كشف مدير إدارة مكافحة المخدرات بالإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية العقيد مبارك عبدالله المري أن جهود رجال المكافحة أسفرت عن ضبط 33 كيلوجراماً من مادة الحشيش المخدرة، و12 كيلوجراماً من مادة الهيروين، و2 كيلوجرام من مادة الميثافيتامين، و4 كيلوجرامات من مادة الماريجوانا، و3 كيلوجرامات ونصف من بذور الخشخاش، خلال الفترة من 1 يناير - 20 الجاري.
وأضاف في حوار لـ «بنا» أنه تم ضبط كميات كبيرة من المؤثرات العقلية المتنوعة مثل الأمفيتامينات، إذ تم ضبط مائة ألف حبة منها، و120 ألف حبة من الترامادول المخدر، وألف حبة من حبوب البرازولام المخدرة، إضافة لكميات كبيرة من مواد مخدرة متنوعة أخرى، وبالإجمال فقد تم ضبط حوالي 391 قضية منها 192 قضية براً، و45 قضية جواً، و154 قضية داخل أراضي المملكة، كما بلغ عدد المتهمين 596 متهماً منهم 199 مواطناً، و273 خليجياً، و17 من الجنسيات العربية الأخرى، و107 من جنسيات أجنبية مختلفة.
وأشار إلى أن الإنجازات التي حققتها إدارة مكافحة المخدرات حديث طويل، لكثرة الإنجازات المحققة التي تظهرها الإحصائيات على أرض الواقع، مما يؤكد نجاح استراتيجية إدارة مكافحة المخدرات التي تمثل جزءاً أساسياً من استراتجية اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات برئاسة وزير الداخلية، والتي اكتملت مؤخراً بإقرار الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والتي أطلقها الوزير في الاحتفال الأخير باليوم العالمي لمكافحة المخدرات.
وأوضح مدير إدارة مكافحة المخدرات بالإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية أن تلك الاستراتيجية تقوم على محورين أساسيين هما، خفض العرض حيث تم استهداف شبكات وعصابات التهريب ورصد خطوط التهريب الجديدة، وبالتالي تم إحباط تهريب كميات كبيرة من المخدرات، التي لو دخلت إلى المملكة لشكلت خطورة كبيرة على الشباب والمجتمع، ويظهر أثر تلك الضبطيات الكبيرة في ارتفاع أسعار المواد المخدرة نظراً لقلة المعروض منها.
إحصائيات واقعية
وذكر أن إحصائيات إدارة مكافحة المخدرات تؤكد حجم الجهود التي يبذلها منتسبو الإدارة، وذلك بالتنسيق مع كافة الأجهزة في وزارة الداخلية كشؤون الجمارك وخفر السواحل وذلك تحقيقاً للهدف الأسمى وهو «نحو مجتمع خالٍ من المخدرات».
ونوه إلى أن وزارة الداخلية وفرت كل سبل التقدم مثل الدورات التدريبية المتقدمة سواء داخل البحرين أو خارجها.
وقال العقيد مبارك بن حويل إن المحور الثاني يتمثل في خفض الطلب، ويرتكز المحور على أساس هام وهو التوعية بأضرار المخدرات بكافة السبل والطرق مما يؤتي ثماره في النهاية بخفض أو تقليل الطلب على المخدرات والمؤثرات العقلية، وفي إطار التحضير للبرامج التوعوية التي أعدتها لجنة التحضير للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات برئاسة الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة، محافظ المحافظة الجنوبية فقد تم إعــداد ورشة عــمل بالإدارة الـعـامـة للإصلاح والتأهـيل وذلك لتمهيد الأرضية الخصبة لنشر الوعي والثقافة لنزلاء الإدارة من المحكوم عليهم في قضايا المخدرات، بإلقاء محاضرات توعوية عليهم عن أضرار التعاطي الصحية والاجتماعية والنفسية، بهدف إقامة سياج واقي يحول بينهم وبين العودة لدائرة المخدرات مجدداً.
وأفاد أن إدارة مكافحة المخدرات قامت على مدى السنوات الماضية بإطلاق حملات توعية ومطبوعات وبوسترات في الشوارع للتوعية بأضرار المخدرات، وفي هذا العام حرصت الإدارة على إبراز جهود كافة أجهزة وزارة الداخلية في مكافحة المخدرات مثل شؤون الجمارك وخفر السواحل والقوات الخاصة وطيران الشرطة، وذلك إيماناً منها بأن مكافحة المخدرات مسؤولية الجميع.
صغار السن
وفيما يتعلق بأبرز أسباب وقوع الشباب وخاصة صغار السن في شرك المخدرات، أشار إلى لو تحدثنا عن أسباب ودوافع تعاطي المخدرات والإدمان عليها فإننا نجدها أسباباً كثيرة ومتنوعة فهناك أسباب قد تكون مباشرة وأخرى قد تكون غير مباشرة تؤدي للإدمان، لكننا نستطيع أن نجملها في عدة أسباب هي:علاقة الأسرة بتعاطي المخدرات، إذ تعتبر الأسرة من العوامل الأساسية في عملية التعاطي، ويمكن إرجاع هذه المشكلة إلى البيئة التي نشأ فيها المدمن، ومدى المعاملة الجيدة أو السيئة التي يتلقاها من أفراد الأسرة وبخاصة الوالدين، فالأسلوب الذي يتبعه الوالدان في تنشئة أبنائهم من مرحلة الطفولة قد تترتب عليه نتائج هامة وخطيرة في تشكيل السمات الشخصية للأبناء عند الكبر، إضافة إلى التكوين النفسي وعلاقته بتعاطي المخدرات، والمقصود بالتكوين النفسي مجموعة العوامل الداخلية والتي قد تؤثر في تكوين شخصية المدمن، وهو ما يرجع إلى عدة عوامل منها الوراثية أو التنشئة الاجتماعية وما قد يصيب الشخص من أمراض نفسية، مثل القلق والاكتئاب والوسواس وضعف الثقة بالنفس وعدم الثقة بالآخرين.. وكلها عوامل تدفع الشخص باتجاه الإدمان وتعاطي المخدرات، إلى جانب البطالة وعلاقتها بتعاطي المخدرات، من بينها الفقر أو الحاجة للمال في حد ذاته ليس سبباً للوقوع في براثن الإدمان أو الاتجاه لتجارة وترويج المخدرات، لكنه في حالات قليلة قد يولد حالات فردية تتجه إلى السلوك المنحرف المضاد للمجتمع والمنافي للدين والأخلاق، خاصة مع غياب الوازع الديني في بعض المجتمعات ومع الثورة التكنولوجية والحضارية التي يعيشها العام.
الوازع الديني
واستطرد حول أبرز أسباب وقوع الشباب وخاصة صغار السن في شرك المخدرات، قائلاً إن هناك ضعف العامل الديني وعلاقته بتعاطي المخدرات، مشيراً إلى أن الدين هو السياج الواقي لأي مجتمع والحامي للقيم والأخلاق، لكن إذا غاب الوازع الديني ظهرت بوضوح ظاهرة تعاطي المخدرات، لأن من يفقد الإيمان بالله يسهل عليه فقدان أي شيء، فلا يمكنه التمييز بين الحق والباطل والصواب والخطأ، فقد فقد بوصلة التوجيه في حياته، واختلط عليه الحق بالباطل والصحيح بالفاسد والحلال من الحرام، ونسي عظمة الله وقدرته سبحانه وتعالى وتجرأ على محارمه، إلى جانب رفقاء السوء وعلاقتهم بتعاطي المخدرات، موضحاً أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، يميل إلى المخالطة والشراكة مع الآخرين، أي أنه مفطور على حب التقارب مع الآخرين ومخالطتهم والتأثير عليهم أو التأثر بهم، فالصحبة حاجة نفسية واجتماعية وثقافية لا يمكن الاستغناء عنها، وأيضاً هناك أوقات الفراغ وعلاقتها بتعاطي المخدرات، إذ إن أوقات الفراغ نعمة عظيمة من المولى، ويجب أن تستثمر في طاعة الله عز وجل، وليس في معصيته. وقد قال صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ»، لكن على الناحية الأخرى من الكلام أن هناك حقيقة مرة يتفق عليها أغلب الباحثين والعاملين في مجال التوعية من أضرار المخدرات، ألا وهي أن وقت الفراغ يعد أبرز أسباب انتشار وتفشي ظاهرة تعاطي المخدرات في كل المجتمعات، سواء كان ذلك الفراغ هو فراغ في الوقت أو فراغ في العقل والتفكير والروح، فالشاب الذي لا يجد أمامه أساليب ووسائل مفيدة لقضاء وقت فراغه سوف يلجأ إلى وسائل أخرى بديلة من أهمها تعاطي المخدرات، وذلك لأنه معلوم من الدين أن النفس البشرية إن لم تشغلها بطاعة الله أشغلتك في معصيته، هذا بالإضافة إلى وسائل الإعلام وعلاقتها بتعاطي المخدرات، حيث يمكننا القول إن وسائل الإعلام بمختلف أنواعها المسموعة والمقروءة والمرئية هي أحد العوامل التي تساعد في تشكيل السلوك الإنساني، وذلك من خلال ما تقدمه وتبثه من برامج وأفلام ومسلسلات، أما عن كيفية مساعدتنا للشباب في مواجهة التعاطي، فإنه يمكننا القول بأننا قبل أن نساعد الشباب فقد ساعدهم قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 15 لسنة 2007م فقد حمى القانون المتعاطي من العقاب إذا ما قدم نفسه كمتعاط للمخدرات ويعفيه من العقاب أيضاً إذا قدم معلومات تؤدي للقبض على متورطين آخرين، كذلك الحال بالنسبة للأقارب حتى الدرجة الرابعة، هذا بالإضافة إلى توفير فرص العلاج من الإدمان في الداخل أو الخارج إذا ما أبدى رغبة صادقة في الإقلاع والعودة من جديد عضو صالح في المجتمع، فنحن نؤمن بأن المدمن شخص مريض يحتاج للعلاج قبل العقاب.
شرود الأبناء
وحول أبرز القصص لمساعدة الشباب وأهاليهم، قال تحضرني قصة شاب من عائلة ميسورة الخال فوجئ والده بتعاطي ابنه المخدرات، رغم عدم تقصيره معه من كافة النواحي المادية -التي ربما تكون أحد أسباب التعاطي- دون أن يعلم الأب، ولا تتخيل مدى صدمة الأب مما حصل لابنه، وأصبح لا يدري ماذا يفعل ولجأ إلينا للمساعدة والنصح والإرشاد، وجاء إلينا الشاب وتعرفنا على حالته وقدمنا له كل ما يلزم من مساعدة وعلاج حتى تعافى وعاد من جديد عنصراً فعالاً صالحاً لأسرته ومجتمعه، ويمكن أن نستفيد من تلك الحالة درساً مهماً وهو أن ليس من الصواب دائماً إغفال مراقبة الأبناء بحجة أن الأب يقوم بتلبية كل متطلباتهم المادية، التي ربما يكون ذلك سبب المشكلة الرئيس، ضعف الرقابة وكثرة النقود في يد الشباب يدفعهم لطريق مجهول.
وفيما يتعلق بأبرز النصائح للشباب وأولياء الأمور للابتعاد عن المخدرات، أشار إلى نصيحتي أولاً للآباء أقول لهم واقع المخدرات مخيف، ويحتاج إلى وقفة تأمل واهتمام شديدين من الجميع بلا استثناء، من قبل الأمهات والآباء وأولياء الأمور وجميع المسؤولين في الدولة فيجب أن تتضافر جميع الجهود من أجل منع أبنائنا وبناتنا من الوقوع في شرك المخدرات، وهنا يبرز دور التوعية الإعلانية والإعلامية في إظهار العلامات والأعراض التي تظهر على الشخص، ومن خلالها نعرف أنه وقع في شرك المخدرات، وهذه العلامات أو الدلائل هي صفات مشتركة بغض النظر عن نوع المخدر الذي يتعاطاه أو كميته، فإذا أدرك الآباء أو الأمهات أن ابنهم قد وقع في شرك المخدرات فيمكنهم أن يدركوا الخطر قبل أن يستفحل، وكذلك الحال بالنسبة للمدرس في المدرسة والذي هو مسؤول عن طلبته، وكذلك كل مسؤول في إدارته يمكنه فعل ذلك، موضحاً أن الأب والأم هما القدوة والمثل الأعلى في حياة الأبناء، فمن خلال تحلي الأب والأم بالخلق والتدين فإنهما يحفظان أبناءهما من السلوكيات المنحرفة ومنها الانجرار لتعاطي المخدرات، فالأبناء دائماً لابد أن يشعروا بقرب الأب والأم منهم لأن كلما كبر الأبناء أصبح تأثير أصدقائهم عليهم كبيراً، لذلك فهم بحاجة دائماً لوجود الأبوين بقربهما، يدلوهم على الطريق القويم ويحفظوهم من تقلبات الأخلاق والسلوكيات الخاطئة، كما إنه من المهم إعطاء الأبناء المعلومات الدقيقة عن المخدرات والخمور، كما يجب أن يكون لدى الآباء قاعدة معلوماتية قيمة تتيح لهم الإجابة عن كافة استفسارات الأبناء، والرد على أسئلتهم ومجابهة المعلومات المغلوطة التي يقدمها تجار المخدرات وأصدقاء السوء.