في حلب شمال سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. في سياق متصل نشر «داعش» شريطاً مصوراً يظهر قيام عناصره بإعدام 12 عنصراً في فصائل إسلامية سورية قاتلت ضده، عبر قطع الرأس قائلاً إنهم أسروا خلال معارك في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وفي شأن آخر، أفاد مصدر حكومي أردني أن قذيفة مصدرها سوريا سقطت في مدينة الرمثا شمال الأردن ما أدى إلى مقتل شاب عشريني وإصابة 4 آخرين بجروح متوسطة.