عواصم - (وكالات): نجح الأكراد أمس في طرد تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي من مدينة عين العرب «كوباني» السورية الحدودية مع تركيا شمال البلاد، واستعادوا السيطرة الكاملة عليها حيث قتل في 48 ساعة على أيدي مقاتلي التنظيم المتطرف 206 مدنيين بينهم نساء وأطفال.
وشن «داعش» هجوماً مفاجئاً فجر الخميس الماضي على عين العرب التي تمكن من دخولها بعد أن تنكر عناصره بلباس وحدات حماية الشعب الكردية وفصيل مقاتل عربي، وتمركز في ابنية عدة في نواح مختلفة من المدينة، متخذاً من السكان «دروعاً بشرية» و»رهائن»، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون.
وتمكنت وحدات حماية الشعب من استعادة المباني التي احتلها التنظيم تدريجاً، ثم نجحت في تحرير عشرات المدنيين الذين كان يحتجزهم التنظيم، قبل تنفيذ عملية عسكرية لدخول آخر مركز لهم أمس.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «استعاد المقاتلون الأكراد السيطرة على المواقع التي كان احتلها «داعش» في كوباني»، وذلك بعد «دخول ثانوية البنين جنوب غرب المدينة التي كانت آخر موقع يتحصن فيه التنظيم».
وأوضح الصحافي رودي محمد أمين الذي يتابع من المنطقة الكردية شمال سوريا الوضع في كوباني عن قرب أن «الوحدات الكردية فجرت ألغاماً زرعتها في محيط مبنى ثانوية البنين، ثم اقتحمته»، مضيفاً «تم تنفيذ العملية العسكرية بعد التأكد أنه لم يبق مدنيون داخل المدرسة». وأضاف «عادت المدينة بكاملها تحت سيطرة وحدات حماية الشعب».
وأشار المرصد إلى أن «مقاتلي الوحدات وقوات الاسايش «الشرطة الكردية» يقومون بتمشيط المدينة بحثا عن عناصر قد يكونون فروا أو اختبؤوا».
وتعرض التنظيم المتطرف للهزيمة الأسوأ في سوريا على أيدي الأكراد عندما انسحب من مدينة كوباني في يناير الماضي بعد احتلال أجزاء واسعة منها إثر 4 أشهر من المعارك. إلا أن المعركة الأخيرة ارتدت طابعاً مختلفاً.
ورأى خبراء وناشطون منذ بداية الهجوم أن هدف التنظيم ليس السيطرة على كوباني إنما الرد و«تحويل الأنظار» عن خسائره الأخيرة في مواجهة الأكراد وكان آخرها مدينة تل أبيض في محافظة الرقة شمالاً، أبرز معاقله، عبر استهداف المدنيين وإثارة اهتمام الرأي العام.
وقال عبدالرحمن «لا يمكن اعتبار العملية الأخيرة هزيمة بكل معنى الكلمة، لأن التنظيم نفذ ما قصد كوباني من أجله، وهو ارتكاب المجازر، لقد أبيد في كوباني، هذا صحيح، لكن بعد أن ارتكب مجزرة فظيعة».
وبحسب المرصد، ارتفع عدد المدنيين الذين قتلهم «داعش» في كوباني ومحيطها منذ بدء هجومه الخميس الماضي الى 206، بعد العثور على مزيد من الجثث.
وفي الوقت الذي كان الأكراد يحسمون معركة كوباني، كان الائتلاف الدولي بقيادة أمريكية الذي يدعم منذ أشهر الأكراد في معاركهم ضد «داعش»، ينفذ غارات مكثفة في الريف الجنوبي لكوباني، على بعد أكثر من 35 كيلومتراً من المدينة، مستهدفاً تجمعات لتنظيم الدولة، ما أدى إلى مقتل 18 إرهابياً، بحسب المرصد السوري.
وشمال شرق البلاد، تتواصل المعارك منذ الخميس الماضي بين القوات النظامية و»داعش» الذي يحاول السيطرة على مدينة الحسكة. ودفعت المعارك أكثر من 120 ألفاً من سكان المدينة إلى النزوح، بحسب ما ذكر بيان لمكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة منشور على موقع المنظمة على الإنترنت. وجاء في البيان الأخير «استمرت حركة النزوح من الحسكة، ويقدر عدد الذين نزحوا داخل المدينة وإلى قرى مجاورة بـ120 ألفاً». وأشار البيان إلى أن «لا تغيير جوهرياً في الوضع العسكري على الأرض»، مشيراً إلى استمرار وجود نحو ألفي مواطن عالقين في حيي النشوة والشريعة اللذين استولى عليهما «داعش» الخميس الماضي من قوات النظام.
وذكر المرصد أن مقاتلين أكراداً انضموا إلى القتال إلى جانب قوات النظام التي يتقاسمون معها السيطرة على المدينة. ويحاول «داعش» منذ شهر السيطرة على مدينة الحسكة، مركز محافظة الحسكة والتي يبلغ عدد سكانها نحو 400 ألف شخص.
970x90
970x90