الكويت - (وكالات): كشفت وزارة الداخلية الكويتية أن الانتحاري الذي نفذ الهجوم الإرهابي على مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر في مدينة الكويت الجمعة الماضي هو سعودي الجنسية ويدعى فهد سليمان عبدالمحسن القباع، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الكويتية «كونا». وأوضحت وزارة الداخلية في بيانها أن الانتحاري دخل البلاد فجر الجمعة الماضي عن طريق المطار، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية «تعكف على البحث والتحري عن الشركاء والمعاونين في هذه الجريمة النكراء».
وتبنى تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي الهجوم الذي سقط ضحيته 26 شهيداً و227 جريحاً في مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر في العاصمة الكويتية.
إلى ذلك، ألقت أجهزة الأمن الكويتية القبض على سائق السيارة التي أوصلت الانتحاري الذي نفذ التفجير، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية في بيان.
كما أوقفت السلطات صاحب منزل اختبأ فيه السائق، بحسب البيان الذي أوردته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية.
وأوضح البيان أن صاحب المنزل الذي لم تكشف هويته، كويتي وأن التحقيقات الأولية أفادت بأنه «من المؤيدين للفكر المتطرف المنحرف». أما السائق فهو «عبدالرحمن صباح عيدان سعود وهو من مواليد 1989 ومن المقيمين بصورة غير قانونية».
وأضافت الوزارة أنه «عثر عليه مختبئاً بأحد المنازل في منطقة الرقة» في محافظة الأحمدي جنوب الكويت.
وغالباً ما تستخدم السلطات تعبير «مقيم بصورة غير قانونية» لوصف «البدون» الذين لا يملكون جنسية ويبلغ عددهم 110 آلاف شخص يطالبون بالجنسية الكويتية.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية عادل الحشاش للتلفزيون الكويتي الرسمي إن وزارة الداخلية ستواصل جهودها لكشف ملابسات التفجير.
وكانت السلطات أوقفت السبت الماضي شخصاً قالت إنه جراح نمر مجبل غازي المولود في 1988 وقالت إنه صاحب السيارة التي استخدمت لنقل الانتحاري الذي قال «داعش» إنه الإرهابي أبوسليمان الموحد.
وشارك آلاف الكويتيين أمس الأول في تشييع 18 من 26 شخصاً استشهدوا في التفجير الذي استهدف المصلين أثناء صلاة الجمعة في مسجد الإمام الصادق.
وأحدث التفجير صدمة في الكويت التي ظلت بعيدة على الاضطرابات العنيفة التي تهز المنطقة رغم أنها تقع على الحدود مع العراق. ومن بين القتلى مواطنان إيرانيان، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية الإيرانية.
وكذلك سقط 227 جريحاً في الهجوم الذي يعد أحد أسوأ التفجيرات في البلاد والأول الذي يستهدف مسجداً وأول اعتداء يتبناه «داعش» في الكويت.
ونقلت جثامين القتلى الثمانية الآخرين إلى مدينة النجف في العراق لدفنهم فيها. وفجر أمس، ووري الضحايا الثماني الثرى في مقبرة وادي السلام المجاورة لمرقد الإمام علي في مدينة النجف جنوب العراق، بحسب ما أفاد مسؤولون عراقيون. وقال نائب رئيس محافظة النجف لؤي الياسري إن «جثامين الشهداء التي وصلت إلى مطار النجف، تم دفنها في مقبرة وادي السلام في النجف».
وكانت الجثامين التي تعود إلى 7 كويتيين وسعودي، وصلت على متن طائرة كويتية خاصة إلى النجف. وسجيت النعوش التي لفت بالعلم الكويتي، لبعض الوقت في مبنى المطار، حيث تلا المسافرون الموجودون في قاعات الانتظار الفاتحة على أرواح الضحايا، وسط حال من الحزن والبكاء لدى أقارب الضحايا الذين رافقوا الجثامين.
ونقلت الجثامين بعد ذلك إلى مدينة كربلاء المقدسة لزيارة مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس، قبل أن تعود إلى النجف، حيث أقيمت مراسم تشييع في مرقد الإمام علي قبل دفن الضحايا في المقبرة فجراً، بحسب مسؤول إعلام العتبة العلوية فائق الشمري.
وفي سياق متصل، أعلن مكتب الزعيم الشيعي العراقي البارز مقتدى الصدر في بيان، أن الأخير زار الكويت «لتقديم التعازي للكويت حكومة وشعباً بسبب الجريمة النكراء التي استهدفت مسجد الإمام الصادق».