باريس - (وكالات): يسعى المحققون في فرنسا إلى معرفة ما إذا كان المشتبه به في تنفيذ الاعتداء الإرهابي شرق البلاد حيث قتل مدير مؤسسة يعمل فيها بقطع الرأس، قد تحرك منفرداً أو بالتواطؤ مع شركاء. وبعد الصدمة التي شكلتها اعتداءات يناير الماضي في باريس، وأعقبها ازدياد في الأعمال المعادية للإسلام في البلاد، تشعر السلطات الفرنسية بالقلق حيال عواقب الهجوم الجديد.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن الحادث يرقى بوضوح إلى هجوم إرهابي. وقطع رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس زيارته إلى أمريكا الجنوبية لحضور اجتماع وزاري مصغر دعا إليه الرئيس فرنسوا هولاند واقتصر على حضور وزراء الخارجية والدفاع والداخلية والعدل. وقال فالس على متن الطائرة التي أقلته من بوغوتا، إن الاعتداء أسفر عن «ضغوط كبيرة على المجتمع الفرنسي، يجب وضع حد لهذه الضغوط». وأشار رئيس الوزراء الفرنسي إلى أن «عملية قطع الرأس الرهيبة وهذا الإخراج والتنظيم ورفع الأعلام، شيء جديد في فرنسا»، بالإضافة إلى محاولة «خلق انطباعات». وأضاف «على المجتمع الفرنسي أن يكون قوياً» قائلاً إن «السؤال ليس ما إذا سيكون هناك هجوم آخر، بل متى سيحدث». ودانت أبرز هيئة للمسلمين في فرنسا، المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الاعتداء في منطقة ليون، داعية «المجموعة الوطنية بأكملها إلى اليقظة والوحدة والتضامن». بدورها، دعت رئيسة الجبهة الوطنية من اليمين المتطرف مارين لوبين إلى اتخاذ «إجراءات صارمة وقاسية فوراً للقضاء على المتطرفين». في حين طالب رئيس حزب «الجمهوريين» نيكولا ساركوزي بمزيد من اليقظة. وهي المرة الأولى التي يقطع فيها رأس شخص في فرنسا في هجوم إرهابي، الأمر الذي سبق أن قام به تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي في سوريا والعراق مراراً. واعتقل ياسين صالحي أثناء محاولته تنفيذ تفجير ثان في موقع صناعي، ولا يزال قيد الاحتجاز، كما زوجته وشقيقته، اللتان اعتقلتا.
وأفادت مصادر قريبة من ملف الاعتداء أن صالحي أرسل صورة «سيلفي» مع رأس ضحيته، مؤكدة بذلك معلومات أوردتها قناة «ام 6».
وبحسب وزارة الداخلية الفرنسية فإن صالحي كان مرصوداً من قبل الاستخبارات بين عامي 2006 و2008. وأكدت أنه «على علاقة بالتيار المتشدد» لكن لا سجل قضائياً له. وأوضح النائب العام في باريس فرنسوا مولان في مؤتمر صحافي أن صالحي وصل إلى مدخل مصنع الغاز الصناعي في سان كوانتان فالافييه في سيارة عمل وتمكن من دخول المصنع، وبعد دقائق «صدم المشتبه به سيارته بأحد مباني المصنع ما أحدث انفجاراً كان له عصف كبير».
وكان صالحي دخل المصنع وذبح مديراً في الرابعة والخمسين من العمر سبق أن عمل صالحي معه ثم قام بقطع رأسه وعلقه فوق سياج ورفع أعلاماً إسلامية.