عواصم - (وكالات): يغادر آلاف السياح الأجانب تونس في عمليات إجلاء غداة هجوم دام على فندق في ولاية سوسة السياحية تبناه تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي وأسفر عن مقتل 38 شخصاً غالبيتهم من البريطانيين، فيما أعلن التنظيم المتطرف أن منفذ الهجوم يدعى أبا يحيى القيرواني، بينما أكدت الحكومة التونسية أن غالبية ضحايا الاعتداء بريطانيون.
ويعتبر الهجوم الذي نفذه طالب تونسي مسلح برشاش كلاشنكوف الأكثر دموية في تاريخ تونس المعاصر. وأسفر الهجوم عن مقتل 38 شخصاً وإصابة 39. وأعلن رئيس الحكومة الحبيب الصيد أن غالبية ضحايا الهجوم بريطانيون و»بعضهم ألمان وبلجيكيون وفرنسيون». وأكدت وزارة الصحة تحديد هوية 10 فقط بين الضحايا الـ 38 للهجوم الذي نفذه التونسي سيف الدين الرزقي «23 عاماً». وقتلت الشرطة الرزقي في محيط الفندق.
وقال مسؤول في وزارة الصحة «تم تحديد هوية 10 جثث من أصل 38 هم 8 بريطانيون وبلجيكية وألماني». وفي بريطانيا، أعلن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إثر اجتماع أزمة أن بلاده «يجب أن تستعد لاحتمال سقوط عدد كبير من البريطانيين بين ضحايا الهجوم الوحشي في تونس». وكانت وزارة الصحة التونسية لفتت إلى أن تحديد جنسيات قتلى الهجوم قد تستغرق وقتاً لأن معظمهم كانوا بلباس البحر. وبعد الهجوم، غادر مئات السياح على متن 13 حافلة نحو مطار النفيضة الواقع في منتصف الطريق بين سوسة والعاصمة تونس للعودة إلى بلدانهم في رحلات جوية متجهة خصوصاً إلى لندن ومانشستر وأمستردام وبروكسل وسانت بطرسبورغ.
ووصف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الهجوم بأنه «ضربة موجعة» لاقتصاد بلاده في حين اعتبرته وزيرة السياحة سلوى الرقيق «كارثة» على السياحة التي تعتبر من أعمدة الاقتصاد. وأكد رئيس الحكومة استدعاء جيش الاحتياط «لتعزيز التواجد العسكري والأمني في المناطق الحساسة (..) والمواقع التي فيها خطر إرهابي» و»تكثيف الحملات الأمنية والمداهمات لتتبع العناصر المشبوهة والخلايا النائمة» وغلق 80 مسجداً «تبث السموم للتحريض على الإرهاب». وأعلن الصيد «وضع مخطط استثنائي لمزيد من تأمين المواقع السياحية والأثرية بنشر وحدات مسلحة من الأمن السياحي على كامل السواحل وكذلك داخل الفنادق اعتباراً من مطلع يوليو المقبل» لافتاً إلى أن الأمن السياحي الحالي «غير مسلح». وأعلن رئيس الحكومة أنه سيتم «رصد مكافآت مالية لكل من يدلي بمعلومات تمكن من إلقاء القبض على عناصر إرهابية».
وأفاد بأن منفذ الهجوم «طالب في جامعة القيروان مولود سنة 1992، ومتحدر من مدينة قعفور» من ولاية سليانة شمال غرب البلاد «وليس له أي سوابق».
وأضاف أن الشاب الذي تظاهر بأنه مصطاف أخفى سلاح كلاشنيكوف في مظلة شمسية ثم أطلق النار على سياح أمام الفندق وداخله.
وكانت تونس أعربت عن خشيتها من تنفيذ اعتداءات مع اقتراب الموسم السياحي وأعلنت اتخاذ إجراءات أمنية. وهددت مواقع متطرفة تونس بهجمات جديدة في الصيف.