عواصم - (وكالات): قالت الحكومة التونسية إنها ستنشر ألف شرطي مسلح في الفنادق وعلى الشواطىء لتحسين الأمن في المنتجعات السياحية بعد يومين من هجوم دامٍ قتل خلاله مسلح إرهابي 39 سائحاً أغلبهم بريطانيون، مشيرة إلى أنها بصدد إغلاق 80 مسجداً يعملون خارج سلطة الدولة ويحرضون على العنف. وأجلت شركات سياحة آلاف السائحين الأجانب من تونس بعد مقتل عشرات برصاص مسلح استهدفهم وهم يستلقون على الشاطئ في هجوم أعلن تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي المسؤولية عنه. وحذرت بريطانيا من أن مقاتلين متطرفين قد يشنون المزيد من الهجمات على المنتجعات السياحية بعد مقتل 15 بريطانياً في أسوأ هجوم من نوعه في تاريخ تونس الحديث.
وهذا أكبر هجوم على بريطانيين منذ التفجيرات التي تعرض لها نظام النقل في لندن في يوليو 2005. وقال وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي «قررنا وضع ألف شرطي مسلح في النزل وعلى الشواطئ لتعزيز الحماية ما دامت هناك تهديدات». وفي سوسة ومنتجعات سياحية أخرى مثل الحمامات وجربة عززت قوات الأمن إجراءاتها الأمنية وانتشرت قوات مسلحة من الشرطة في عدد من نقاط التفتيش. وتواجه ديمقراطية تونس الوليدة تهديدات مع تصاعد خطر الجماعات المسلحة والتي قتلت بالفعل عشرات من قوات الأمن في هجمات قرب الحدود مع الجزائر حيث شنت قوات الجيش حملة عسكرية واسعة ضد المسلحين الذين استفادوا من الفوضى في ليبيا المجاورة لتهريب أسلحة. وقالت وكالة الأنباء الرسمية «وات» إن مسلحين اقتحموا منازل في الكاف واستولوا على كميات من الطعام وهربوا للجبال قرب الحدود الجزائرية. وأعلن «داعش» مسؤوليته عن الهجوم لكن السلطات تقول إن المسلح ويدعى سيف رزقي وهو طالب لم يكن على أي قائمة الإرهابيين ولم يكن معروفاً عنه أنه متشدد ولكن مصدراً قال إنه بدأ في التشدد في الأشهر الستة الأخيرة بعد علاقات مع متطرفين على شبكة الإنترنت.
وهذا ثاني هجوم كبير في تونس هذا العام بعد الهجوم الذي وقع في متحف باردو في مارس الماضي عندما قتل مسلحان 21 سائحاً أجنبياً بالرصاص بعد وصولهم بحافلة. ووصفت وزيرة السياحة التونسية سلمي اللومي هجوم الجمعة بأنه «كارثة» على صناعة السياحة الحيوية بعدما استهدف واحداً من أكثر المنتجعات السياحية شهرة لدى الأوروبيين. وتعتمد تونس بشدة على صناعة السياحة التي توفر نصف مليون فرصة عمل. وقالت اللومي إن المسؤولين الألمان والبريطانيين والفرنسيين أبلغوها أنهم لن يمنعوا السياح من القدوم لتونس لكنهم اشترطوا المشاركة في التحقيقات ورؤية قرارات أمنية واضحة ستتخذها تونس مضيفة أنها ستلتقي مع السفراء لإطلاعهم على الإجراءات الفعلية لحماية السياح. وكشفت الوزيرة أن العديد من السياح البريطانيين قرروا البقاء في تونس ورفضوا العودة في طائرات أرسلت إليهم وعادت فارغة.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أن فرنسا مستعدة لـ «تكثيف» تعاونها الأمني مع تونس. وكإجراء احترازي قال رئيس الوزراء الحبيب الصيد إن حكومته تعتزم غلق 80 مسجداً في غضون أسبوع قال إنها لا تزال خارج سلطة الدولة وإنها تحرض على العنف.