الرقة - (الجزيرة نت): أثارت سيطرة قوات المعارضة السورية المسلحة على اللواء 93 في محافظة الرقة شمال سوريا عدة تساؤلات عن التراجع الكبير لقوات تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي في الرقة.وأثار التمدد الجديد لقوات بركان الفرات التابعة للمعارضة السورية المسلحة ووحدات حماية الشعب الكردية بمدينة الرقة، ودحر قوات «داعش»، التساؤلات عن أسباب تراجع التنظيم المتطرف.وكانت قوات بركان الفرات -وهو فصيل عسكري معارض يجمع وحدات حماية الشعب الكردية والجيش السوري الحر- قد سيطرت على اللواء 93 الإثنين الماضي بعد أن سيطرت مطلع الأسبوع الجاري على القسم الشمالي من بلدة عين عيسى.ويؤكد أبو جابر -قائد في القوات المشتركة التي تحارب «داعش» بالرقة- أن قوات بركان الفرات تمكنت من دخول اللواء 93 من جهتي الغرب والشمال الغربي للواء بعد أن قامت قوات «داعش» بالانسحاب من أماكن تمركزها داخل اللواء باتجاه بلدة عين عيسى المجاورة، حسب قوله.ويضيف «تابعنا تقدمنا باتجاه البلدة لنجبر التنظيم على الانسحاب منها أيضاً تحت ضربات النيران ومساندة طائرات التحالف الدولي لنا». ويشير القائد العسكري إلى أن «انسحاب تنظيم الدولة كان إلى قرى جنوبي بلدة عين عيسى باتجاه مدينة الرقة التي لاتزال تحت سيطرة التنظيم»، منوهاً بأن «أغلبية سكان بلدة عين عيسى كانوا قد نزحوا منها خوفاً من المعارك الدائرة». وعن أهمية اللواء 93 وبلدة عين عيسى، يقول أبوجابر إن «البلدة واللواء هما نقطتا الدفاع الأولى بالنسبة لتنظيم الدولة باتجاه مدينة الرقة، حيث يبعد اللواء عن مركز مدينة الرقة 50 كيلومتراً فقط».ومع انهيار هذه القاعدة إضافة إلى بلدة عين عيسى يعتبر الطريق إلى دحر قواته من الرقة أسهل من ذي قبل باعتبار أن اللواء 93 كان من أهم مراكز التنظيم وأكبر مستودعاته العسكرية.يشار إلى أن «داعش» استطاع بسط سيطرته على اللواء 93 من أيدي قوات النظام السوري في أغسطس الماضي، والتي كان يعتبرها النظام من أهم نقاطه العسكرية المتواجدة في ريف الرقة الشمالي.من جانبه، يؤكد الناشط الميداني أحمد عبد الله أن «فقدان «داعش» بلدات سلوك وتل أبيض إضافة إلى اللواء 93 وبلدة عين عيسى جعلته يخسر أهم دفاعاته العسكرية لمحافظة الرقة من جهة الشمال».ويضيف «بعد انسحاب التنظيم من اللواء 93 وبلدة عين عيسى توجهت قواته إلى مدينة الرقة وبدأت بالانتشار الكثيف داخل المدينة ونصب الحواجز الثابتة والطيارة داخل وخارج المدينة».ويتابع «التنظيم يعيش حالة ارتباك لم نعهدها في السابق، حيث بدأ بوضع جدران إسمنتية ورفع حواجز ترابية وحفر خنادق في الجهة الشمالية لمدينة الرقة وإخراج كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر من داخل الفرقة 17 التي يتخذها التنظيم نقطة عسكرية تعتبر من أهم نقاطه الدفاعية من الجهة الشمالية لمدينة الرقة».وينوه عبدالله بأن «الخسائر المتعاقبة لـ«داعش» دفعته إلى رفع معنويات مقاتليه ومناصريه من خلال نصب شاشات عملاقة عند مركز مدينة الرقة واستعراض أفلام وإصدارات عن انتصاراته في سوريا والعراق، وحشد أعداد كبيرة لمشاهدتها».